أظهرت قياسات أجراها العلماء برادار يخترق الأرض، وجود ترسبات ضخمة من ثاني اوكسيد الكاربون المتجمد أو جليد جاف مدفونة قرب القطب الجنوبي لكوكب المريخ. ومن الواضح انّ انهارًا كانت تجري على سطحه قد شقت وديانًا في تضاريسه، بل وحتى محيطات ما زالت شواطئها مرئية من مدار المركبات الفضائية.


لندن: المعروف أن المريخ كوكب جاف، بارد وبلا هواء تقريبًا، ولكنه قبل نحو ملياري عام كان لا يختلف كثيرًا عن كوكب الأرض.

وأثبتت سلسلة من الرحلات الاستكشافية الفضائية ان انهارًا كانت تجري على سطح الكوكب الأحمر شقت وديانا في تضاريسه، بل وحتى محيطات ما زالت شواطئها مرئية من مدار المركبات الفضائية.

وما كانت المسطحات المائية لتوجد من دون غلاف جوي كثيف نسبيًا، ولكن القسم الأعظم من غلاف المريخ الجوي تبدد في الفضاء منذ غابر الزمان.
واكتشف فريق من العلماء الآن ان بعًضا من الغلاف الجوي القديم كان يتغير في الاتجاه الآخر.

وأظهرت سلسلة من القياسات التي اجراها العلماء برادار يخترق الأرض على متن مركبة استطلاع فضائية وجود ترسبات ضخمة من ثاني اوكسيد الكاربون المتجمد أو جليد جاف بحجم بحيرة سوبرير الاميركية مدفونة تحت طبقة من الجليد الاعتيادي قرب القطب الجنوبي للكوكب الأحمر.

ونقلت مجلة تايم عن رئيس فريق العلماء روجر فيليبس من معهد ساوثويست للأبحاث في ولاية كولورادو ان العلماء كانوا يعرفون بوجود بعض ثاني اوكسيد الكاربون في القطب ولكن الموجود يزيد نحو 30 مرة على ما كان يتوقع العلماء.

ولكن ثاني أوكسيد الكربون لا يبقى مدفونًا لأن المريخ، كما قال العلماء في تقريرهم ، يهتز قليلاً بحيث يميل القطبان كل بضع مئات الآلاف السنين نحو الشمس في الصيف ليسقط عليهما مزيد من ضوء الشمس.

وهذه الحرارة الاضافية تعيد ثاني اوكسيد الكاربون المتجمد الى حالته الغازية وبقدر يكفي لمضاعفة كثافة الغلاف الجوي الرقيق لكوكب المريخ. بعد ذلك يعود القبطان الى وضع شاقولي ويتجمد ثاني اوكسيد الكاربون مجددًا وتقل كثافة الغلاف الجوي مرة أخرى.

ويقول فيليبس إن وجود كمية اضافية من ثاني اوكسيد الكاربون في غلاف المريخ الجوي لن تكون كافية لرفع درجة الحرارة ولكنها ليست من دون تأثير.

فإن ارتفاع كثافة الهواء يتيح وجود الماء على السطح في المنخفضات، ويوضح فيليبس أن محيطات المريخ لن تعود والمرجح ان انهاره ايضًا لن تعود ولكن من الممكن أن تتكون جداول وبرك.

وان كثافة الغلاف الجوي تجعل ريح المريخ ايضًا اشد قوة. ويمكن ان تصل سرعتها الآن الى مئات الاميال في الساعة.

وبسبب دورات ثاني اوكسيد الكاربون بدخول الغلاف الجوي ثم مغادرته في حدود نطاق زمني يمتد 100 ألف عام كل مرة، وبدء الرحلات الفضائية لدراسة المريخ منذ عقدين لا اكثر فان كل ما مر ذكره يبقى تنظيرا على الورق ولكن العلماء على اقتناع بصحته.

فالتغيرات في توجه المريخ تغيرات حتمية تمليها قوانين الفيزياء الميكانيكية ومن السهل حساب الحرارة الاضافية التي يتلقاها القطبان عندما يكون ميلهما نحو الشمس بزاويته القصوى.

كما يستطيع العلماء ان يرصدوا اماكن في الغطاء الجليدي يبدو انها بدأت بالانحسار في مؤشر الى هروب الغاز الى الغلاف الجوي.

وهناك أدلة وفرتها رحلات استكشافية فضائية تؤكد ارتفاع كثافة الغلاف الجوي.
بكلمات أخرى أن كل الدلائل تشير الى حقيقة ان غلاف المريخ الجوي ربما كان يزداد كثافة حتى في وقتنا الحاضر.

وفي غضون بضعة آلاف من السنين يستطيع مستوطنو الفضاء ان يسحبوا الماء من برك على سطح المريخ رغم غباره الذي قد يسبب لهم مشاكل في التنفس.

صور التقطت لسطح كوكب المرّيخ من على متن مركبات الاستطلاع الفضائية