صدور رواية ينزلون من الرحبة في معرض القاهرة الدولي للكتاب

quot;ينزلون من الرحبةquot; رواية جديدة للكاتب السوري المقيم في أمريكا حسين سليمان. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 38 عن دار quot; رامةquot; للنشر والتوزيع في مصر الرواية تصوّر باطنيّ للعالم البدئي والعالم الجديد، أي عالم ما قبل النزول من رحم الغيب، فرؤيتها للوجود تخاصم الميثولوجيا الموروثة وتؤسس بناءً آخر لرموز العالم. فهنا quot;حوّاءquot; أو quot;خودquot; كما أسمتها الرواية لم ترافق آدم/ quot;سنانquot; في رحلة الهبوط كما وصلنا عبر الموروث، بل آثرت البقاء وحيدةً مع ابنها النبي وملهم الراوية quot;رطبquot; كي يرقبا سويًّا تشكّل وبناء العالم الجديد من وراء أسوار قلعة quot;الرحبةquot;. تكرّس الرواية فكرة الحب الضائع الذي انتقل لرطب من قِبَل حبيبته الجنية quot;هجعquot;. وهو الحب الذي لم يتلوث بالجنس أو بالنوع، لكنه ليس بالحب العذري، ولهذا سيكون حضور الأخت/سارة طاغيًا كمرافق حميم للراوية طوال رحلته وتحولاته، وسوف تظهر خلال هجرته باسم quot;سيراquot;. حضور الأخت quot;الأموميquot; يتزامن مع حضور رطب، ومحور الراوية يناقش كيفية التعامل مع العالم. ثمة إسقاطات سياسية تشير إلى أحداث الثمانينيات في سورية ، وهي التي تسببت في هجرة الراوي إلى أمريكا. وتزامنت تلك الهجرة مع quot;هوريكينquot; إعصار quot;آليشاquot; عام 1983 في هيوستن. وتلمح الرواية كذلك إلى طبيعة الحياة في المهجر من المنظور الباطني أيضا. الأحداث في الرواية لا يمكن اعتبارها ضمن النسق الدرامي المألوف حيث الزمن مهشم ومنتثر بين لحظةٍ موغلة في عمق التاريخ وبين اللحظة الراهنة. ورغم حضور المونولوج الداخلي وتيمات تيار الوعي عبر السرد إلا أن الحدث ينطلق عبر بنى سردية متعددة ويستنطقه راويتان: المؤلف ذاته، الذي يحطّم الحائط بينه وبين المتلقي كي يورطه في النص، وصوفي، الراوية الأساس. ولذلك لن نجد خطًّا أحداثيًّا منتظما عبر الزمن، حيث الحدث يولد ويموت في الوقت ذاته، من دون تواصل ولا امتداد. إنها فورة الحياة التي لا يعرف لها بداية أو نهاية.

بعد ثلاث روايات ومجموعات قصصية:
المحيميد يطلق رواية (نزهة الدلفين)

عن رياض الريس للكتب والنشر صدرت مؤخراً رواية جديدة بعنوان (نزهة الدلفين) للروائي يوسف المحيميد، اتخذت من علاقة حب ملتبسة بين امرأة ورجلين أساساً لها، وجاءت القاهرة بشوارعها ونيلها وليلها فضاء مفتوحاً للأحداث، مع توظيف بعض الأماكن التي يعيش فيها الشخوص في بلدانهم: الرياض، تبوك، دبي، الدوحة.
الرواية استثمرت الدلفين بكل ما يملك من مرح وصخب وحب للآخرين وكما ورد عن الإمام القزويني في وصفه للدلفين: أنه إذا رأى غريقاً في البحر ساقه نحو الساحل، وربما دخل تحته وحمله، وربما جعل ذنبه في يده ليمشي به إلى الساحل، وقيل له جناحان طويلان فإذا رأى المركب تسير بقلوعها رفع جناحيه تشبيهاً بالمركب وينادي، وإذا رأى الغريق قصده. وقارب الروائي المحيميد بين الدلفين وقدرته على إنقاذ الغرقى وبين يد المعشوقة التي تنقذ العاشق من الوحدة والضجر والسأم. وقد اختار الناشر مقطعاً للغلاف الأخير جاء فيه: أبي كان ثريَّاً، لم أره منذ سنوات بعيدة، غاب عنا ثلاثة أيام متواصلة، وفي اليوم الرابع هاتفت أمي ضرّتها، فأكدت الأخرى أنها كذلك لم تره ولا تعرف له أثراً، قالوا إن أمي حوَّلته إلى طائر في قفص عندنا في صالة البيت، في المساء تعيده إلى حالته الطبيعية ثم تضاجعه طوال الليل، وفي الصباح يوقظ الطائر الأصفر الصغير البيت وهو يغرِّد بلا كلل. حين كبرتُ عرفت أن أبي هاجر إلى شرق آسيا، لا أعرف إن كان يركض خلف تجارته أم خلف نسائه. رواية (نزهة الدلفين) جاءت بعد ثلاث روايات هي: لغط موتى، فخاخ الرائحة، والقارورة، فضلاً عن عدد من المجموعات القصصية التي كان آخرها مجموعة (أخي يفتِّش عن رامبو).
من فضاءات الرواية: صباح الرياض ساخن وثقيل جدّاً، غبار يهبط بصفاقة حتى الرجلين، فكأنما الناس والسيارات تخوض في غبار عميم، حتى البنايات العالية ذابت رؤوسها في الغبار الجاثم مثل غول هلامي الملامح، طريق الملك فهد تجاه الجنوب خفيف على غير العادة، سلكتُ مخرج قصر الحكم والصفاة والمحكمة الكبرى، عند الإشارة شحاذة عجوز تحمل طفلاً غزير الشعر ومتَّسخه، بثوب صوف عتيق رغم حرارة الطقس، على رصيف متنزه سلام جلس عمَّال يومية باكستانيون وأفغان بملابسهم البنجابية وهم يحملون فُرش الدهان وأدوات لياسة الجدران والبناء، معهد إمام الدعوة بمبناه العتيق لم يتغيَّر، مثلما دخلته ذات مرة مع قريبي، وهو يسحب ملف دراسته هارباً إلى متوسطة ابن زيدون، الباب المتطامن والحمام يحط على شرفاته، مبنى المحكمة الجديد ذو الحجر الأصفر يقف شامخاً، بنوافذه الطولية الضيِّقة جداً، تلك التي لا تتسع حتى لرأس يحلم أن يفيض ويصرخ، مواقف السيارت مشغولة تماماً، أوقفت سيارتي الهونداي الصغيرة، وقبل أن أنزل قلبت فاتورة الهاتف المحمول على ظهرها حتى لا يظهر اسمي لأحد يتجوَّل بين السيارات ويدوِّن الأسماء، كنت خائفاً وقلقاً، حلمت أن أكسر حاجز الخوف، كان الحرس يحيطون بحواف الميدان المزدان بالنخيل والشجر المقصوص بعناية، لا أحد يدخل إلا بأوراق معاملة أو قضية أو استدعاء، كان في الجهة البعيدة المقابلة للبوابة الجنوبية عدد من الرجال والنساء يجلسون على المصاطب الحجرية تحت ظل الشجر ينتظرون المحاكمة السرِّية، رجل خمسيني يشرب شاياً، وشاب يرشف قهوة من دانكن دونات، لم أكن وحدي الذي يلبس نظارات شمسية داكنة، بل كثيرون يخفون أعينهم خلف السواد، والبعض الآخر يخفي وجهه وراء جريدة، صحفي بريطاني يحمل أوراقاً، ويصعد فوق حافة الحديقة ويعدّ المتجمهرين بطريقة مباشرة، صحفي ياباني يتأمل المكان بعينيه الضيقتين وينتظر السماح له بالدخول، في آخر المصاطب الحجرية جهة الشارع المفضي لشوارع طينية تجلس تسع نساء منقَّبات، كن يحدّقن بالشجر العالي وينتظرن معجزة السماء، شابة محجَّبة ترتدي نظارتين شمسيتين سوداوين تتنقَّل بخفَّة ورشاقة وتحاول كل فينة أن تجذب بيدها العباءة السوداء لتخفي بنطلون الجينز الكحلي

جدلية علاقة الأمن/الحكومة/الاحتلال

يتصدى هذا الكتاب لمسألة سياسية اجتماعية جوهرية تتعلق بالواقع العراقي الراهن وما يمر به من مسار سياسي اجتماعي متداخل الصفحات بحيث يصعب فك مواطن الاشتباك بين السياسي والامني والاجتماعي في آن، وينطوي هذا الكتاب على حلقة نقاشية أسهم فيها عدد من الباحثين والدارسين لجدلية الامن الحكومة الاحتلال .
وقد ناقش محاور الجلسة بالاضافة الى مدير المركز السيد سمير الكرخي كل من الاساتذة:
1- د.متعب مناف / البحث والمفكر الاجتماعي في جامعة بغدادن الذي ادار الجلسة.
2- د. عامر فياض/ استاذ الفكر السياسي الحديث في كلية العلوم السياسية حامعة بغداد.
3- د.عبد الرسول جاسم/ استاذ الاقتصاد في كلية المنصور الجامعة.
4- د. خليل الربيعي / استاذ الفكر الاسلامي بمركز الدراسات الدولية جامعة بغداد.
5- السيد حكمت البخاتي / وعدد من الباحثين في قسم الاعلام بالمركز.
وقد حددت ابرز محاور النقاش بثلاث مسائل جاءت بشكل مثلث علاقة، حكومة/ احتلال/ امن.
وبذلك تمت مناقشة محاور الجلسة وفق الجوانب الآتية:
1- الجانب السياسي والاستراتيحي.
2- الجانب الاقتصادي.
3- الجانب الاجتماعي.
4- الجانب الاسلامي.
وفي المحصلة النهائية اتفق الباحثوزن على مبادئ اساسية هامة بصدد محاور الحلقة وكما يلي:
1- وجود قواعد دستورية واقامة مؤسسات سياسية فعالة( رسمية وغير رسمية).
2- موضوعة الامن وتحقيقها هي عملية تدريجية واضحة.
3- الجانب العسكري من الممكن ان يعطي نتائج سرسعة أي الامن ولكنها قصيرة المدى.
4- فكرة الوحدة الوطنية ولكل حكومة حتى تحقق الامن اولوياتها في تعزيز الوحدة الوطنية عن طريق الانجاز بما في ذلك الانجاز الاقتصادي والاجتماعي، فالوحدة الوطنية تحتاج الى آليات وهي:
1- المستلزم الدستوري(القواعد الحاكمة والناظمة).
2- دور النخبة في المجتمع.
3- توسيع قاعدة المشاركة.
واحتوى الكتاب ايضا على عدة بحوث ودراسات تتعلق بالمحاور المذكور آنفا، فقد جاء في دراسة الدكتور متعب مناف التي حملت عنوان (سوسيولوجيا العلاقة بين ثلاثية ،دولة/احتلال/ امن):
ان تعزيز دور الدولة في الراهن العراقي يعني الحد من تدخل الاحتلال ومن ثم تحقيق مساحة امنية أكبر. ويؤكد الباحث على ان تعزيز دور الدولة( الحكومة العراقية وما يترتب عليه من الحد من تدخل الاحتلال وزيادة فاعلية الدولة /الحكومة/ السلطةفي تحقيق صيغ امنية افضل للمواطن هو في الواقع ارتقاء في العملية السياسيثة القائمة.
وجاء في دراسة الدكتور عامر فياض الموسومة بـ(الوحدة الوطنية العراقية في معادلة الاحتلال والسيادة والامن) ان السيادة تعني ببساطة وطنية quot;صناعة واتخاذ وتطبيق القرار السياسيquot; .
وتؤكد الدراسة على ان quot;غياب ارادة العيش المشترك يبقي الكيان العراقي مهددا بالانقسامquot; وتضيف، لابد من حملة وطنية عراقية من اجل التسامح والتعايش الوطني.
وتضمنت دراسة الدكتور خليل الربيعي التي تحمل عنوان ( الدين ودوره في حل المسألة الامنية) بعض الاطر الاسلامية الفكرية والعملية وعلى النحو التالي:
أولا: اعادة انتاج منظومة التوجيد.
ثانيا: اشاعة ثقافة الاعتراف بالآخر.
ثالثا: اشاعة ثقافة السلم.
رابعا : التأكيد على مبدأ المواطنة.
خامسا: اعادة جسور الثقة بين المسلمين.
ويخلص الربيعي الى القول بأن التخلي عن استغلال القرص لتحقيق المصالح الطائفية والايمان بمبدأ هام وهو ان مشاكل العراقيين يمكن حلها عبر التحاور والتفاعل فيمما بينهم، وعدم اعطاء الفرصة للأجنبي(عربيا كان ام غير عربي) للتدخل في هذه الامور.
أما دراسة الدكتور عبد الرسول عبد جاسم الموسومة بـ( الدستور...الدولة...ومعطيات التوجه نحو البناء والتنمية) فقد ذكرت على ان الدولة تعاني من الضعف في اتخاذ المواقف حتى اصبحت في بعض الاحياتن غير قادرة على التعامل الايجابي مع المتغيرات التي تواجهها.
وترى هذه الدراسة أن تنصب الجهود على تعديل الواقع واعادة هيكلته.. على وفق الاحراعات الآتية:
middot; اعادة تنظيم الاجهزة الامنية.
middot; تحوير الاجهزة والكيانات وتشكيلاتها بما يعزز دورها المؤسسي.
middot; توسيع السلطات المحلية واللامركزية.
middot; وضع برامج تدريبية والاستفادة من الخبرات من الدول المتطورة في مكافحة الفساد الاداري.
وأخيرا دراسة الاستاذ حكمت البختاني المعنونة ب( الوحدة الوطنية ودور النخب فيها) حيث تطرقت الدراسة للمكونات العرقية في العراق واكدت على ان الحجة في أصالة الانتماء وحيازته بالنسبة للتكوين العراقي ،انما جاءت من ازمنة الانبعاث الاولى ورسوخ التوطن في حقب التأريخ الغابرة لهذا التكوين او ذاك وتطرقت للخريطة الأثنية في العراق حيث الكل في العراق يريد ان يؤصل لنفسه أي يطمح الى تأصيل وجوده في الوطن من خلال التأريخ وتخلص هذه الدراسة الى دور النخب في ريادة المشروع الوطني ونجاحه في العراق.
وعموما يعالج هذا الكتاب بصورة واضحة عدد من التداخلات في الراهن العراقي الشامل من وجهة نظر باحثين ودارسين لهم رؤية واضحة في استغوار غوامض المشهد العراقي المتأزم مع طروحات مهمة تحاول ان تضع الحلول الوطني الناجعة التي تقود العراق الى شاطئ الوحدة الوطنية المتماسكة.

اصدار جديد لمركز المستقبل: جدلية علاقة الأمن/الحكومة/الاحتلال
الكتاب: جدلية علاقة الأمن/الحكومة/الاحتلال
المؤلف: مجموعة باحثين
الناشر:مركز المستقبل للدراسات والبحوث
الاوليات: سنة النشر 2005 عدد الصفحات 48 من القطع المتوسط