لوس انجليس (رويترز) - إنه واحد من اعظم مخرجي هوليوود وبرودواي ويدين له الادب الامريكي بالكثير لاضفائه الحياة على اعمال مثل "وفاة بائع متجول" و"عربة اسمها الرغبة". وساهم ايليا كازان في جعل مارلون براندو وجيمس دين ممثلين عالميين وساعد على شهرة ارثر ميلر وتنيسي وليامز الا ان شهادته في تحقيقات لجنة النشاطات المعادية لامريكا التي كانت تطارد الشيوعيين وهي لجنة تابعة لمجلس النواب في عام 1952 القت بظلالها على إرثه او محته بالنسبة للبعض.
وسمى كازان للجنة 16 شخصا من بينهم صديق وثيق وافق على الافصاح عن اسمه واثنان من نشطاء الحزب الشيوعي ربما كانت اللجنة تعرف اسماءهم جميعا قبل شهادة كازان. ثم ارتكب خطأ جسيما ونشر اعلانا في صحيفة نيويورك تايمز ليدافع عن شهادته امام اللجنة ليوصم في تاريخ هوليوود بالمرشد. حتى ان اشهر افلامه على الاطلاق "جبهة الماء" اصبح بعض النقاد يعتبرونه دفاعا جريئا عن ارشاده عن اسماء شيوعيين. واليوم يحاول ريتشارد سكيكل المؤرخ السينمائي والناقد في مجلة تايم تصحيح صورته ومنح كازان ما يستحقه من تقدير لدوره في تطوير الفن السينمائي والمسرحي في الولايات المتحدة. وتوفي كازان في عام 2003 عن عمر يناهز 94 عاما. وربما كان كازان ابرز مخرج في البلاد من منتصف الاربعينات حتى اوائل الستينات قبل ان تتوقف الاعمال التي تعرض عليه وانتهت به الحال لكتابة اعمال غير جديرة بالقراءة رغم انها تسجل مبيعات ضخمة على المستوى الشعبي. وفي الوقت نفسه فان كتاب سكيكل "ايليا كازان" ينكأ جراحا قديمة ويدافع عن "جريمة" المخرج التي لم يغتفرها له البعض قط في هوليوود قائلا إنه كان رد فعل مشروعا لرجل انقلب على الحزب قبل نحو 17 عاما من شهادته واعتبره تهديدا للديمقراطية. وقال سكيكل في مقابلة "كازان كان يعارضهم... لم يبلغ عن اصدقائه بشكل انتهازي فحسب."
كما نقل سكيكل عن كازان قوله إنه كان يمكن ان يتخلى في ذلك الوقت عن مستقبله السينمائي من اجل قضية مهمة ولكن هذا الامر لم يكن يستحق التضحية. وقال كازان "لماذا اتخلي عن (مستقبلي) للدفاع عن السرية. لم اعتقد انه من الصائب الدفاع عن اشخاص تم ابلاغ اسمائهم بالفعل او سيبلغ عنهم شخص اخر قريبا. اعلنت كراهيتي للشيوعيين لسنوات طويلة ولم اشعر ان من الصواب ان اتخلى عن مستقبلي المهني للدفاع عنهم." ويضيف الكاتب ان كازان اعترف لاحقا بندمه. وتابع "ظننت انني ارتكبت خطأ شديدا ليس من الناحية السياسية لانه ربما كان تصرفا سليما ولكن هذا لا يهم الان. سواء كان صائبا او خاطئا فان المهم هو الجانب الانساني. شعرت انه ليس هناك هدف سياسي يبرر ان اؤذي انسانا اخر."
ويزعم منتقدو كازان انه لم يبد ندمه ابدا واثار مشاكل وازمات قبل واثناء حفل توزيع اوسكار في عام 1999 حيث منح جائزة اوسكار فخرية. ورفض نحو ثلث الحضور المشاركة في التصفيق له وقوفا. وواجه سكيكل الذي كان يعد مقتطفات من افلام عن كازان لعرضها في حفل اوسكار معارضة من مارلون براندو لعرض اي لقطات يظهر فيها.
وإذا نال براندو مراده فان ذلك كان يعني الا تعرض اي مشاهد من فيلمي "على الميناء" و"عربة اسمها الرغبة". ويقول سكيكل إنه ينبغي ان ينظر الناس ابعد من هذه الواقعة ليكتشفوا ما اضافه من سحر للشاشة. وتابع "غير شكل التمثيل على الشاشة بدفعه الممثلين لاظهار مشاعرهم الداخلية حتى يظهر على الشاشة ما يحس به المشاهد ويحركه. يختلف عن الاداء الذي قدمه ممثلون رائعون مثل جيمس كاجني وكارى جرانت ولكننا لم نر مثل هذا العرض للاحاسيس الداخلية من قبل." وقال "في غضون عقد تغيرت فكرتنا عن الحكم على الاداء السينمائي رأسا على عقب."