quot;يا نعمة النسيان يا رحمة اللهquot;
تمر بنا الحوادث فنعتقد للحظة بأنها ستمكث بداخلنا إلى الأبد.. للحظة نتخيلها لن ترحل أبدا.. ثم تأتي نعمة النسيان.. تتهادى بخطوات متباعدة تعانقنا كعناق نسمات الهواء ببعضها البعض.. تتسلل إلى داخلنا.. تأخذ الألم معها بهدوء وترحل.
quot;يا نعمة النسيان يا رحمة اللهquot;
لا يستطيع المال ولا القصور ولا النجاح ولا الوصول إلى القمر quot;حتىquot; التخفيف من الم النفس quot;وعناهاquot;..
وحدها نعمة النسان تستطيع ذلك..
وحدها تأتي وكأنها سحابة حبلى بالفرح.. تجود وتمطر فتطفئ الذاكرة المرة.. وتأخذ الجرح معها وترحل..
quot;يا نعمة النسيان يا رحمة اللهquot;
اعلم انك آتية.. اعلم بأنك في الطريق واعلم بأنك ستمضين بجرحي..
اعلم يا نعمة النسيان اعلم ذلك..
ولكن متى؟
متى ستأتين ومتى سترحلين به؟ متى؟
لم يعد بالنفس طاقة.. لم يعد هناك ما يساعدني على التحمل.. على الانتظار..
أصبحت هشة من الداخل وأصبحت جروحي رطبة وقابلة للتمدد..
أصبحت أقف على quot;المهيافquot; وانظر بلا حذر.. انتظر النهاية بعجل.. فليس هناك ما يدفعني للتمسك quot;بهاquot; أو للبحث عن لحظات فرح في زواياها الضيقة.. زواياها المعتمة المليئة بروائح الخونة..
خونة الكلمات وخونة الروابط النزيهة والعهود المبرمة في لحظات الحب الكاذبة..
لم تعد تهمني هذه الدنيا فليس بها quot;ما يبهجquot; أو quot;يبكيquot;.. أصبحت لدي كالماء بلا طعم أو رائحة أو أي شيء آخر..
أشبعتني جراحاً فتشبعت منها ألماً واكتفيت..
فمتى؟
متى تأتين quot;يا نعمة النسيان يا رحمة اللهquot;
متى quot;تنزلينquot; من السماء؟ متى تحطين بداخلي وتأخذين كل هذا وترحلين؟
آآآآه من ألمي وآآآآه من انتظاري لك..
آهتان قاتلتان تسكنان الحنجرة كالسكين وتتحركان.. تارة لليمين وتارة للشمال..
تتسابقان بوحشية وتقتربان من حبل الوريد على عجل.. فهل quot;يا نعمة النسيانquot; ستسبقينهما أم ستكونان هما السابقتان؟
* quot;يا نعمة النسيان يا رحمة الله quot; مقطع من قصيدة للأمير خالد الفيصل.
التعليقات