دمشق: بتنظيم من (ديوان الشرق الغرب برلين ndash; بغداد ) وعلى مدى ثلاثة أيام اقيمت ثلاث فعاليات ثقافية عراقية في دمشق للفترة من الأول الى الثالث من آذار الجاري حيث اقيم اولاً الاجتماع التأسيسي لنادي القلم الدولي فرع العراق تحت التأسيس اذ تنادى أكثر من ثلاثين مبدعاً عراقياً من الشعراء والكتاب والصحفيين والمترجمين لهذا للقيام بهذه المهمة ، أربعون مبدعاً جاءوا من داخل العراق وخارجه وهم يحملون هم بلادهم وانكسارات حاضرها ويحاولون رسم رؤية مختلفة لمستقبل مبدعيها من خلال تأسيس نافذة أمل مضافة لهم توكيداً لحريتهم وحقهم في الحضور الايجابي في سائر المحافل الابداعية الدولية.
مثقفون اطلعوا على وثائق نادي القلم الدولي و طبيعة عمله وآفاقه في مجال الدفاع عن الحقوق والحريات الثقافية والإنسانية منذ تأسيسه لحدّ الآن، فوجدوا فيه جسراًً آخر يوصلهم الى أفق أكثر أمناً وهم يشاهدون واقع بلادهم الملون بالدم فوقّعوا على إستمارة عضوية الإنتماء للنادي مع المعلومات التكميلية الأخرى معبرين عن اسفهم بأن هذا التأسيس لم يجر منذ زمن طويل اذ ان عشرات من زملائهم قد عانوا طويلاً في السجون والحروب والتهميش والاقصاء دون أن يسمع بهم وبمعاناتهم أحد، كما اسفوا لعدد من زملائهم الذين تعذر عليهم الحضور معهم لاسباب مختلفة بعضها مادي وبعضها لاسباب اجرائية تتعلق بصلاحية جوازات سفرهم.
في البدء شرحت الشاعرة أمل الجبوري أهداف وآفاق النادي واستعرضت الاتصالات التي جرت مع العديد من الفروع الأوروبية والدعوة التي وrsquo;جّهت لها في الدنمارك للإسهام بتأسيس فرع العراق تمهيداً لحضوره كمراقب في مؤتمر دكا / السنغال القادم ومن ثم قبوله عضواquot; في النادي الدولي ndash; وأكدت رهانها على الثقافة والإبداع والمبدعين العراقيين كونهم سيشكلون فعالية مميزة ضمن تشكيلات نادي القلم الدولي وفروعه وفعالياته بعيداً عن أية ضغوط سياسية أو عرقية أو إيديولوجية أو حكومية إذ أنه نادٍ مستقلّ في توجهاته وأن قوته تكمن في إستقلاليته .
وبوشر بعد ذلك بالإجراءات التنظيمية فاختار الجميع الدكتور عبد الواحد محمد ( أكبر الحاضرين سنّاquot;) رئيساquot; للجلسة والكاتب محمد الجزائري أميناquot; للسر والكاتب علي الفواز مقرراquot;.
ثم استلم رئيس السن الرئاسة وحيّى الحضور وشكرهم على همّتهم ورغبتهم في أن ينهضوا بمسؤوليات هذا الواجب وشرح المختصر الإنكليزي لحروف النادي PEN وفسرها كمختصر لمصطلح يعبر عن نوعية الأعضاء الذي ينتمون إليه وطبيعتهم المهنية في ميادين الإبداع وأيضاquot; المعنى المجازي لكلمة ( قلم ). المضامين التي احتوتها المستندات التي تم توزيعها سابقاquot; على الحاضرين ثم قُرأ جدول الأعمال وتم التصويت عليه.
وبعد مناقشات مستفيضة من قبل الأعضاء المؤسسين للنظام الداخلي وعدد كبير من المقترحات والاعتراضات شارك فيها الدكتور فاضل ثامر رئيس اتحاد الادباء العراقيين والدكتور مالك المطلبي والدكتور ضياء نافع والروائي علي بدر والقاص حميد المختار وغيرهم تمّ الإتفاق على تغيير تسمية لجنة الإستشراق إلى لجنة (حوار الثقافات) ولجنة المرأة إلى (لجنة حقوق المرأة) وكذلك لجنة كتابة التاريخ إلى لجنة (حماية التراث الثقافي) ولجنة المعتقلين وسجناء الرأي إلى (لجنة الدفاع عن الحريات) ولجنة الترجمة والّلغويات إلى (لجنة الترجمة والحقوق الّلغوية).
ثم فتح باب الترشيح للمناصب الرئيسية في النادي وقد ترشح عدد كبير من الأعضاء وجرى اقتراع علني للاختيار وكانت النتائج كالآتي حيث إنتُخب الشاعر علي الشلاه رئيساً للنادي والقاص حميد المختار أميناً عاماً والشاعرحميد قاسم مديراً تنفيذياً والناقد محمد الجزائري أميناً للشؤون المالية.
أما بعضوية الهيئة الادارية فقد فاز الكتاب عقيل مهدي ٢٠ صوتاً، مالك المطلبي ١٨ صوتاً،علي خلف الإمارة ١٧ صوتاً، جمال الهاشمي ١٦ صوتاً،صباح ناهي ١٣ صوتاً.
وفي انتخابات اللجان فاز الكتاب أمل الجبوري رئيساً للجنة السلام وداليا رياض رئيساً للجنة الدفاع عن الحريات ود. عبد الواحد محمد رئيساً للجنة الترجمة والحقوق الّلغوية وماجد الشرع رئيساً للجنة حقوق المرأة والكاتب علي بدر رئيساً للجنة كتّاب المنفى والكاتب ضياء نافع رئيساً للجنة حوار الثقافات والكاتب علي الفواز رئيساً للجنة حماية التراث الثقافي.
وفي اليوم الثاني للفعاليات اقيمت امسية شعرية شارك فيها عدد كبير من الشعراء العراقيين بينهم حميد قاسم ، مالك المطلبي، رعد كريم عزيز، محمد صابر عبيد، داليا رياض، عبد المجيد فرج الله، ماجد الشرع، علاوي كاظم كشيش، أمل الجبوري وآخرون
أما في اليوم الثالث وبسنة حسنة سنتها مؤسسة ديوان أقيم حفل تكريمي للفنانة العراقية الرائدة سليمة خضير حيث شارك في تكريمها عدد كبير من الادباء والفنانين العراقيين منهم محسن العزاوي، هديل كامل، ، شفيق المهدي، عقيل مهدي، مالك المطلبي، علاوي كاظم كشيش، باسم عبد القهار، كريم منصور الذي غنى الوجع العراقي الخلاق قبل ان تغني الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة قصائد عن العراق من شعر أمل الجبوري التي ادارت الفعالية وكرمت الفنانة التي غالبت دموعها وهي تشكر زملاءها ومكرميها.
ثلاثة أيام من الحوارات الثقافية المتواصلة وفرت للمثقفين العراقيين فرصة مناقشة راهن بلادهم وضرورة تفعيل دورهم في المشهد العراقي العام بعيداً عن الطروحات الظلامية والطائفية المتخلفة واعطت أملاً للمشاركين بأن الحالة المرتبكة التي يعيشها وطنهم اليوم لن تستمر طويلاً اذا ماتم تفعيل دور الثقافة والمثقفين .
التعليقات