لندن: حذرت منظمات بيئية عالمية من أن مشاريع شركة بريتيش بتروليوم البريطانية للتنقيب عن النفط تستهدف آخر المناطق الطبيعية التي لم تلمسها يد الإنسان حتى الآن بعد عقد اتفاقية جديدة بشأن الاستغلال المشترك للمناطق النائية في القطب الشمالي.

وقال مايك تشايلدز رئيس لجنة التغير المناخي البريطانية ورئيس حملة أصدقاء الأرض في تصريح لصحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم إن شركة بي بي غير جاهزة لمثل هذه العمليات ولا يمكن الوثوق بها لتولي أعمال التنقيب عن النفط في المياه الصعبة محذراً من أن أي تسرب آخر للنفط سيحمل نتائج كارثية على العالم أجمع.

وأضاف تشايلدز.. جميعنا رأينا ما حدث في خليج المكسيك والنتائج المأساوية التي ترتبت على تلك الحادثة لهذا يجب أن تبقى منطقة المحيط المتجمد الشمالي أحد الملاذات الطبيعية القليلة التي بقيت على سطح الأرض.

من جهتها تعهدت منظمة السلام الأخضر وصندوق الطبيعة العالمي بمواجهة خطط شركة بي بي الجديدة في أعقاب الإعلان عن اتفاق لاستكشاف بحر كارا شمال سيبيريا بالتعاون مع شركة النفط الروسية روسنفت.

ووصف ناشطون بيئيون بي بي البريطانية بأنها عدو البيئة الأول رداً على الخطوات التي اتخذتها الشركة لاستغلال احتياطات النفط المحتمل وجودها في المياه القطبية البعيدة.

وقررت عدد من المنظمات الصديقة للبيئة إقامة منصات في مناطق التنوع البيولوجي الكبرى ومنها منطقة المتجمد الشمالي التي تعد آخر ملاذ طبيعي في العالم لم تفسده النشاطات البشرية حتى الآن.

وكانت شركتا بريتيش بتروليوم وروسنفت الروسية اتفقتا الأسبوع الماضي على مقايضة أسهم والتنقيب المشترك عن النفط والغاز في مناطق بحرية في صفقة تعطي الشركة البريطانية موطئ قدم في مناطق بالقطب الشمالي.

وتغطي الصفقات مساحات ضخمة من بحر كارا في القطب الشمالي وتقول بي.بي إنها قد تحوي مليارات البراميل من النفط والغاز وكان ممنوعاً على الشركات الأجنبية العمل بها.

وكانت تقارير بيئية سابقة حذرت من خطورة أعمال التنقيب عن النفط الجارية في مناطق نائية من المحيط المتجمد الشمالي حيث تشهد تلك المناطق رياحاً شديدة السرعة وتنخفض درجات الحرارة إلى ما دون درجة الصفر.

وقالت مارلين هيمان مديرة برنامج المتجمد الشمالي في مجموعة بيو البيئية إن شركات النفط العملاقة غير مستعدة لمثل هذه العمليات بالغة الصعوبة وخير دليل كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك. وأضافت أن شركة شل للنفط تمارس ضغوطاً كبيرة لبدء عمليات الحفر في مناطق المتجمد الشمالي بحلول الصيف المقبل إلا أن التحضيرات غير كافية.

وحذر التقرير من احتمال حدوث تسرب نفطي خلال عمليات الحفر الجديدة وصعوبة تنظيف النفط في تلك المناطق المتجمدة في حال وقوع خلل ما.