إلى رؤوبين ومؤيد وصالح

كُتلٌ صمّاءُ مستطيلةٌ تتفاوت أحجامُها طولا وعرضا. يتحرّكُ فيها الموتُ إثر كل أشعة شمس. بلاطةُ صمتٍ بذاتها لا تحمل أيَّ نقشٍ تذكاري: لا رموز، لا دال ولا مدلول. الشوارع المحيطةُ هي التي تحتفظ بخضرة كلام يُذيبُ الظلَّ الفالتَ من تواريخ عتيقة مسجلة تحت الأرض. في سويدائها تنمو الوردةُ اللاأحد... هو ذا العقلُ يركب باصا لينزل فيمحطةٍ أخرى. لم تكن هناك غيمةٌ أو افتراضات. كان وحده في الميدان...والسماء كانت تبصق صورتَها على آفاق بعيدة.

الأكاديميون، هيئات مشرئبةَ الأعناقِ، تأتيهم الراحةُ كشرارةٍ من ذكرى، فيأكل كلٌّ تحت أغصانٍ من صنعِ الكلمات. وعند منعطف الفراغ، يشتعلُ المزاحُ كالمصابيح. "الواقعُ لن يُظفر به"، يصرخ شاعرٌ غيرُ مقيّدٍ بطريق... "ولن يدري أحد أن الكلمات ليست لها سراويل المستحيل". في الأطراف كان هناك شسوعٌ وأتراكٌ بدموع نديّة...كان هناكليلٌ ينيرها الأصدقاءوفيما بعد: كان هناك يومٌ جديد.

للحياة مهمةٌ في برلين: فكُّ أزرارِ التّنوير.