بَكَتِ القَلُـوبُ عَلَـى الْمَلِيكِ تَفَطُّـرًا وَالدَّمْعُ مِـنْ قَانِي النَّجِيـعِ يَسِـيلُِ
وَتَيَتَّمَتْ فِـي ذَا الْمَمَـاتِ جَزيـرَةٌ فَلِكُلِّ نَفْــسٌ أَنَّــةٌ وَعَوِيـــلُ
رُزْءٌ دَهَـاهَـا لَـنْ يُـرَدَّ قَضَـاؤُهُ وَعَرَى السُّـيُوفَ البَاتِـرَاتِ فُلُـولُ
وَالشَّمْسُ فِي كَبِدَ السَّـمَاءِ عَلِيْلَـةٌ وَالْبَدْرُ فِـي حَلََـكِ النَّهَـارِ عَلِيْـلُ
وَكَتَائِبُ الفُرْسَـانِ رِيْــعَ جِيَادُهَـا الفَهْدُ مَـاتَ فَمَــا بِفِيــهِ صَهِيلُ
وَبَيَـارِقُ الْعِلْـمِ القَويِـمِ تَنَكَّسَـتْ وَجِمَتْ لِفَقْـدِهِ وَاعْتَـرَاهُ ذُهُــولُ
جَلَّ المُصَابُ عَنِ الفَجِيعَةِ وَالأَسَـىفَالشِّـعْرُ يَهْـذِي شَـــارِدٌ وَكَلِيلُ
وَتَعَثَّــرَ النُّطْـقُ الجَلِيـلُ بِلَفْظِـهِ وَعليْـهِ مِـنَ فَرْطِ الذُّهُـولِ دَلِيْـلُ
يَـا خَـادِمَ الحَرَمِيْنِ لِـمْ غَادَرْتَنَـا! وَهَـلِ الفِـرَاقُ مُؤَبَّــدٌ وَيَطُـولُ!
قَــدْ كَنْتَ فِيَنَا والِـدًا فِـي حَدْبِـهِ وَالْيَـوْمَ ذِكْـرٌ فَاجِـعٌ وَجَلِيْـــلُ
قَدْ كَانَ عَرْشُكَ فِـي الْقُلُوبِ مُوَثَّقًـاوَالْيَومَ قَبْرُكَ فِـي الصُّـدُرِ نَزِيـَلُ
يَتَّمْتَنَـا يَـا فَهْـدُ فِـي أَحْلامِنَــا وَدَهَـى الْجَزِيْـرَةَ حَيْـرَةٌ وَثُكُـولُ
خَلَّفْتَ بَعْـدَكَ غُصَّـةً مَـا تَنْتَهِـي فَالْخَطْبُ عَـاتٍ مُـرْوِعٌ وَمَهُــولُ
أَبْكِيْكَ مَـا يَبْكِي الفُـؤَادُ بِصَمْتِــهِ وَعَلَيْك مِنْ حُزْنِ الجُفُونِ سُــدُولُ
إٍِنَّ القَضَـاءَ مُحَتَّمٌ لا يَمَّحِــــي قَـدَرُ الإِلَـهِ بِحُكْمِــهِ مَفْعُــولُ
وَلَكَمْ نُقَاسِـي فِي الفِرَاقِ مَواجِعًـا وَالصَّبْرُ فِــي حَمْـلِ البَلاءِ جَمِيلُ
سَـيَظَلُّ ذِكْـرُكَ مَاثِلاً فِـي دَوْحَـةٍ أَغْصَانُهَا فَــوْقَ الرِّيَاضِ فُصُـولُ
العِـزُّ فِيْهَـا كَالتُّـرَاثِ جُــذُرُوهُ وَجَلالُ اسْـمِكَ فِـي الخُلُـودِ أََصِِيلُ
نَـمْ يَـا مَلِيكُ ثَوَيْتَ فِينَـا خَالِــدًا وَإِلَيْـكَ فِـي دَرْبِ الإِلَـهِ سَــبِيلُ
نَبْكِيكَ مِـنْ أُوتَـوَا بِدَمْــعٍ صَامِتْ لَكنَّـهُ بَيْـنَ الصُّــدُورِ مَهُــولُ
وَالشَّـعْرُ يَبْكِـي وَالحُرُوفُ عَويلُـهُ وَالصَّمْتُ أَبْلَـغُ مَـا أَرَاهُ يَقُــولُ
أَبْقَيْـتَ مُلْكًا ثَابِتًـا وَمُؤَكَّــــدًا أَرْكَانُـهُ الإِسْـــلامُ وَالتًَّنْزِيــلُ
فَانْعَــمْ بِعَبْـدِ اللهِ بَـاقٍ مُلْكُكُــمْ إِرْثًـا تَوَطَّـدَ فِـي أَخِيـكَ يَـدُولُ
وَالمُلْكُ يَبْقَــى فِيكُمُو مُتَـوَارثًـا وَإِلَيْكُمُــو كَالْمُكْرَمَــاتِ يَـؤُولُ
يَـا خَـادِمَ الحَرَمَيْــنِ إِنَّـكَ بَيْنَنَا بَـدْرُ السَّـنَا لَـنْ يَعْتَرِيـهِ أُفُـولُ
إِنْ غَابَ وَجْهُكَ عَنْ شُرُوقِ رِيَاضِنَاالصُّبْـحُ أَنْتَ وَبَيْعَـةٌ وَقُبُــــولَُ
بَوَّاكَ رَبِّـي فِـي مَمَاتِـكَ جَنَّــةً وَوَقَـاكَ فِيهَـا وَارِفٌ وَظَلِيـــلُ
وَجَزَاكَ عَنًَّا فِـي الخُلُودِ سَــلامَهُ وَتَحِيَّـةً يَلْقَـاكَ فِيــهِ قُبُـــولُ

عندما يجلُّ المصاب، ويستفحل الألم، يصبح القلم سكيِّنًا ينغرس في القلب ويتحوَّل المداد دمًا. فيُكتب الرثاء بكلمات تنتظم في أبياتها شعرًا يعبِّر عمَّا يجول في النفس من مشاعر وأحاسيس وفاءًا وتقديرًا للراحل الكبير الماكث في الصدور.
ومن دواعي الوفاء والتقدير، واعترافًا بدين في أعناقنا، نودِّع الملك الجليل بدمع جفَّ في المآقي ليسيل في القلب جوًى وفي الصدور لوعة وأسًى.
لك الجنان والخلود ومنازل العلِّيِّين يا خادم الحرمين الشريفين، وللشعب العربي السعودي النبيل، وللشعوب العربيَّة والإسلاميَّة الصبر والسلوان. المصاب جلل، ولكن حكمة الإله ولطفه في رعاية المملكة بأخيك عبد الله مواساةً ورحمةً من لدنه، وليبقى خادم الحرمين الشريفين خلفًا لخير سلف.

أحمد عيد مراد - أوتاوا كندا – 1/8/2005
[email protected]
رئيس المركز العربي الكندي للصحافة والإعلام