قرر القائمون على قناة quot;MSNBCquot; التلفزيونية وقف برنامج quot;Up Late with Alec Baldwinquot; الذي يقدمه الممثل أليك بالدوين، لتعدي الأخير على حقوق المثليين، وإطلاقه عبارات معادية لتلك الفئة من المجتمع.
نيويورك: إثر إنتشار فيديو للممثل الأميركي الشهير أليك بالدوين وهو يتفوه بعبارات مسيئة للمثليين ضد مصور تعارك معه في الشارع كان يحاول إلتقاط صورة له، قررت إدارة قناة quot; MSNBCquot; وقف برنامجه الذي يحمل اسم quot; Up Late with Alec Baldwinquot; ويُذاع في الساعة العاشرة من مساء الجمعة من كل أسبوع، وذلك لمدة أسبوعين متتاليين، وجاء قرار الإيقاف بعد يوم واحد من عرض وإنتشار الفيديو المذكور.
إعتذار لكنه قد يكون غير كافٍ
أليك بادلوين الذي تم منعه من تقديم حلقة الأسبوع الحالي، أصدر بدوره بياناً يعتذر فيه عمّا بدر منه تجاه مثليي الجنس، إذ قال فيه:quot; أعتذر عمّا بدر مني من تصريحات مسيئة تجاه مثليي الجنس، وأؤكد أنه لم تكن لديّ نية لأن أسيء لأي شخص، لكني اعتذر بشدة وتعلمت أن اختار كلماتي بعناية فائقةquot;، وأضاف:quot; كنت أحاول الدفاع عن عائلتي عندما أطلقت تلك التصريحات، لذا كنت شديد الصرامة وربما تحدثت بطريقة غير مقبولة، وأنا الآن أعلم أن تصرفي قد تعارض مع حقوق فئة أنا أدعمها بشدةquot;.
واستكمل أليك بادلوين بيانه، قائلاً:quot; أريد أن أعتذر بشدة لمتابعي برنامجيالمخلصين وزملائي في القناة لسوء تصرفي، ولتشتيت عملهم، أرجو أن تتقبلوا اعتذاريquot;.
رسالة مهمة
ويرى متابعون بأن المحطة أرسلت رسالة واضحة حول موقفها من فكرة الإساءة للمجتمع المثلي، وبأنها لن تمر بالنسبة لهم دون عواقب، خصوصاً مع ما يتعرّض له المثليون بشكل متكرر من عنف لفظي، أو تمييز مجتمعي فقط بسبب ميولهم الشخصية.
البرنامج قد لا يعود
والجدير بالإشارة الى أن نسب متابعة حلقات برنامج quot; Up Late with Alec Baldwinquot; في تراجع، إذ حققت حلقة الثامن من نوفمبر الجاري نسبة مشاهدة قدرت بـ395 ألف مشاهد، في حين حصدت الحلقة الأولى من البرنامج نسبة مشاهدة وصلت إلى 654 ألف مشاهد.
لكن بالدوين أعرب عن سعادته بأن برنامجه تمكن من تحقيق نسب مشاهدة أعلى من برنامج مماثل على CNN، وأضاف بأنه لا يستبعد عدم عودة برنامجه مرة أخرى.
مستاء من هوس الأميركيين المرضي بحياة المشاهير
على صعيد آخر، عاني بالدوين بشكل مستمر من الصحافة والباباراتزي، وأعرب في أكثر من مناسبة عن إستيائه من هوس الأميركيين بحياة المشاهير، ووصفهبـ quot;الهوس التراجيديquot; بمعنى أنه إنعكاس لإحباطاتهمتجاه حكومتهم، وإقتصادهم ، وتعبير عن خوائهم الروحيquot;.
وقال بأنه مستعد لترك العمل في السينما والتلفزيون والمسرح وإعتزال الحياة العامة إذا شعر أن في ذلك ضرورة لحماية أسرته من هذا الهووس المرضي.
والجدير بالذكر أن هذا الأسبوع كان قاسياً على الممثل الشهير حيث أنه بجانب مصاعبه العملية كان مضطراً للشهادة في المحكمة ضد متتبعة مهووسة به.
عنف لفظي وجسدي مرضي عليه التخلص منه
بينما يرى مقال نشره موقع فوكس نيوز بعنوان quot;داخل عقل إليك بالدوينquot; بأن الممثل يتجنب النظر في المرآة لمواجهة مشاكله الحقيقية، ويستعمل المبررات كشماعة يعلق عليها سلوكه الذي يغالي بالعنف.
فهو فاقد للسيطرة على أعصابه، وينفجر في كل من حوله دون سابق إنذار، ويسوق المقال أمثلة لنوبات غضب عارم إنتابت الممثل في أماكن عامة، فقد تم تصويره مرة في عام 2007 وهو يصرخ معنفاً إبنته واصفاً إياها quot;بالخنزيرة عديمة الشعور والتفكيرquot;، وفي عام 2011 تعارك مع موظف في شركة طيران لأنه طلب منه إقفال تلفونه المحمول قبل الإقلاع، ناهيك عن مواجهاته المستمرة مع الصحافيين والمصورين في مناسبات مختلفة.
ويضيف المقال منتقداً سلوك الممثل: quot;أليك عندما إختار أن يعمل في مجال الترفيه كان يعلم بأن الشهرة تترافق مع التطفل الإعلامي. وهو عدائي جداً بشكل يفوق معظم مشاهير هوليوود، ومستعد للشتيمة بشكل يجرح المقابل بشكل عميقquot;.
ويحلل المقال مشاكل اليك النفسية معتبراً أن النرجسية قد تعتبر دفاعاً لا واعياً تجاه شعوره بأنه شخص غير محبوب،والذي يترجم إلى حالات من الإحباط، وخيبة الأمل، ونوبات غضب عارم.
ويرى كاتب المقال بأن إليك بحاجة للمساعدة لإستعادة توازنه، وعليه أن يشخص السبب الذي يدفعه للتعدي على الناس جسدياً ولفظياً في أكثر من مناسبة وبشكل متكرر.
آليك لا يختلف عن بقية الأميركيين
لكن الكاتب على صعيد آخر يتفق مع بالدوين في رأيه حول هووس الأميركيين بالمشاهير وتفاصيل حياتهم الخاصة، ويتفق معه في تشخيصه بأن هذا الهووس دلالة على الإفلاس الروحي.
ويضيف بأن ملايين الأميركيين الآن لا يجدون محوراً لحياتهم، فبالتالي هم محبطون وللتغلب على إحباطهم يلجأون للتلهي بحياة المشاهير، وللمخدرات والجنس لرفع روحهم المعنوية. ولكنه يرى أن بالدوين نفسه مثله مثل كل الأميركيين يعاني من نفس الإحباطات ورغم علمه بها إلا أنه يتجاهلها ويحاول الإيحاء بأنه ضحية للآخرين وليس ضحية لخوائه الروحي.
ويختم الكاتب مقاله مستشهداً بمقولة للكاتب هاري كروز: quot;الرجال الذين يعتبرون الله ميتاً في حياتهم، يتجهون لعبادة بعضهم البعضquot;.







التعليقات