عمليات الإرهاب العبثية والفوضوية المنتشرة في العراق وبحدة وشراسة هذه الأيام وخلال الشهور الأخيرة من قتل بالجملة، وخطف بالمجموع، وإغتيالات جبانة ضد الآمنين والمستأمنين، بلغت الذروة في عمليات الإغتيال الجبانة للعديد المناضلين العراقيين والساعين لإستقرار العراق ووحدته وسلامته الإقليمية ومن أبزها محاولة الإغتيال الجبانة التي جرت قبل شهور قليلة للسيد إمتثال الآلوسي الرئيس الأسبق للجنة إجتثاث البعث والتي إجتثها السفير (بول بريمر) في الساعات الأخيرة لهيمنته على القرار العراقي، والتي ذهب ضحيتها نجلا السيد الآلوسي اللذان إغتيلا غدرا أمام ناظري والدهم الشجاع والذي يعتبر ضمير العراقيين الحقيقي بوقفته الشجاعة، ومواقفه الجريئة، وفدائيته التي تعمدت بالدم وتجاوزت الشعارات ليدخل في مواجهة حاسمة مع القتلة والمجرمين البعثيين الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن الجريمة وفي توقيت وتاريخ لايخلو من دلالة وحيث شهر شباط / فبراير الذي كان إطلالتهم الإجرامية الأولى على العراقيين في إنقلابهم الأسود عام 1963، ولعل تصاعد العمليات الإرهابية والإجرامية في الأيام والأسابيع والشهور التي أعقبت جريمة الإغتيال الجبانة تلك توفر مصداقية شاملة عن مدى حالة العبث البعثي المستشرية وحيث إنطلق فدائيو الجرذ صدام وبقايا تنظيماته الإستخبارية والتخريبية القابعة في السراديب والمتحالفة مع خفافيش الظلام الأصولي من تنظيمات القاعدة وبقية الجماعات المستكلبة الإرهابية من العرب والعجم ليمارسوا أقصى عمليات التخريب العبثية و حيث يشهد العراق حاليا إعتقالات مستمرة لعناصر إرهابية متأسلمة قادمة من المغرب وتونس وليبيا والأردن وسوريا وفلسطين واليمن والجزيرة العربية وبوتائر عالية للغاية تؤكد على إصرار بقايا البعث وتحالفهم الشيطاني على تنغيص فرحة العراقيين بقرب الإنفراج وقيام الكيان العراقي الدستوري الحر الجديد والذي سينهي للأبد دولة الظلم والقتل والتسلط، فما معنى أن يقتل الأبرياء الواقفين أمام طابور المخابز لشراء الخبز؟ ومامعنى أن يقدم الإنتحاريون المجرمون على تفجير أنفسهم وسط المساجد الآمنة وبين جموع المصلين؟ ومن المسؤول والمتضرر من جريمة قتل الأطفال العراقيين بالجملة وماعلاقة كل هذا العبث الإجرامي بتحرير العراق من الأميركان لو كان الهدف هو ما يعلنون فعلا؟ ومامعنى عمليات الحرق والذبح بالجملة؟ إنها تعبير واضح عن حالة اليأس وعن الوصول لتنفيذ سيناريو الرعب البعثي الذي أعلنه صدام أكثر من مرة والقائل بجعل العراق (أرض بدون شعب)! ومانراه ميدانيا يتطابق وذلك الوعد المجرم أشد التطابق، والكرة اليوم باتت في ملعب السلطة العراقية التي ينبغي أن تقوم بسلسلة من المقاربات الأمنية التي تعتمد على مواصلة إجتثاث خلايا البعث السرطانية التي تهدد بتدمير العراق والمنطقة وإشعال فتيل حرب أهلية مدمرة لن تبقي أو تذر، وهو الهدف النهائي للبعثيين والأصوليين المجرمين، والجميع يعلم وأولهم السلطة العراقية وبعض دول الجوار الإقليمية من أن البعثيين قد رتبوا صفوفهم ثانية بالتعاون مع الإمتدادات العربية المعروفة بالقيادات القومية التي نهب أهلها كثيرا من الأموال العراقية، ومؤتمر البعث الأردني الأخير ورسالة الجرذ صدام لأهل ذلك المؤتمر والرسائل والوصايا المنبثقة عنه ثم حضور البعثيين لمؤتمر خير الدين حسيب البيروتي الأخير، كلها مؤشرات تفضح نية البعثيين التصعيدية في زيادة وتيرة الإرهاب في العراق وتهيئة الطريق وتعبيد الأسس لإحتمالات حرب أهلية عراقية شرسة باتت معالمها وإتجاهاتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؟ وأعتقد أن الصورة باتت واضحة ولاتحتاج لأي توضيح، ومانفتقده فعلا هو الإرادة السياسية التي ينبغي أن تترجم لسيناريو عمل ميداني يأخذ بنظر الإعتبار ضرورة إعلان حرب التصفية الشاملة و القانونية ضد كل من يحاول إبادة العراقيين، والأخذ لثأر الشهداء والدماء البريئة التي أزهقت في عمليات التخريب العبثية/السلفية/الإرهابية الجبانة المتوحشة، لامعنى للرحمة، ولامعنى للغة المهادنة، ولامعنى أي توجه للحوار مع الشياطين والقتلة، لأن ذلك لن يزيدهم إلا تجبرا وإصرارا على الجريمة، وأي تهاون في الدفاع عن الوطن والشعب لايعني إلا بروز حقيقة بشعة تقول بإن الحرب الأهلية على الأبواب... فهل يفهم ساسة العراق الموقف؟ وهل يمتلكون الإرادة لمواجهة الإرهاب الأسود بحملة وطنية شاملة تلقي بالبعثيين وحلفائهم الأصوليين نحو مزبلة التاريخ؟. فالتجربة التاريخية المرة للعراق والعالم العربي قد أثبتت بأن أخطر الأعداء هم من ينبع من الدالخل، والفكر والممارسات البعثية كانت على الدوام عدوانية وتخريبية ساهمت أبشع مساهمة في تكريس القطرية والعداء بين الشعوب العربية وعلى العكس تماما من لغة الشعارات المرفوعة زورا، الرسالة الواضحة لكل من يريد إتقاء شر الفتنة البعثية هو الطلب الرسمي من جميع الأطراف الإقليمية بإعتبار حزب البعث العربي الإشتراكي منظمة إرهابية أسوة بالقاعدة وغيرها من عصابات التخريب، أليس البعثيون قد باتوا اليوم الحلفاء الطبيعيين للقاعدة وأخواتها؟... أم أن الأمر مختلف؟.. أفتونا يرحمكم الله؟.
- آخر تحديث :
التعليقات