كارولينا الشمالية:يبدو أن فترة الجفاف التي تمر بها الولايات المتحدة لم تؤثر فقط على الإنسان والنبات، بل أثرت كذلك على المفاعلات النووية المشغلة للطاقة في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد، حيث أن شح المياه قد يؤدي إلى إغلاق عدد من هذه المفاعلات لاحقا هذا العام بسبب استعمالها لكميات هائلة من الماء للتبريد.
وقال مسؤولون في إدارة تلك المفاعلات إن إقفالها لن يؤدي إلى قطع الطاقة تماما عن سكان تلك المناطق، إلا أنه سيزيد من فواتير الكهرباء في منازل الملايين من الأميركيين، حيث أن على المسؤولين في دائرة الطاقة إيجاد حلول بديلة قد تكون باهظة الثمن إذا ما قورنت بالكهرباء التي تولدها المفاعلات النووية.
وهذه ليست المرة الأولى التي سيتم فيها إغلاق مفاعل نووي بسبب نقص المياه، فقد تم في صيف العام الماضي إغلاق مفاعل نووي في ألاباما لنفس تلك الأسباب، وفقا لوكالة الأسوشيتد برس.
كما أن الموجة الحارة التي مرت بها أوروبا في 2006، أدت إلى إغلاق عدد من المفاعلات النووية في كل من فرنسا، وإسبانيا، وألمانيا لفترة وصلت إلى أسبوع كامل.
يقول جيم وارين، المدير التنفيذي لشبكة كارولينا الشمالية للتوعية ضد استنزاف البيئة: quot;الماء هو العمود الفقري للصناعة النووية في البلاد، ونحن بالفعل بحاجة إلى كميات كبيرة منه لتشغيل المفاعلات النووية. أعتقد أن العجز المائي أصبح يشكل أزمة كبيرة في البلاد.quot;
من ناحية ثانية، أكدت مجموعة من الخبراء في مجال الطاقة النووية أن 24 مفاعلا من أصل 104 موجودة في مناطق تعاني من مستويات عالية من الجفاف، ومعظمها تم بناؤه على حافة أنهار وبحيرات لسحب مليارات الغالونات من المياه المستخدمة في عملية تبريد المفاعل وتكثيف البخار الناتج عن عملية إنتاج الطاقة.
ورغم بدء تساقط الأمطار والثلوج مؤخرا في البلاد، لا يزال مستوى الماء تحت المعدل، فجميع تلك المناطق التي تعاني من الجفاف تحتاج إلى قدم إضافي من مياه الأمطار في الأشهر الثلاثة القادمة للوصول إلى النسبة المطلوبة، بينما تشير التنبؤات الجوية أن الأجواء ستكون جافة بشكل عام خلال الفترة القادمة، مما لا يبشر بالخير.
من ناحية أخرى، حذر ديفيد لوشباوم، مدير أمن المشاريع في نقابة العلماء، إن وقف المفاعلات النووية ومن ثم إعادة تشغيلها بصورة مستمرة سيسهم في تراجع فاعليتها بشكل كبير.
وأضاف: quot;المفاعلات النووية تعمل بشكل ممتاز عندما لا يتم إقفالها، فهذه العملية قد تؤدي إلى حدوث خراب في الأنابيب، والمحركات والمولدات.quot;
يشار إلى أن حوالي ثلاثة ملايين أميركي في ولاية كارولينا الشمالية يحصلون على الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية المزمع إغلاقها، كما أن هيئة وادي تينيسي للطاقة، والتي توزع الكهرباء إلى أكثر من 8.7 منزل في سبع ولايات أمريكية، تنتج 30 في المائة من طاقتها الكهربائية عبر استخدام المفاعلات النووية.
التعليقات