الهند تلملم quot;اشلاءquot; اقمارها وناسا تستعيد الثقة
الفضاء ..سباق للتفوق وسوق عالمية بمليارات الدولارات



هيوتسون-بنجالور-بكين: لم يتوقف السباق نحو الفضاء يوما ، بل زاد حدة مع توسع رقعته لتشمل عددا كبيرا من دول العالم. فالسباق لم يعد محصورا من مدة من الزمن بروسيا واميركا ، وان كانت هذه الاخيرة قد عانت الامرين خلال الاسابيع الاخيرة خوفا من فشل اطلاق ديسكفري خصوصا وان مهمته محددة بإصلاح المحطة الفضائية التي توقف العمل عليها منذ العام 2003 بعد كارثة المكوك كولمبيا .لكن حسن الحظ هذا لم يرافق الهند التي راقبت الصاروخ الذي يحمل اقمارها الصناعية ينحدر وينفجر يتناثر حطامه في البحر امام الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد.وان كان التفوق التقني وبسط quot;السيطرةquot; على الفضاء من احد الاهداف المنشودة ، فان دخول سوق اطلاق الاقمار الصناعية الذي يصل حجمه الى 2 مليار دولار هدف لا يقل اهمية لدى الدول المعنية بحمى الفضاء.

ناسا

نجح اثنان من رواد الفضاء من محطة الفضاء الدولية في اصلاح نظام للنقل مما يمهد الطريق امام ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) لاستئناف بناء المحطة التي تبلغ تكلفتها 100 مليار دولار في اواخر العام الحالي.وقضى بيرس سيلرز ومايكل فوسوم رائدا الفضاء من المكوك ديسكفري سبع ساعات تقريبا يحاربان مجموعة من المشاكل منها انفصال جزئي لحقيبة الطوارئ الموجودة على ظهر سيلرز.

وقال واحد منهما عندما تم اخيرا تثبيت سلك جديد لعربة تتحرك على قضبان كانت متوقفة عن العمل quot;ماذا يمكن ان يحدث ايضا..quot; وجاءه الرد quot;لا تسألquot;.وتعرض سيلرز لمتاعب مع حقيبة الظهر المخصصة للطوارئ وهي على الرغم من صغر حجمها الا انها مهمة للغاية فقد تنقذ حياة رائد الفضاء اذا انقطعت حبال الامن التي تربطه بالمحطة.

وعندما يلتحم مكوك الفضاء بالمحطة لا يمكنه التحليق لانقاذ الرائد اذا انفصل عن المحطة بشكل غير مقصود وسبح في الفضاء.وانفصلت حقيبة سيلرز مرتين اثناء السير في الفضاء وساعده زميله فوسوم واستبدل مثبت معيوب بحبل تثبيت قصير.وكان من الضروري اصلاح العربة وهي ضرورية من اجل نقل مكونات ثقيلة الى اماكنها لتركيبها.

وكانت العربة قد توقفت عن العمل منذ شهر ديسمبر كانون الاول عندما انقطع سلك لنقل الطاقة والبيانات بشكل عرضي. ونجح سيلرز وفوسوم في تركيب شبكة اسلاك جديدة.وبدون العربة لن تستطيع ادارة الطيران والفضاء الاميركية استئناف عمليات بناء المحطة التي اذا استمرت الامور على ما يرام فسوف تبدأ باطلاق المكوك اطلانطس يوم 28 من اغسطس اب. وكانت عمليات البناء قد توقفت بعد كارثة مكوك الفضاء كولومبيا عام 2003.

وتحتاج ناسا للانتهاء من عمليات بناء المحطة بحلول عام 2010 وهو العام الذي من المقرر ان يشهد احالة مركبات المكوك الى التقاعد. ومكوك الفضاء هو المركبة الوحيدة التي تستطيع نقل المكونات الضخمة للمحطة.وكانت الادارة قد اوقفت رحلات المكوك طوال معظم الاعوام الثلاثة الماضية بينما كانت تحاول حل مشكلة سقوط قطع من المادة العازلة لخزان وقود المكوك اثناء الاقلاع مما يضر بالدرع الواقي من الحرارة للمركبة.

وفي اول رحلة بعد كارثة كولومبيا انطلقت الصيف الماضي استمرت مشكلة المادة العازلة ولكنها لم تسبب مشاكل. وبعد ادخال المزيد من التطوير على اجراءات السلامة قالت ناسا ان قطعا من المادة العازلة سقطت اثناء اقلاع المكوك يوم الثلاثاء الماضي ولكنها كانت صغيرة جدا ولا تشكل خطرا على المركبة.وكانت قطعة من المادة العازلة وزنها 756 جراما ألحقت اصابة مباشرة بالدرع الحراري لجناح ديسكفري مما ادى الى انفجاره فوق ولاية تكساس.

وسيسير الرائدان في الفضاء مرة أخرى يوم الاربعاء لاختبار مواد واساليب قد تستخدم في اصلاح الدرع الواقي من الحرارة بالمكوك في رحلات قادمة.

الهند

قال مسؤول فضائي ان محاولة الهند اطلاق اثقل اقمارها الصناعية فشلت امس عندما انحدر الصاروخ الذي يحمله بشكل لولبي بعد حوالي دقيقة واحدة من اطلاقه وتفكك.وذهل العلماء في مركز التحكم والتزموا الصمت وهم يراقبون الصاروخ الذي يحمل قمر الاتصالات الصناعي الذي يبلغ وزنه 2.2 طنا وهو ينحرف عن مساره بعدما بدا انه اطلاق مثالي.

واعقب ذلك انفجار في الجو حيث شوهد الحطام يتساقط في البحر امام الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد.قال مادهافان نير رئيس منظمة ابحاث الفضاء الهندية quot;الحادث وقع في المرحلة الاولى للانفصال. سنقوم بتحليل البيانات لنعرف تسلسل الاحداث.quot;وكان اطلاق الصاروخ من موقع اطلاق سريهاريكوتا في خليج البنغال قد تأجل مرتين خلال يوم الاثنين نتيجة مشاكل فنية. وانطلق في النهاية في الساعة 5.40 مساء (1210 بتوقيت جرينتش).

وقال مسؤولون ان القمر الصناعي كان مصمما لمهمة تمتد 10 سنوات وكان يهدف لتعزيز الارسال التلفزيوني. ولو نجح الاطلاق لكان قد اتاح الفرصة للهند للحصول على حصة من سوق اطلاق الاقمار الصناعية العالمي الذي يصل حجمه الى 2 مليار دولار.وكانت الهند تعتزم عرض اطلاق الاقمار الصناعية بثلث التكلفة التي تعرضها الولايات المتحدة او اوروبا او روسيا.وقلل الخبراء مع ذلك من اهمية الفشل.

قال الرئيس السابق لمنظمة ابحاث الفضاء الهندية يو.ار.راو quot;انها ليست نكسة. لكن من المؤكد انها خيبة امل. انه صاروخ قوي واثبت قدرته في ثلاث من عمليات الاطلاق السابقة.quot;وتستثمر وكالة الفضاء الهندية 543 مليون دولار في تحديث بنيتها التحتية من اجل اطلاق صواريخ اثقل وزنا لحمل اقمار صناعية يصل وزنها الى اربعة اطنان.

كما تستعد الوكالة لرحلة غير ماهولة الى القمر تسمى quot;تشاندرايانquot; في عام 2008 بالاشتراك مع ادارة الطيران والفضاء الامريكية ناسا.ويوم الاحد فشلت ايضا تجربة اطلاق صاروخ هندي طويل المدى قادر على حمل رؤوس نووية عندما سقط الصاروخ اجني 3 في البحر بعد ان ظل في الجو لمدة خمس دقائق فقط بدلا من 15 دقيقة كما كان متوقعا.

الصين وموسيقى الفضاء

قالت وسائل اعلام صينية ان اول مجس فضائي تطلقه الصين للقمر سيبث 30 مقطوعة من الموسيقى التقليدية في الفضاء عند اطلاقه العام المقبل.ويعزف أول قمر صناعي اطلقته الصين عام 1970 ويدور حول الارض نشيد الثورة الثقافية (الشرق أحمر).وهذه المرة طلب مركز المتابعة الارضية اقتراحات المواطنين بشأن المقطوعات الموسيقية التي سيبثها المجس.

وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) ان quot;لجنة العلوم والتكنولوجيا والصناعة للدفاع القومي المسؤولة عن مشروع المجس القمري قالت انها بدأت تطلب مقترحات العامة بشأن الموسيقى التي ستبث في الفضاء.quot;وسيقضي المجس الذي يزن 2350 كيلوجراما وتزن حمولته 130 كيلوجراما عاما يدور في مدار حول القمر لالتقاط صور ثلاثية الابعاد وجمع بيانات عن سطح القمر وبيئته.والمجس الذي تقول شينخوا ان تكلفته بلغت 1.4 مليار يوان (170 مليون دولار) جزء من مشروع من ثلاث مراحل يتضمن اطلاق مركبة للقمر عام 2012 واخرى لجمع عينات صخرية بحلول عام 2017.

واصبحت الصين ثالث دولة ترسل رائدا للفضاء عام 2003 بعد الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة وترسل بانتظام اقمارا صناعية للابحاث كجزء من برنامج فضاء طموح.