خانته زوجته مع شقيقه وسرقت أمواله
العتال .. مليونير لبناني تشرد في أميركا
عبدالله المغلوث من نيوجرسي: قبل 18 عاماً كان العشرات من أبناء الجالية العربية في باترسون في ولاية نيوجرسي (شرق أميركا) يُصلون ليهطل عليهم اللبناني الأميركي توني عتال وأمواله التي تبلل ثيابه، أما الآن فيغمضون عيونهم عندما يشاهدونه يبحث عن شطيرة ضائعة في سلة نفايات."أرغب في خلع عيني عندما أراه متجرداً من الحياة، اتمنى أن أقابل زوجته السابقة لأصفعها على وجهها" الأميركي لاري هاكورث(عمل مديرا لمحطة وقود يملكها العتال عام1984) قال لـ"إيلاف".توني يفتش عن الموت في سلة نفايات. عدسة إيلاف
يرقد توني ممداً أغصانه الناحلة على الرصيف المقابل لمكتب البريد، بمحاذاة سيجارة لفظت أنفاسها الأخيرة قبل دقائق، وعربة تسوق يضع في بطنها حقيبة ممزقة تطل منها ملابس بدون ألوان.
كان وجه العتال يفيض عافية قبل أن تخونه زوجته مع شقيقه. توني المولود في مدينة صور في جنوب لبنان عام 1936، بدأ حياته كملاكم في منتخب الجيش اللبناني قبل أن يهاجر الى ولاية نيوجرسي في الولايات المتحدة الأميركية عام 1966 ليساعد أسرته على تنمية دخلها ومواجهة مصاعب الحياة. يقول العتال لـ"إيلاف" إنه سيسلم نفسه للموت دون مقاومة، بعد أن هزمه 4 مرات في شبابه: "كان لدى صديقي في الجيش علي موسى يد حديدية، كنا نطلق عليه لقب(الموت) من فرط عنفه، هزمته غير مرة في عدة مباريات ملاكمة جمعتنا، لكن الآن يستطيع اغتيالي بأصبعه".
العتال نائما أمام مكتب البريد |
توني ينتظر الموت دون مقاومة |
يمضغ توني شطيرة وجدها في سلة نفايات، يعتذر عن الصوت المدوي الذي ينبعث من فمه أثناء الأكل العسير إثر خسارته لإسنانه قبل أن يتابع قصته لـ"إيلاف": "نجاح محل النجارة ادى الى افتتاحي لـ3 محطات وقود في وقت واحد بعد الحصول على قرض من أحد البنوك المحلية"، ذهب إلى وطنه الأصلي لبنان عام 1974، بعد ان جمع ثروة تقدر بنصف مليون دولار تشمل منزله ومحلاته: "لأتزوج واجلب شقيقي إلياس".
تزوج فتاة لبنانية مثقفة وجميلة لتساعده على متابعة احلامه. بالفعل أدى وجودها بجواره إلى نموه عملياً، اضافة الى الفرح الذي تدفق عليه بعد ان انجبت له ولدين وبنت. استمر هذا الأمر الى عدة سنوات حتى اكتشف في عام 1988 اهدائها محطة وقود كتبها باسمها سابقا لشقيقها الذي جاء الى أميركا دون أن تخبره.
غفر لها توني: "احببتها ولايمكن أن أخسرها لأنها تحب شقيقها".
لم يكن يعلم العتال أن الحادثة كانت "جرس انذار"، فقد شاهدها بعد شهر لاحقا في الفراش مع شقيقه، يبكي: "انتهيت".
بدلا من أن تختيئ عنه زوجته وشقيقه، طرداه ومنعاه من رؤية أطفاله، بعد ان امتصوا الكثير من أمواله من خلال التوكيلات التي حصلوا عليها مسبقا.
خشي من الفضيحة فلم يصعد الموضوع قانونيا الا بعد سنوات حيث تمكن شقيقه الهروب مع زوجته إلى ولاية اخرى: "ماذا اقول لأهلي وابناء الجالية؟"
حاولت "إيلاف" الاتصال بطرفي القضية، لكنهما رفضا التعليق...
قضي توني سنواته التالية وسط المخدرات والكحول والقمار، فقد ثروته ومن حوله. "لو التفتت له هوليوود ربما تصنع من قصته فيلما انسانيا مثيراً"، نائب عمدة مدينة باترسون عوني أبوهدبا معلقا على مأساة توني.
ودعتُ العتال وهو يعض بشفتيه على سيجارة رديئة بصعوبة، تطفئ ماتبقى من صحته.
التعليقات