إيلاف: توصلت دراسة طبية حديثة إلى أن بعض الأدوية المضادة للاكتئاب تسبب في زيادة خطر محاولات الانتحار عند بعض صغار السن.
وحذرت شركة quot;لاكسو سميث كلاينquot; التي توصلت إلى هذه النتيجة بعد تجارب سريرية، الأطباء من دواء quot;Paxilquot; المضاد للاكتئاب وقالت إنها غيّرت تصنيف الدواء بناءً على نتيجة هذه الدراسة التي قامت بتحليل بيانات التجارب السريرية الخاصة بـ 15000 شخص. ووجدت الدراسة أن محاولات الانتحار المُسجّلة نادرة, ولكنها كانت أكثر شيوعاً بين البالغين الذين يتناولون الدواء بسبب الاكتئاب من أولئك الذين يتناولون أقراصاً ضمن العلاج المموّه.
ولم يعلن الباحثون في غلاكسو إلا عن حالة انتحارٍ واحدة خلال التجارب, وهو عدد صغير جداً لا يمثل شيئاً من مخاطر الدواء, كما يقول الخبراء.
وحسب المقال نشرته صحيفة النيويورك تايمز، طلبت إدارة الدواء والغذاء في أكتوبر 2004 من شركات الدواء أن تضع تحذيراً شديداً على الوصفة المرفقة مع الأدوية المضادة للاكتئاب بعدما أثبتت الدراسات أن بعض الأدوية تزرع أفكار الانتحار في عقول الأطفال والمراهقين. ويبدو أن دراسة غلاكسو ndash; الأولى من نوعها التي أجرتها شركة أدوية للوصول إلى رابطٍ بين مضادات الاكتئاب وسلوك الانتحار بين البالغين حسب قول الخبراء ndash; قد تقنع بعض المتشككين في أن الخطر حقيقي وليس مقصوراً على صغار السن.
وما وجدته الدراسة كان شيوع أفكار الانتحار بين الأطفال والمراهقين, ولكن لم تُسجّل حالات انتحار فعلية بينهم.
وفي تصريحٍ أُعلن هذا الأسبوع ذكرت إدارة الدواء والغذاء أنه مع أنها ماتزال تعمل على تقييم البيانات quot;إلا أنها تنصح المستهلكين والأطباء بمراقبة البالغين الذين يُعالَجون بالأدوية المضادة للاكتئاب, فيما إذا كانت حالة الاكتئاب لديهم تزداد سوءاً, أو فيما إذا كانت أفكار الانتحار تبدأ في السيطرة عليهم.quot; كما ركّز على أنه quot;من الضروري ألا يوقف المرضى الذين يتعاطون Paxil الدواء وفق أهوائهم.quot;
وفي العام الماضي طلبت الوكالة من صانعي الأدوية النفسية أن يراجعوا كل معلوماتهم المتعلقة بالآثار الجانبية على البالغين, وذلك بعد نقاشٍ دولي مطوّل حول ما إذا كانت الأدوية المضادة للاكتئاب تزيد من خطر حصول الانتحار لدى الأطفال, ولكن بعض الشركات لم تُعلِن عن نتائجها بعد.
quot;لقد كان هذا التحليل الأول الذي يظهر علاقة بين محاولات الانتحار وواحداً من مضادات الاكتئابquot; منذ أن طلبت إدارة الدواء والغذاء تبيين التحذير فيما يتعلق بالأطفال والمراهقينquot; وذلك حسب قول كيلي بوسنر الأستاذة المساعدة في قسم العلاج النفسي للأطفال في كولومبيا, التي ساعدت الوكالة في تفسير ردود الفعل السيئة الناتجة عن مضادات الاكتئاب.
وقالت بوسنر أنه يجب التعامل مع النتائج التي توصلت إليها غلاكسو بحذر, وذلك لأن التجارب حتى الآن لم تُجرى لتحديد خطر الانتحار. وأضافت: quot;لم يتضح بعد فيما إذا كان الدواء يقود إلى فعل الانتحار.quot;
وقالت ماري آن راين المتحدثة باسم الشركة أن غلاكسو بعثت بهذه التحذيرات طوعاً, وما تزال بياناتها تظهر أن فوائد الدواء تتغلب على مخاطره بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.
وقالت راين: quot;توجهنا بالنصيحة إلى الأطباء لمراقبة كافة المرضى ليتأكدوا من أن أعراضهم لا تزداد سوءاًquot; في الفترة الكاملة للعلاج.
وقد وجدت الأبحاث السابقة أن خطر الهواجس التي تدعو إلى الانتحار تصل إلى ذروتها في الأسابيع الأولى من العلاج أو عندما يوقف تناوله للدواء. وكانت إحدى التجارب لمضادات الاكتئاب, نشرت السنة الماضية في الصحيفة الطبية البريطانية BMJ, قد وجدت أن الأشخاص الذين يتناولون Paxil وأدوية مشابهة مثل Prozac قاموا بعمليات انتحار أكثر من غيرهم.
وتناقش الخبراء في تفسير وتقييم هذه النتائج؛ ففي تحليل غلاكسو حلل الباحثون التجارب التي شملت 8958 من الذين يتناولون Paxil و5953 من الذين يتناولون أقراصاً للعلاج المموّه, وتتراوح أعمار المشاركين من 18 إلى 64 عاماً, وكانوا يتناولون الدواء لحالات الاكتئاب ولاضطراباتٍ أخرى مثل الاضطراب الإلزامي الاستحواذي.
وقد وجد التحليل أن 11 من 3455 كانوا يتناولون Paxil لعلاج الاكتئاب سجّلوا حالات انتحار, مقارنة بـ 1 من 1978 كانوا يتناولون أقراصاً ضمن العلاج المموّه. وذكرت الشركة أن معظم هؤلاء كانوا من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً. بينما لم يجد التحليل خطر محاولات الانتحار لمن تبلغ أعمارهم فوق 30 عاماً.
وقال الدكتور جورج سمبسون الأستاذ في علم النفس وعلم السلوك في كلية الطب في جامعة جنوب كاليفورنيا: quot;لن تغير النتائج الحديثة كثيراً من مزاولتي للمهنة, ولكن ما يقدمونه هو سبب لتكثيف المراقبة على الأشخاص الذين يتناولون الدواء.quot;
وقال الدكتور سمبسون أن ذلك التحذير يؤكد الحاجة إلى مراقبةٍ أكثر حذراً للآثار الجانبية حالما يصل الدواء إلى السوق. وقال: quot;إن الجهاز الحالي لمراقبة ما يصل إلى السوق وصل حد الضعف.quot;
- آخر تحديث :



التعليقات