بعثة أثرية مصرية تقترب من تفكيك أحد ألغاز التاريخ المثيرة
اكتشاف مومياوات ذهبية ومقابر قد تؤدي لمقبرة كليوباترا

نبيل شرف الدين من القاهرة: يبدو أن هناك من يقترب من الكشف عن أحد أكثر ألغاز التاريخ إثارة واهتماماً لدى ملايين البشر، إذ كشفت بعثة مصرية للتنقيب عن الآثار تعمل بالاشتراك مع أخرى من الدومينكان عن أدلة أثرية قد تقود للكشف عن مقبرة الملكة كليوباترا التي ماتت بالسم بعد أن أنهى الرومان حكمها عام 30 قبل الميلاد. وقال زاهي حواس أمين المجلس الأعلى للآثار إن البعثة التي تعمل في منطقة برج العرب ( غرب الإسكندرية بحوالي خمسين كيلو مترا ) كشفت عن وجه خاص بالملكة كليوباترا من الألباستر بالإضافة إلى اثنتين وعشرين قطعة عملة برونزية عليها صورة الملكة بالإضافة إلى تمثال ملكي بدون رأس، وقناع قد يكون خاصا بالقائد الروماني الشهير مارك أنتوني.

وأوضح حواس أن أهم اكتشافات البعثة هو العثور على جبانة ضخمة خارج معبد تابوزيريس ماجنا ببرج العرب وصل عدد المقابر المكتشفة بها إلى سبع وعشرين مقبرة تأخذ أشكال التابوت المقبي وكذلك مقابر منقورة في الصخر وأخرى بسلالم توصل إلى حجرة الدفن، كما عثر على 10 مومياوات داخل هذه المقابر منها مومياوات ذهبية. ومضى المسؤول المصري قائلاً إن الكشف عن هذه الجبانة الضخمة يشير إلى أن هؤلاء الذين دفنوا حول المعبد هم من علية القوم سواء من النبلاء أو الموظفين، مما يؤكد أنهم قاموا بالدفن في هذه المقابر لوجود مقبرة ملكية داخل المعبد.

لغز كليوباترا

وكليوباترا السابعة هي ملكة مصر، الشهيرة في التاريخ والدراما زوجة يوليوس قيصر ثم زوجة ماركوس أنطونيوس ووالدة بطليموس الخامس عشر. وأصبحت ملكة بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر في العام 51 قبل الميلاد وحكمت تباعا مع شقيقيها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر، وبعد انتصار جيوش الرومان على قواتها، انتحرت كليوباترا وقائدها العسكري مارك أنتوني، ووقعت مصر تحت سيطرة الرومان.

وأشار مسؤول الآثار المصري إلى أن اكتشاف العملات المنقوش عليها رأس كليوباترا والتي تظهر وجهها ورقبتها بالإضافة إلى العثور على رأس جميلة للملكة من الألباستر ينفي ما قاله بعض علماء الآثار بأن كليوباترا كانت قبيحة، وأن الكشف الجديد للعملات يوضح جمالها من خلال ملامح الوجه والرقبة ويدحض أيضا المزاعم التي ذكرت أن كليوباترا كانت إفريقية الأصل وذلك بالنظر إلى التمثال المكتشف للملكة.

من جانبها قالت كاترين مارتينز نائبة رئيس البعثة إن الدراسات التي قامت بها تثبت أن الملكة كليوباترا ومارك أنتوني قد دفنا بمعبد تابوزيريس ماجنا ببرج العرب. وأشارت إلى أن الرحالة القدماء تحدثوا عن مقبرة الإسكندر الأكبر بالإسكندرية ولم يشيروا إلى وجود كليوباترا موضحة أن هناك أدلة تاريخية من خلال كتابات المؤرخ بلوتارك يشير فيها إلى أن مارك أنتوني دفن مع الملكة كليوباترا وأضافت أن الكشف عن هذه الآثار داخل المعبد قد يؤدي إلى الكشف عن هذه المقبرة.

أضافت مارتينز أن قراءات الرادار قد تسفر عن الكشف عن المقبرة خاصة أن هناك فراغات تصل إلى عشرين مترا وأن اكتشاف هذه المقبرة سوف يعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية التي تحدث في مصر في القرن الحادي والعشرين وأهم من اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون. كانت بعثة من المعهد القومي المصري للبحوث قامت بعمل مسح أثري بالرادار للمعبد وأثبتت الشواهد وجود ثلاثة أماكن قد تكون المقبرة موجودة بها، وسوف تقوم البعثة قريبا بالحفر داخل هذه الأماكن حيث أثبتت إشارات الرادارات وجود فراغات، فيما قامت البعثة بالكشف عن أنفاق عديدة داخل المعبد بعضها يصل عمقه إلى حوالي مائة متر تحت سطح الأرض.