القاهرة (رويترز) - أصدر تشكيلي مصري كتابا عنوانه (معرض في كتاب) لكن القارئ سيفاجأ بأن الكتاب يخلو تماما من أي صور للوحات أو تماثيل وأن المعرض لا يتجاوز لغلاف الذي يضم عشر صور فوتوغرافية تؤرخ لجوانب من الحياة المصرية. ويحمل كتاب عصمت داوستاشي الذي يقيم بمدينة الاسكندرية الساحلية عنوان (صور في بر مصر المحروسة) ويقع في 32 صفحة من الورق الحبيبي الأحمر المقوى الذي يتيح للقارئ أن يشارك في اخراجه بالكتابة أو الرسم أو لصق الصور. أما صور الغلافين الامامي والخلفي فقال داوستاشي (63 عاما) انها من موسوعة فوتوغرافية خاصة به تحت عنوان (موسوعة بر مصر). وفي احدى الصور فتي يركب حمارا ويمر أمام بوابة أثرية لبيت قديم يقف أمامه صبيان وبنات في ملابس زاهية. ويضم الغلاف صورة لمواطن يجلس على أريكة في حارة بحي شعبي حيث يقوم حلاق بحلاقة ذقنه. وفي صورة أخرى يبدو جانب من كورنيش الاسكندرية خاليا ونظيفا بمبانيه المطلة على البحر المتوسط في حين يبدو نهر النيل في جنوب البلاد وقت الغروب كأنه مرآة تعكس سماء صافية يخترقها مركب شراعي يمضي وحده في الماء. وأصدر داوستاشي العام الماضي كتابا في صفحات سوداء تماما بعنوان (معرض في كتاب للفن) حمل غلافه صورا ملونة لثلاثة أعمال تشكيلية مركبة أطلق عليها (ثلاثية العالم الجديد) منها عمل عنوانه (مكبس العولمة) ويضم ثلاثة صفوف من القوالب المستخدمة في صنع الأحذية تضغط على اللوحة التي تنتهي بمكبس ذي قبضة حديدية.
ويعتبر داوستاشي أن اقامة المعارض التشكيلية في قاعات العرض أصبحت نوعا من العبث كما يمثل في رأيه إحباطا للفنان الذي يطمح الى أن يؤثر إبداعه في مجتمعه مشيرا الى أن الجمهور لا يتابع الفنون التشكيلية التي لا تجد نقادا جادين لأسباب منها عدم وجود مساحة للفنون الجميلة في وسائل الاعلام.
ولداوستاشي كتب أحدها عن التشكيلي المصري الرائد محمود سعيد (1897 - 1964) لكنه في الفترة الأخيرة اختار أن يقدم معارض افتراضية يشاركه فيها القارئ كمحاولة لكسر ايقاع المشاهدة باقتراح أساليب جديدة تثير الدهشة.
وقال داوستاشي في عمله الأخير ان بامكان كل قارئ أن يستخدم الصفحات الحمراء في انجاز معرض يخصه وحده مشيرا الى أن مادة المعرض موجودة في أنحاء الوطن quot;المنكوب بالعشوائيات والطائفية والفقر والفساد والاوبئة والفتن والبلطجة والامركة والتفاهة... لم يعد السكوت من ذهب.quot;