إذَا سُئِلْتِ عَنِ
التَّارِيخِ، فَاعْتَرِفِي
بِأَنَّ دَهْرَكِ مَنْذُورٌ
إلَى نُطَفِ.

وَلا تَقُولِي كَلامًا،
لَيْسَ يَفْهَمُهُ مَنْ
صَادَرَ الدَّهْرَ فِي وَطْءٍ
مَعَ الشَّغَفِ.

إنْ حَلَّ زِرًّا لَهُ
يُخْفِي مَوَدَّتَهُ،
فَلا تَبِتِّي لَهُ حَبْلاً
بِمُنْتَصَفِ.

مُدِّي إلَيْهِ يَدًا
لِلْعَوْنِ، نَابِضَةً.
حَتَّى إذَا مَطَرَتْ
أَنْوَاؤُهُ، ارْتَشِفِي

خَمْرًا، لَهَا عَلَقٌ
بِالرُّوحِ، إنْ مُزِجَتْ
فِي كَأْسِ ذَابِلَةِ
العَيْنَيْنِ وَالشَّرَفِ.

وَإنْ سُئِلْتِ عَنِ
الشَّيْءِ الَّذِي كُتِبَتْ
أَوْصَافُهُ بِلِسَانٍ رَاضِعٍ،
فَصِفِي

مِنْ دُونِ لَفْظٍ.
فَإنَّ اللَّفْظَ أَبْلَغُهُ
مَا حَاوَرَ الحَلْقَ،
حَتَّى ارْتَاحَ
فِي الرَّجَفِ.

وَإنْ تَهَاوَى عَلَيْكِ
الثَّلْجُ مُلْتَهِبًا،
فَاسْتَغْفِري
لِضَيَاعِ الغَيْثِ،
وَاغْتَرِفِي

مِنْ وَابِلٍ لَزِجٍ
تَرْوِي عُصَارَتُهُ
مَا الْتَاعَ مِنْ شَفَةٍ،
أَوْ مَاعَ مِنْ غُرَفِ.

وَاسْتَرْجِعِي نَفَسًا
كَالرِّيحِ إنْ خَفَقَتْ.
إنَّ التَّأَوُّهَ آيَاتٌ
لِـمُحْتَرِفِ.

رُوحٌ لِرُوحٍ، وَنَبْضٌ
شَدَّ بَيْنَهُمَا.
شَيْئَانِ قَدْ حَرَّكَا الدُّنْيَا
بِلا هَدَفِ.