بهاء حمزة من دبي: يعاني الكثير من الأشخاص من التعب بسبب حركات الجسم المتكررة وهي أمر خطير قد يؤثر على النشاطات الاعتيادية للإنسان. فعدم الراحة وتخدر الأعضاء والتوخّزْ من علامات الخطر التي يجب فحصها طبياً، لأن اهمال هذه الأوجاع قد يجعلها تتطور الى آلام ومشكلات مزمنة واعاقات طويلة الأمد.
وعادة ما يتسبب العمل في المكتب واستخدام لوحة المفاتيح وفأرة الكمبيوتر العديد من الاصابات تتراوح ما بين العضلات والهيكل العظمي المتعلقة بأنسجة رقيقة مثل أنسجة العضلات والمفاصل وأوتار العضلات والأربطة والغضروف (والجهاز العصبي أيضاً) أكثر من نصف الاصابات التي تحصل في مكان العمل.
واشارت دراسة طبية حديثة الى انه يأتي على رأس العوامل التي ترتبط بمكان العمل وتسبب أكبر المخاطر الجلوس بطريقة ثابتة أو مقيّدة تكون غير صحيحة وغير مريحة ولفترات زمنية طويلة. وهناك الحركات الجسدية المتكررة، كما تبرز ايضا سرعة وتيرة العمل.
وطالبت الدراسة الشركات بادراك أهمية الهندسية الانسانية في التعامل مع الأخطار المهنية، فهذا الجانب في غاية الأهمية للمحافظة على الموظفين وتعزيز الانتاجية، كما تنصح بتقييم الموظفين الجدد من ناحية الهندسة الانسانية والتحدث اليهم حول أية مشكلات أو اصابات سابقة، وهذا التقييم ضروري للحصول على معلومات عن عاداتهم الشخصية مثل كيفية استخدام الكمبيوتر في المنزل وطرق ممارسة التمارين الرياضية للمحافظة على اللياقة البدنية والعادات الشخصية في العمل ومنها الأعراض التي يعاني منها الشخص (حتى تلك الأعراض غير المرتبطة باستخدام الكمبيوتر) والزمن الذي يستغرقه الشخص أمام الكمبيوتر في المنزل والمكتب ثم الحركات المتكررة (كاستخدام لوحة المفاتيح والفارة وغيرها، ويعتمد التقييم، على الشخص وليس على المعدات والتجهيزات، ولابد من التعامل مع كل شخص بشكل منفصل بدلاً من تقديم حلول مشتركة لكل العاملين.
فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يتصفح الانترنت أو يقوم بأعمال التصميم الكمبيوتري، يكون استخدام الفأرة متكرراً لأهميته في العمل، أما إذا كان يستخدم معالج الكلمات، فتكون العملية على لوحة المفاتيح والفأرة معاً، وأي شخص يستخدم الكمبيوتر لفترات طويلة معرض أكثر من غيره لالتهابات أوتار العضلات والالتواءات والاصابات في العضلات.
وتشير الدراسة التي اعدها قسم الابحاث بشركة فولتارين جل الى ان بعض وضعيات الجلوس تقلل الأعمال الجامدة وغير الضرورية أثناء العمل وتخفف من القوى المؤثرة سلباً على جسم الانسان. وتتعامل الهندسة الانسانية بأساليب تخفيف مخاطر الاصابة، ويمكن البدء بعدد من المبادئ الأساسية منها أن تتيح جميع الأعمال للموظف وضعيات جلوس متعددة، صحية وآمنة. وكذلك عند بذل الجهد العضلي لابد من استخدام مجموعة العضلات المناسبة للعمل الذي يقوم به الشخص. كما يجب القيام بالنشاطات اللازمة للعمل والمفاصل في نقطة وسطية لآلية حركتها، وينطبق ذلك بشكل أساسي على الرأس والجذع والأطراف العلوية.
لكن المشكلة هنا انه لتنفيذ هذه النصائح، يجب أن يراقب الشخص بشكل صحيح عمل مفاصله وعضلاته وأن يُغير وضعية الجلوس المعتادة إلى وضعية صحيحة وصحيّة، ولا يمكن لشخص عمل ذلك إلا من خلال التدريب الخاص، ومن الأهمية بمكان مراقبة أجسامنا بطريقة جديدة.
لكن الدراسة تؤكد ان هناك برامج تدريبية وأساليب تثقيفية بسيطة وعملية تساعد الأشخاص من مختلف الأعمار والذين يمارسون المهن المختلفة بأساليب متعددة من ناحية الهندسة الانسانية، وتسهم تلك البرامج والأساليب في تقليل مخاطر الاصابة بسبب الحركات الجسدية المتكررة. تنبه تلك البرامج والأساليب الناس إلى ضرورة التعامل الصحيح مع النشاطات التي تؤثر على أجسادهم وإلى كيفية حصول الضرر بسبب عادات العمل غير الصحيحة، كما تعلمهم تلك البرامج كيفية تفادي عادات العمل التي تنضوي على حجم هائل من الحركات الجسدية الثابتة وغير السوية وطريقة تقليل الجهد العضلي غير الضروري. وبمعنى آخر، تعلمك تلك البرامج الاستخدام الأمثل للجهد في نشاط معيّن.
- آخر تحديث :
التعليقات