قرأت فى أهرام الأحد 27 نوفمبر 2005 تحت عنوان: "ضبط مصنع سيوف في الدخيلة"
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=FRON7.HTMamp;DID=8683
وقد ورد الخبر بالنص كما يلى: "تمكنت إدارة البحث الجنائي في محافظة الإسكندرية صباح أمس من ضبط مصنع للأسلحة البيضاء في منطقة أم زغيو الواقعة في دائرة الدخيلة, وعثرت أجهزة الأمن علي كميات كبيرة من السيوف متعددة الأحجام، وضبطت خمسة من العاملين بالمصنع وفي حوزتهم13 سيفا."
وفى الحقيقة أن الخبر لم يزعجنى، بل على العكس سعدت لتقدم الصناعة المصرية إلى حد أننا أصبحنا نصنع السيوف بأنفسنا وقد إستغنينا بهذا عن إستيراد السيوف كسلعة إسترتيجية عسكرية، وربما ننتقل بعدها إلى التصدير وخاصة بعد توقيع إتفاقية الكويز بين مصر وإسرائيل وأمريكا، لأن كلا من أمريكا وإسرائيل تعانى الأمرين لنقص مخزون "السيوف" لأنهما وبكل أسف وبكل جهل تعتمدان على الأسلحة الإلكترونية، والسبب بالطبع هو أن كلا من إسرائيل وأمريكا لايدركان أهمية بيت الشعرلأبي تمام:
السيف أصدق إنباء من الكتب **** فى حده الحد بين الجد واللعب
ولكن الأخوان المسلمون يدركون تماما خطورة سلاح "السيف" وخاصة فى المعركة الإنتخابية الأخيرة، لذلك تجد شعاراتهم يمثلها سيفان متعانقان وأسفلهما عبارة "الإسلام هو الحل". لذلك كان من الطبيعى أن يحمل أنصارهما السيوف لفرض إرادتهم على الناخبين أو للدفاع عن أنفسهم ضد الشرطة، ولم لا ألم يقل المتنبى:"أن فى حده الحد بين الجد واللعب"!! فهم يعرفون بأن الموضوع مش هزار ولا لعب، الموضوع جد تماما، لأن من يستولى على مصر سوف يصبح من السهل عليه بعد ذلك أن يستولى على منطقة الشرق الأوسط، وعلى إحتياطى البترول العالمى، وعلى الإحتياطى الإستراتيجى العالمى من السيوف!!
....
وأنا فى الحقيقة لم أفاجأ من التفوق النسبى الذى يحققه الأخوان المسلمون حتى الآن فى الإنتخابات المصرية، لأن فى زيارتى الأخيرة لمصر تيقنت أن حكم الدولة الدينية قادم.. قادم، ولم يصبح السؤال:هل من الممكن أن تحكم مصر بدولة دينية ؟ ولكن السؤال يصبح فقط هو: متى تأتى الدولة الدينية؟
والحقيقة أن الأخوان المسلمون يستحقون النجاح الذى يحققونه فى الإنتخابات حتى الآن، لأنهم بدأوا الآن يحصدون ما بدأوا فى زراعته فى الستين سنة الأخيرة، وخاصة بعد عام 1967 بعد سقوط الدولة المدنية المصرية أمام إسرائيل (الدولة التى رفعت منذ إنشائها شعار الدولة الدينية وهى فى الحقيقة دولة مدنية من الطراز الأول). إستخدم الأخوان المسلمون آلاف المساجد كمقار حزبية مجانية لهم، دخلوا أنظمة التعليم وسيطروا على عقول الصغار فى الأربعين سنة الماضية، أصبحت لهم سيطرة شبه شاملة على العديد من أجهزة الإعلام، دخلوا القرى والأحياء الفقيرة وعرفوا كيف يتعاملون مع الناس بتواضع وبنوا لهم بجوار المساجد المستوصفات شبه المجانية ومدارس تعطى دروسا خصوصية لفقراء التلاميذ ويجب ألا ننكر بأنهم الجهة الوحيدة التى أثبتت تواجدها بين فقراء الشعب. كل هذا وهم ليسوا حزبا سياسيا، بل لا يزال يطلق عليهم أسم (الجماعة المحظورة).
أما عن باقى الأحزاب (الورقية) ‘ فقد أثبتت الإنتخابات الأخيرة أنهم بالفعل أحزابا (ورقية)، بالمعنى الحرفى للكلمة، إعتقدوا أن إصدار صحيفة من القاهرة فيه الخير والبركة، فبدلا من أن يلعبوا سياسة لعبوها صحافة، وإنفصلوا تماما عن شعبهم الذى لا يقرأ، وإن قرأ فإنما يقرأ العناوين وصفحة الرياضة والبخت وربما صفحة الوفيات، وإذا سألت بعض رؤساء الأحزاب أين تقع من الخارطة قرية الشلشلمون ربما قال لك أنها ربما تقع فى جمهورية الشيشان!! ولكن الأخوان المسلمون بجهودهم الذاتية وتبرعات أعضائهم ومؤيديهم من داخل وخارج مصر يعرفون تماما أين تقع قرية الشلشلمون لأن لهم بها مقرا حيث لهم مسجدا ومستوصفا ومدرسة!!
أما الحزب الوطنى فلقد فوجئ بالنتائج، وليس له من عون سوى موظفوه والشرطة ورجال الأمن والمباحث، وهم لايتعلمون شيئا منذ أن كانوا هيئة التحرير فالإتحاد القومى فالإتحاد الإشتراكى فالحزب الوطنى، لم يتغير شئيا من أساليبهم، فما زال الحزب فى أغلبه مرتعا للفساد والفاسدين، ولا يزال حزبا سيئ السمعة وقد حاول جمال مبارك أن يفعل شيئا، ولكن كما يبدو تغلب عليه الحرس القديم، ونصيحة إلى جمال مبارك، إن كان حقا يريد أن يفعل شيئا ويريد الخير لمصر (وأنا أعتقد أنه مخلص فى هذا)، فعليه أن يعيد فكرة حزب المستقبل الذى كان قد بدئه فى شكل جمعية المستقبل، عليه أن يبعد عن الحزب الوطنى السيئ السمعة والذى سوف (يجيبه ورا). وأيا كانت نتيجة الإنتخابات، فسوف يحصل الأخوان المسلمون على أضعاف المقاعد التى لهم الآن فى البرلمان.
...
ولى أسئلة قانونية هامة جدا وارجو إن كان هناك أحد القراء يفهم فى القانون المصرى والدستور المصرى، فأرجو إفادتى فى هذا الموضوع:
(1) قانون الأحزاب المصرى يمنع تأسيس أحزاب على أساس دينى. وبناء عليه يرفض الإخوان المسلمون دائما وأبدا محاولة تشكيل حزب لأنه سوف يتم رفضه، وإن تم رفض الحزب وحاولوا ممارسة السياسة فسوف يقعون تحت طائلة القانون.
(2) الدولة مازالت تعتبر أن الأخوان المسلمون هى (جماعة محظورة).
(3) تلك الجماعة المحظورة رأت هناك ثغرة فى قانون الأحزاب والإنتخابات وقررت ترشيح أعضائها كأعضاء (مستقلين) بينما الكل يعرف أنهم مرشحى الأخوان.
(4) فى تقديرى أن ترشيح الأخوان لمرشيحهم (ولو كمستقلين) هو تحايل على القانون، بدليل أن قادة الأخوان بما فيهم المرشد العام ونائبه يصرحون بمنتهى الثقة بأنهم لو أرادوا الحكم لرشحوا أعضائهم فى كل الدوائر!! ولكن:"مصر غير جاهزة لحكم الأخوان".!!
وأنا شخصيا لو كنت رشحت نفسى وخسرت أمام مرشح للأخوان لرفعت قضية ضده على الفور بأنه ترشيحه غير دستورى وغير قانونى، لأنه يمثل جماعة دينية محظوره وغير مصرح لها بالعمل العام من أساسه ناهيك عن ممارستها للعمل السياسى وفى هذا تحايل على قانون الأحزاب المصرى، ويكفى أن تعرض أمام المحكمة شريط الفيديو لمرشد جماعة الأخوان وهو يتحدث مع قناة الأروبيت الفضائية ويقول أنه كان يستطيع أن يحكم مصر، ولكن بكل أسف (البلد مش جاهزة)، يعنى لسه (ماإستويتش)، وعندما سأله المذيع عما سوف يفعل فى شرم الشيخ رد قائلا:
- شرم الشيخ إيه ؟!! حنقفلها طبعا، سياحة إيه وبتاع إيه، السايح إللى ييجى عندنا ضرورى يحترم تقاليدنا وديننا!! (لا تعليق)
....
طيب ما هو الحل:
الحل فى رأئى إما أن تصبح جماعة الأخوان جماعة محظورة فعلا ولا تمارس السياسة أو العمل العام، أو أن يتغير قانون الأحزاب ليسمح بقيام أحزاب على أساس دينى، وساعتها سوف يكون من حق الأخوان تكوين حزب خاص بهم على أساس دينى، وسوف يكون من حق غيرهم أيضا تأسيس أحزاب مماثلة على أساس دينى ايضا، وساعتها ربما نرى أن الأحزاب الحالية والمستقبلية ربما تغير أسمائها لتكون:
الحزب الوطنى الإسلامى، حزب التجمع الوحدووى الإسلامى، حزب الوفد الإسلامى، الحزب الناصرى الإسلامى، حزب أبادير القبطى الإسلامى!!
[email protected]
التعليقات