وفاء الحميدي
اشتهرت المرأة المغربية بجمالها وأنوثتها الطاغية، الأمر الذي جعل الرجل الخليجي خصوصا والعربي عموما بجميع مستوياته يفضلها لتكون زوجته الأولى أو الثانية، وهذه المفاضلة دفعت الكثيرين لتوجيه أصابع الاتهام للمرأة أو الفتاة المغربية بأنها تلجأ لطرق وأساليب ملتوية للفوز بقلب الرجل أو اختطافه من أحضان زوجته الأولى.
وهنا يثار تساؤل: ما السر وراء هذه المرأة الأسطورة؟!
قبل أن نجيب على هذا التساؤل علينا معرفة واقع وثقافة وفكر المرأة المغربية مقارنة بنظيرتها العربية، فقد قضيت سنوات عدة في القاهرة وبعض المدن الخليجية ما جعلني أعايش ثقافات عربية عديدة، وتدريجيا وجدت نفسي وبدون شعور مسبق أقارن بين المرأة المغربية ونظيراتها العربية واكتشفت أن سر تفوق المرأة المغربية لم يعد لغزا أو أمرا محيرا.
اكتشفت فوارق ومفارقات عديدة تظهر تفوق المغربية عن نظيراتها العربية، فقد تعلمت المرأة المغربية من أمها وجدتها أن تكن لزوجها المكانة الأسمى في حياتيها، فهو له الأولوية دائما، وقد يأتي قبل أبيها وأمها وحتى أبنائها، فتمحورت تربيتها في جعل بيتها جنة على الأرض لا تعلو فيه إلا كلمة زوجها الذي تعتبره كل ما لديها في الحياة منذ الوهلة الأولى التي تدخل فيها إلى حياته ومنزله، إذ تعتبر منزله مملكتها وهو ملكها، فتسعى جاهدة إلى أن تقدم له كل ما لذ وطاب من مأكل ومشرب، فضلا عن أنها لا تهمل جمالها أو تغفل إظهاره لزوجها، قدوما ما تكون متألقة ومتجددة دائما صاحبة أنوثة طاغية، تعلم الطريق جيدا لتجذب زوجها وتأسر قلبه.
سمعت مرارا وتكرارا أزواجا يمتدحون زوجاتهم المغربيات اللاتي يحولن منازلهم إلى رقعة كبيرة من السعادة، حتى وإن كان الزوج مقصرا في إسعاد زوجته.. فالمرأة المغربية هي شعلة نشاط في منزلها تحترق من أجل إنارة قلب زوجها بحبها له.
الأمر الآخر الجدير بالملاحظة أنه من الصعب أن تجد زوجة مغربية تترك زوجها قابعا في المنزل لتذهب هي في جولة للتسوق أو حضور حفل عيد لإحدى صديقاتها، إلا إذا أصر زوجها على قيامها بذلك، كما أنه قلما أن تجد مغربية تتحدث لأمها أو صديقاتها في الهاتف لساعات، بينما ينتظرها زوجها للجلوس معه، وبالإضافة إلى ذلك تحاول المرأة المغربية جاهدة الابتعاد عن منغصات الحياة الزوجية وتطرد أي فيروسات تحاول الانتشار في المنزل لتعكير جو الأسرة.
تتبنى المرأة المغربية سياسة "بيدي لا بيد عمرو" فهي ترفض تماما الاعتماد على عاملات المنازل لترتيب أو تنظيف منزلها أو إدارة تفاصيله، وهذا على عكس ما يقوم به العديد من النساء العربيات التي تعتبر خدمتها لمنزلها وزوجها دون الاعتماد على الخادمة انتقاصا لشخصهن وجارحا لكبريائهن.
على صعيد آخر يمكننا القول إن المرأة الخليجية أبهرت العالم بأناقتها ورقيها والاهتمام بمظهرها، فتناست زوجها ومنزلها وأبنائها، واتجهت لانفاق آلاف الدراهم والريالات على مظهرها، ولتحافظ دوما على تألقها الذي لا تضاهيها فيه أي امرأة أخرى سواء كانت عربية أو أجنبية، فهي صاحبة الذوق الرفيع في انتقاء أفخم وأجمل المجوهرات والعطور واقتناء أحدث صيحات الموضة والمكياج.. ولكن في المقابل هي تضيع زوجها ومنزلها وتخلق لزوجها الفراغ الكبير والمبرر والدافع للبحث عن امرأة أخرى لملئ حياته وغالبا ما تكون المغربية هي صاحبة السعادة إلى قلب هذا الرجل.
التعليقات