أحمد نجيم من الدار البيضاء: قدم المخرج الأميركي وودي ألن وفيا فيلما بأسلوب أكثر جمالا في فيلمه الأخير quot;ماتش بوينتquot; quot;كرة المباراةquot;. هذا الفيلم كان سيصوره في ملهمته مدينة نيويورك، إلا أنه عدل عن ذلك فاتجه لأول مرة إلى إنكلترا.
جاء هذا الفيلم الدرامي الجميل والعميق فياضا بالمشاعر الإنسانية. تشويق ومتعة ومفاجئات لعبت بالمشاهد وشدته إلى الفيلم.
يحكي قصة كريس ويلتور، جسد الدور quot;جوناثان مايرزquot;، الشاب الفقير الهولندي الذي يلتحق بنادي لأثرياء بريطانيا. في هذه الأندية حظوظ لقاء يغير مسار الحياة أمر وارد، وهو ما حدث مع كريس الذي التقى ماثيو غود quot;توم هيويتquot;. تنشأ علاقة صداقة بين الشابين، فيقدمه إلى عائلته، خاصة أخته كول التي لعبت دورها quot;إيمي مورتيمورquot;. هذه الفتاة البسيطة تتعلق بكريس فتحبه وتتزوجه. في هذا العالم سيتعرف كريس عن الأميركية نولا رايس quot;سكارليت جوهانسون، خطيبة ماثيو غير المرغوب فيها عائليا.
يقضي كريس نهايات الأسبوع في الأرياف البريطانية للصيد ويتابع الأوبرا، رفقة العائلة الثرية.
تتغير حياة كريس بمجرد حديثه مع الأميركية لولا، إذ يتعلق بها، بعد فسخ خطبتها من ماثيو واختفائها من لندن، تطرأ تحولات اجتماعية اقتصادية كبيرة لكريس، يتسلق السلم الاجتماعي ويحتل منصبا مهما في إحدى مؤسسات أب زوجته كول. لعبت الصدفة في لقائها بمعرض فني، نال كريس بعد إصرار رقم هاتف لولا لتبدأ حياة حب بين الشابين، استطاع كريس أن يستمر في خيانته لزوجته مع محبوبته الأميركية لولاquot;. لم يكتشف كريس أفعاله إلا عندما شعر أنه سيفقد مقامه وثروته بعد أن علم بأن quot;لولاquot; حامل وأنها تطلب منه تطليق زوجته، سيرسم خطة للتخلص منها.
ابتعد وودي ألن عن النصح في موضوع الخيانة، قدمها في شموليتها، لم يصدر أحكاما على شخصياته.
رسم وودي ألن صورة قاتمة عن أميركا، فquot;لولاquot; الأميركية ممثلة، غير أنها فشلت في الحصول على دور أو إثبات ذاتها في بلدها وفي بريطانيا. يتخلى عنها خطيبها الثري البريطاني وتدخل في علاقة غرامية مع كريس الهولندي بعد أن أضحى غنيا. أميركا من خلال البطلة، تائهة في تقاليد بريطانيا الموغلة في التاريخ، تبحث عن نفسها، فتفشل في كل شيء، في علاقتها الغرامية وفي حياتها المهنية. أكثر الشخصيات صدقا في فيلم quot;ماتش بوينتquot; هي الشخصيات البريطانية، أفراد العائلة لا يهتمون سوى بالرياضة من خلال التنس والفن من خلال الأوبرا والثقافة من خلال قراءة الروايات. هذه التقاليد غائبة عند quot;لولاquot; الأميركية وكريسquot; الهولندي. البطل quot;كريسquot;، اعتبره المخرج في تصريح صحافي quot;مثل أي رجل آخر ينخرط في خداع زوجته عندما تسنح له الفرصة بذلكquot;، غير أن هذا الخداع لا ينطبق على الشخصيات الرجالية الأخرى، فquot;ماثيوquot; البريطاني يتخلى عن خطيبته دون أن يخدعها.
تصبح الحياة في هذا الفيلم أشبه بquot;كرة المضربquot;، إذ لا يعرف المرء أين ستستقر الكرة خلال تبادل الإرسالات، خاصة إذا اصطدمت الحاجز الفاصل بين ملعب اللاعبين. هذه الصورة أطرت الفيلم وحددته، فالمخرج يؤكد أنه حتى وإن سقطت الكرة في ملعبك، قد تخرج منتصرا، كما حدث مع جريمة كريس.
الفيلم انعكاس لنضج هذا المخرج، لقد سبق أن صرح لصحيفة بريطانية أنه لا يريد أن يصبحا مسنا وأنه لم مازال شابا يرغب في العطاء quot;لم تتفتّح براعمي بعد. لم أستفد أي حكمة. ولا أريد أن أكبر بعد... لا أحد يريد ذلكquot;. إصرار هذا المخرج على العطاء يفسر قوة هذا الفيلم المعروض حاليا في القاعات السينمائية المغربية.
[email protected]
- آخر تحديث :









التعليقات