خطر محدق بالمحيطات يهدد الأنواع البحرية فيها بالإنقراض |
هل ستصبح أسماك القرش والحيتان البحرية أسطورة للبشرية بعد أجيال، كحال الديناصورات اليوم؟، فقد أكّد خبراء أن مستقبل الحياة البحرية يقف عند نقطة مفصلية، قد تنقرض من بعدها أنواع بحرية بينها أسماك القرش والحيتان. ولفتوا إلى أن المحيطات أمام موجة انقراض لم يشهدها تاريخ البشرية.
حذرت دراسة لمحيطات العالم من أن خطرًا داهمًا يهدد بكارثة انقراض quot;لم يعهد لها نظيرquot; تأتي على أنواع بحرية، بينها أسماك القرش والحيتان، إلى جانب أحياء أخرى.ومصدر هذا الخطر أسباب من صنع الإنسان، مثل التلوث والإفراط في الصيد والتغير المناخي.
وقال الباحثون ان انقراض الانواع البحرية بالجملة سيكون quot;حتميًاquot; إذا استمرت الاتجاهات الحالية.
واوضحت الدراسة، التي اجراها البرنامج الدولي لحالة المحيط، في ختام ورشة عمل دولية استضافتها جامعة اوكسفورد، ان الافراط في صيد الاسماك والتلوث ومخلفات الأسمدة الكيمياوية وارتفاع حموضة البحار الناجمة من تزايد انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون، كلها تتضافر لوضع مخلوقات بحرية متعددة في خطر جسيم.
وقال الفريق الدولي من الخبراء الذين اعدوا الدراسة إن هناك خطرًا كبيرًا يهدد بدخول مرحلة من انقراض الأنواع البحرية على نطاق لا سابق له في تاريخ البشرية. وحذروا من ان التحديات التي تواجه المحيطات أوجدت quot;الظروف المرتبطة بكل موجة انقراض كبيرة حدثت في تاريخ الكرة الأرضيةquot;.
وأشارت الدراسة إلى أن تدفق أسمدة التربة الى المحيطات يخلق quot;مناطق ميتةquot; شاسعة، حيث غياب الاوكسجين ونقصه يعنيان تعذر بقاء الأسماك وغيرها من الأحياء البحرية فيها.
وكان انعدام الاوكسجين ونقصه وارتفاع الحرارة والحموضة كلها عوامل حاضرة في كل موجة انقراض شهدتها المحيطات في تاريخ العالم.وقبل نحو 55 مليون سنة محي زهاء نصف بعض الأنواع التي تعيش في اعماق البحار عندما أوجدت التغيرات الجوية ظروفًا مماثلة.
وفي الآونة الأخيرة، تزايدت الآثار الناجمة من النشاطات البشرية بدرجة كبيرة.فإن الافراط في الصيد تسبب في انخفاض أعداد بعض الأسماك بنسبة تزيد على 90 %.كما ان ملوثات، بينها المواد الكيمياوية التي تُستخدم في الصناعة والمنظفات، تتحول الى جسيمات من النفايات البلاستيكية التي تُرمى في البحر،وتُخنق ملايين الاسماك والطيور وغيرها من اشكال الحياة الأخرى أو تتعرض الى انهيارات داخلية بسبب النفايات البلاستيكية التي تتناولها مع الغذاء.
وفي عام 1998 تسبب ارتفاع الحرارة الى مستويات قياسية في اختفاء نحو 16 % من الصخور المرجانية المدارية.
ونقلت صحيفة الغارديان عن المدير العلمي للبرنامج الدولي لحال المحيط اليكس روجرز أن ما توصلت اليه الدراسة quot;مريعquot;، واتضح خلال عملية البحث ان وضع المحيطات وأحيائها أسوأ بكثير مما كان العلماء يعتقدون.واعتبر ان الوضع quot;خطر للغاية، ويتطلب تحركًا حاسمًا على كل المستوياتquot;.وحذر من عواقب هذا الوضع على حياة الأجيال الحالية والأجيال المقبلة.
ودعا العلماء منظمة الأمم المتحدة وحكومات العالم الى اتخاذ اجراءات هدفها الحفاظ على الانظمة البيئية البحرية.
التعليقات