بكين -وينيبج -مدريد -برلين -جنيف : قالت منظمة الصحة العالمية امس ان الخبراء حققوا تقدما في وضع اللمسات النهائية على خطط لمكافحة انفلونزا الطيور اذا ما انتقلت الى البشروهددت بأحداث وباء عالمي.وقالت ان الخبراء الذين جاءوا من انحاء العالم ركزوا خلال جلسات مغلقة استمرت ثلاثة ايام على االجوانب المتعلقة بالامداد والتموين والمراقبة واجراءات الصحة العامة الاخرى التي سيكون هناك حاجة اليها.وقالت مرجريت تشان مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الامراض المعدية quot;وباء انفلونزا بشري سيكون مشكلة كبرى...ولكن بعملنا معا يمكننا ان نواجهه بفاعلية.quot;واستهدف الاجتماع زيادة تنقيح مسودة منظمة الصحة العالمية quot;خطة احتواء الوباءquot; والتي تدعو الى اقامة حجر صحي في المناطق المصابة والاستخدام الكثيف لعقار تاميفلو المضاد للفيروس الذي تنتجه شركة روش السويسرية والذي ظهر انه فعال في مكافحة فيروس (اتش5.ان1) عند البشر.

وقالت المنظمة التابعة للامم المتحدة التي تقود المساعي الدولية للاعداد للاسوأ ان النتائج من الاجتماعات الذي عقدها نحو 70 خبيرا في الصحة العامة يتم مراجعتها داخليا وسيتم نشرها في وقت قريب على موقعها على الانترنت.وقالت الوكالة التي تتخذ من جنيف مقرا لها quot;رغم ان احتواء وباء في مصدره لم يتم تجربته من قبل فان الادلة تشير الى تزايد امكانية ذلك.quot;واشارت الى ان حقيقة ان اول ظهور لفيروس (اتش5.ان1) في هونج كونج عام 1997 تم وقفه بنجاح باعدام كل الطيور في الاقليم.علاوة على ذلك فان النماذج النظرية التي نشرت في الصيف الماضي اشارت الي امكانية تحقيق ذلك شريطة ان يتخذ اي اجراء لاحتواء اي فيروس متحور يهدد البشر خلال ايام من ظهوره.

وقالت ان الاكتشاف السريع وحشد الموارد بسرعة وتعاون السكان المحليين تعد متطلبات رئيسية.وقالت تشان quot;ربما لن تؤدي جهود الاحتواء سوى الى ابطاء انتشار الوباءquot;. واضافت quot;ولكن حتى ذلك سيوفر لنا وقتاquot; للدول لتضع خطط احتواء موضع التنفيذ فيما يتعلق بالشركات لتبدأ في تطوير لقاحات.

الصين ..اليابان ..الهند

قالت وسائل اعلام صينية ان فتاة عمرها تسعة أعوام توفيت بانفلونزا الطيور في الوقت الذي قالت فيه منظمة الصحة العالمية ان هناك حاجة مُلحة للاستعداد لوباء انفلونزا.وقالت وكالة انباء شينخوا ان الفتاة توفيت مساء الاثنين في اقليم تشيجيانج بشرق الصين لتصبح بذلك عاشر وفاة مُسجلة في البلاد بانفلونزا الطيور.وجاءت وفاة الفتاة بعد أيام من تأكيد الحكومة الصينية وفاة رجل عمره 32 عاما بسلالة (اتش5 ان1) المميتة من الفيروس في اقليم جواندونج الجنوبي قرب هونج كونج محدثا حالة من الذعر في المنطقة.وقال ين تشينجي نائب وزير الزراعة الصيني للصحفيين quot;الوضع السائد في غاية الخطورة. فصل الربيع على الأبواب حيث تزيد فرصة تفشي انفلونزا الطيور بسبب الحركة الدؤوب للطيور المهاجرة. هذا الخطر لم تتم السيطرة عليه بشكل فعال في كل أنحاء العالم.quot;ونقل رجل بلجيكي الى المستشفى في بروكسل عقب عودته من الصين يوم الخامس من مارس اذار الجاري مصابا بأعراض انفلونزا الطيور الا ان مسؤولين صحيين قالوا لاحقا ان الاختبارات أثبتت أنه غير مصاب بسلالة (اتش 5 ان 1) القاتلة من فيروس المرض.وقالت منظمة الصحة العالمية مؤكدة وفاة الفتاة الصينية ان انفلونزا الطيور أصابت 175 شخصا حصدت أرواح 96 منهم منذ عام 2003. واصاب الضحايا الفيروس من اتصالهم عن قرب بطيور مصابة.ويخشى العلماء من انه إن آجلا أو عاجلا سيتحور الفيروس ليصبح قادرا على الانتقال بسهولة من انسان لآخر مُفجرا وباء على مستوى العالم يمكن ان يودي بحياة الملايين ويعطل الاقتصاد على مدى أشهر.وقال لي جونج ووك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أثناء زيارة لشرق افريقيا quot;لدينا فترة زمنية قبل أن يصبح مرضا بشريا ويجب ان نستغل تلك الفترة لتطوير خطة للعمل على انتاج لقاحات وتخزين أدوية وتثقيف الناس.quot;

وأصبحت البانيا أحدث دولة اوروبية تذكر ظهور حالة اصابة بسلالة (اتش 5 ان 1) من سلالات فيروس انفلونزا الطيور بها. واكتشف الفيروس في دجاجة عثر عليها في منطقة ساراندي الساحلية بجنوب البلاد قرب الحدود مع اليونان.وقال مسؤولو صحة هنود انهم احتووا تفشيا في الدواجن إلا ان الفيروس لايزال موجودا في نفايات الطيور بعد أسبوعين من العثور على أول حالات للمرض.وأعدمت الهند 500 ألف طائر وأتلفت 1.3 مليون بيضة وبدأت حملة تنظيف حاشدة في وحول مدينة نافابور غرب البلاد حيث ظهرت أول حالات اصابة بالسلالة المميتة للفيروس وهي الوحيدة حتى الان في دجاج الشهر الماضي.

وهوت مبيعات الدواجن في الهند دافعة الحكومة الى بدء حملة اعلانية لطمأنة المستهلكين.وقال لي المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ان افريقيا ستحصل على quot;حصة ضخمةquot; من مبلغ ملياري دولار تعهدت الدول الغنية بتقديمها لمكافحة المرض. واكتشفت سلالة (اتش 5 ان 1) في طيور محلية بمصر ونيجيريا والنيجر الشهر الماضي.وهناك مخاوف من أن القارة التي أرهقها بالفعل انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) ومرض الملاريا تفتقر الى الاستعدادت الجيدة لمواجهة هذا الخطر الجديد بمواردها الضعيفة.وفي الصين أثارت حالات الوفيات الاخيرة تساؤلات بشأن كيفية انتشار الفيروس.

وكان الرجل البالغ من العمر 32 عاما أول حالة وفاة لانسان بانفلونزا الطيور في مركز حضري بالصين وحدث في منطقة لم ترد أنباء بشأن اصابات طيور فيها بالمرض. ويعتقد انه التقط الفيروس من سوق للدواجن.وقالت شينخوا ان الفتاة المتوفية وهي من مقاطعة انجي زارت أقارب لها يربون دواجن نفق بعض منها أثناء احدى زياراتها على الاقل.وقال زهونج نانشان مدير معهد جوانجو للامراض النفسية ان الضحيتين كليهما أُصيبا بالمرض على الأرجح من دجاج يحمل الفيروس ولم تظهر عليه الأعراض.وقال للصحفيين في بكين quot;هناك احتمالات لظهور حالات اصابة بسلالة (اتش 5 ان 1) في اناس في اماكن لم تشهد ظهور اصابات بالمرض في طيور. ذلك لانه قد يكون هناك دجاج يحمل الفيروس لكن ليس مريضا هو به وبمقدوره (الدجاج) نقله الى الناس.quot;

الصحة تتقدم على التجارة

قال المدير العام لمنظمة التجارة العالمية ان الصحة لها أولوية على اتفاقيات التجارة الدولية والملكية الفكرية في وقت يحاول فيه العالم مكافحة خطر انفلونزا الطيور.وأبلغ باسكال لامي اجتماعا لرجال أعمال في مدريد قوله quot;بالنسبة لسؤال حول ما اذا كان بمقدور دولة عضو في منظمة التجارة العالمية وضع عراقيل أمام التجارة نتيجة لخطر على الصحة العامة فان الجواب هو نعم.quot;وقال quot;كل (دولة) عضو لديها مساحة للتحرك اذا كان هناك خطر. انها ليست (مساحة) غير محددة بموجب النظام الا ان الصحة تفوق التجارة في حالة الضرورة.quot;وفي وقت سابق حثت منظمة الصحة العالمية على اتخاذ اجراء للإعداد لتفش واسع النطاق لانفلونزا الطيور بتطوير أمصال وتخزين أدوية وتوعية الناس.وقال لامي انه فيما يتعلق بانتاج أدوية ومضادات للفيروسات فان طواريء الصحة العامة ستجُب قواعد الملكية الفكرية التي وضعتها منظمة التجارة العالمية.ولم يُعط تفاصيل بشأن أي القواعد يمكن الغاؤها. وفي الماضي سمحت منظمة التجارة العالمية للدول الأعضاء بالتنازل عن براءات الاختراع الخاصة بالأدوية للتغلب على تحديات صحية بعينها.

من جهته حث رئيس منظمة السياحة العالمية الناس على مواصلة السفر رغم المخاوف من انفلونزا الطيور لكنه قال يوم الاربعاء انه يتعين على صناعة السياحة أن تستعد لمواجهة خطر تفشي وباء بين البشر.

اضاف فرانشيسكو فرانجيالي الامين العام لمنظمة السياحة العالمية ان صناعة السياحة اجتازت سلسلة من المصاعب في السنوات الاخير منها الصراع في الشرق الاوسط وهجمات للمتشددين على السياح وظهور مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) وكوارث طبيعية.وقال في نص كلمة من المقرر أن يلقيها في معرض أي.تي.بي للسياحة في برلين quot;يجب أن نستعد الان لما قد يكون العقبة المقبلة في طريقنا... وباء لأنفلونزا طيور يمكنه الانتقال بين البشر مما قد يضطر الحكومات الى تقييد السفر واغلاق الحدود.quot;وأضاف قائلا quot;بين القطاعات الرئيسية للاقتصاد العالمي ستكون صناعة النقل والسفر بدون شك واحدة من (القطاعات) الاكثر تضررا.quot;

وقال فرانجيالي انه ما زال من الممكن السفر بدون قيود شريطة أن يلتزم المسافرون بالارشادات الصحية التي تصدرها الحكومات.واضاف قائلا quot;العدوى ما زالت مقتصرة على الطيور أساسا... لا يوجد ما يدعو للفزع مطلقا.quot;وتضع منظمة السياحة العالمية اللمسات الاخيرة على خطة عمل في برلين للتعامل مع وباء محتمل. ومن المقرر أن تجتمع مجموعة ادارة الازمة التابعة للمنظمة في باريس في 16 مارس اذار.

وأعلنت (تي.يو.أي) وتوماس كوك وهما أكبر شركتين للسياحة في اوروبا تراجع السفريات الى دول في شرق البحر المتوسط لاسيما تركيا حيت توفي أربعة أطفال بعد اصابتهم بسلالة (اتش5 ان1) في يناير كانون الثاني.وفي غضون ذلك وضعت شركات الخطوط الجوية الاوروبية خطط طواريء لتعليق الاف الرحلات وزودت الطائرات بامدادات للوقاية من المرض في حالة تفشي الفيروس.