أعلن فريق بحث من جامعة ييل الأميركية في دراسة نشرتها الأسبوع الماضي مجلة سيانس عن اشتقاق خلايا الظِهارة (نسيج يكسو الأسطح أو يبطن التجاويف) من خلايا نخاع العظام، نتيجة "التخليق"، وليس الاندماج.

وكان الباحثون قد وصلوا في دراسات سابقة إلى نتائج مبكرة بالنسبة لاشتقاق الخلايا غير الدموية من خلايا نخاع العظام، وآفاق العلاج المترتبة عليها.

فقد قام فريق البحث، برئاسة الدكتورة دايان كراوس أستاذة الباثولوجيا بجامعة ييل، باستزراع خلايا مأخوذة من نخاع ذكور الفئران في إناث الفئران. وقد تتبع الباحثون مصير خلايا (الذكور) المستزرعة في الإناث عن طريق اكتشاف كروموسوم (Y )الوارد إليهن من الذكور. وإذا كانت خلايا الظهارة الناتجة قد تشكلت باندماج خلية إلى أخرى، فإنها ستظهر بروتين الفلورسنت الأخضر وليس إنزيم بيتا غالاكتوسايديس.

ولاحظ الباحثون أنه في الأحوال العادية لهذا البحث، لم يظهر بروتين الفلورسنت الأخضر، مما يعني عدم حدوث اندماج بين الخلايا، وأن الخلايا المأخوذة من النخاع يمكن أن تصبح خلايا غير دموية دون دمج.

من ناحية أخرى، وجد الباحثون أنه عندما يكون نسيج الظهارة معطوبا، فإنه تكون هناك بعض الخلايا التي تظهر بروتين الفلورسنت الأخضر, أي أنها مشتقة من اندماج الخلايا المستزرعة مع الخلايا المستقبلة.

وكان هذا الفريق البحثي نشر قبل عدة سنوات دراسة تبين أن خلايا المنشأ (الجذعية) المأخوذة من نخاع العظام يمكن أن "تتخلق" إلى خلايا كبد ورئة وكلى وجلد وعضلات، مما يعني فتح آفاق واسعة لعلاج الكثير من الأمراض كالسكري والزهايمر.

وفي وقت لاحق نشر باحثون آخرون دراسات تقترح أن الخلايا المأخوذة من نخاع العظام قد اندمجت فعلا مع خلايا نسيج الظهارة.

بيد أن ما سوف يترتب على نتائج الدراسة الجديدة مازال غير واضح تماما. فغياب الاندماج بين الخلايا في هذه التجربة لا يعني بالضرورة أن "تخليق" خلية ناضجة من نوع معين إلى أخرى من نوع مختلف قد حدث بالفعل، كما تقترح الدكتورة كراوس.

وربما كان هناك سلف غير محدد الهوية لخلايا نسيج الظهارة يوجد في نخاع العظام، أو أن قطاعا من أسلاف (خلايا) النخاع يُظهر نمطا من التكوين الجيني الذي تمكن إعادة برمجته ليعبر عن صناع الأنواع الأخرى من الخلايا.

تظهر هذه الاحتمالات مدى عدم اليقين الذي يحير كثيرا من المختصين. ويبدو أنه لا أحد بات متأكدا مما إن كان بالإمكان فعلا تحويل خلايا المنشأ (الجذعية) إلى أي نوع آخر من خلايا الجسم.

وسواء كان الأمر متعلقا بخلايا المنشأ الجنينية (المأخوذة من الأجنة) أو الناضجة المأخوذة من نخاع العظام، يتفق الباحثون على أن المزيد من البحث والتجارب مازال ضروريا للوصول إلى يقين