محمد موسى:شخصية quot;بوراتquot; التي ابتكرها الممثل البريطاني الكوميدي المبدعquot; ساجا بوهين كوهينquot; (Sacha Baron Cohen) مع مجموعة أخرى من الشخصيات ضمن برنامجه التلفزيوني الناجح quot;أستعراض علي جيquot; (Ali.G) هي شخصية كوميدية بالكامل .


المراسل التلفزيوني من دولة مازالت بعيدا عن الحضارة ( تم اختيار دولة كازاغستان ربما بسبب موسيقية الأسم) وتجاربه في امريكا التي تستطيع ان توفر مئات المواقف الكوميدية بسبب احتوائها على عشرات المتناقضات.


هذه ليست اول مرة تتحول شخصية تلفزيونية ناجحة الى فلم ، في العادة تتجه الأعمال الكوميدية المقتبسة من أعمال تلفزيونية ناجحة الى حدود بعيدة من الجراة ، حدود لا تقدر التلفزة على تحملها.
شخصيةquot; بوراتquot; التي ظهرت على شاشة القناة الرابعة البريطانية لم تشتكي من اي محرمات عندما عرضت على التلفزيون فالقناة الرابعة البريطانية تعتبر من أكثر القنوات جراة وتجريبا ورغبة في الأصتدام واللعب مع المحرم التلفزيوني..


شخصية quot;بوراتquot; السينمائية مضحكة حقا لكنها قد تكون قد جعلت اي فرصة لظهور آخر على السينما صعبا للغاية فالفلم وعلى مدى 86 دقيقة وصل مع الشخصية الى مستويات بعيدة ومتطرفة من الكوميديا مما يجعل فكرة أنتاج جزء ثاني من الفلم تكاد تكون مستحيلة بسبب أستحالة تجاوز تطرف كوميديا الجزء الأول.

الفلم هو سلسلة من المواقف الكوميدة الصارخة ، قصة حب quot;بوراتquot; لممثلة الأثأرة التلفزيونية الأمريكية quot;باميلا اندرسنquot; وسفره على طول أمريكا لمقابلتها أعطت بنآئا ما للفلم الذي كان سيتحول بدونها الى quot;اسكتشهاتquot; كوميدية مضحكة.

قصة الفلم
المراسل التلفزيوني quot;بوراتquot; في دولة quot;كازاغستان quot; يتلقى امرا من التلفزيون هناك بالذهاب الى أمريكا وتصوير مجموعة من التحقيقات عن الحياة في أمريكا من اجل الأستفادة منها في في دولة quot;كازاغستان quot; ، طبعا كل شيء يسير عكس المتوقع عندما يقع المراسل التلفزيوني في حب نجمة الأثارة quot;باميلا أندرسنquot; ويسافر الآلف الكليومترات من أجل رؤيتها !!

رغم الكوميديا الغربية والجريئة جدا في الفلم الا انها بقيت كوميديا quot;متوقعةquot; ترتكز على تحطيم quot;التابوهاتquot; وليس على ذكاء الموقف. الكوميديا في الفلم هي كوميديا الشخصية وتصادمها المتكرر مع عادات وطباع غريبة عنها من هنا بدت الكثير من المشاهد تشابه بعضها مع سؤال يتكرر quot;مالذي سوف يفعله بورات الآن؟؟quot;

الضجة التي اثارتها حكومة quot;كآزاغستانquot; على الفلم بسبب السيناريو الذي صور الدولة بطريقة غريبة لكن مضحكة للغاية هي ضجة كان يمكن ان يثيرها (اليهود ، العراقيون ، المسلمون ، المثليون الجنسيون او الامريكون) وغيرهم ممن كانوا موضوعات الفلمالكوميدية . الفلم يسخر من كل هؤلاء لكن بطريقة لا تحمل اي شرا او رغبة بالأنتقاص.


يبدو ان الكوميديا الجيدة تغفر الطرق التي تسلك للوصول الى الضحكة الصعبة من الجمهور . لا أظن ان احد سوف يترك قاعة السينما بأفكار عنصرية او ماشابه عن اي من ناس فلم quot;بوراتquot; . الأفكار العنصرية والكره هي مهمة جهات وناس آخريين وهم في كل مكان من هذا العالم!!!

بريد قسم السينما في أيلاف

[email protected]