الياس توما من براغ : أكد تقرير أوربي حديث بان نحو 23 مليون أوروبي يتعاطون الكحول وان أكثر من 115 ألف مواطن أوروبي يلقون حتفهم سنويا من جراء ذلك، كما يترتب على التعاطي المفرط للكحول نتائج وتداعيات اجتماعية جدية إضافة إلى انه يكلف الاتحاد الأوربي مليارات اليورو .
وورد في التقرير الذي أعده خبراء لصالح المفوضية الأوربية وتضمن 400 صفحة بان أكثر شعوب العالم تعاطيا للكحول هم سكان القارة الأوربية إذ يشرب كل واحد منهم في المعدل الوسطي 11 ليترا من الكحول سنويا .
ونبه التقرير الذي ستقدمه المفوضية الأوربية لدول الاتحاد الخمسة والعشرين في نهاية تموز يوليو أو بداية أيلول سبتمبر القادمين وسيكون احد المواد التي سيستند إليها في صياغة استراتيجية المفوضية الأوربية لمحاربة تعاطي الكحول بان الكحول يمثل الآن في القارة الأوربية احد المشاكل الصحية الرئيسية لأنه يخلق أو يتسبب بحدوث 60 نوعا من الأمراض والأوضاع بما فيها الإصابات والجروح وإشكالات في التصرفات والطباع وفي خلق الأورام المرضية وأمراض القلب والجلطات الدماغية كما انه يعتبر العامل الثالث الأكثر خطرا بعد التدخين وضغط الدم المرتفع ويأتي في خطورته قبل البدانة .
وأكد ديريك روثيرفورد من برنامج الاتحاد الأوربي للصحة العامة للأعوام 2003 ــ 2008 بأنه لو تعلق الأمر بمادة تخلق الإدمان غير الكحول لتمت المطالبة بعقد اجتماعات على المستوى البرلماني أو الحكومي لإيجاد حل فوري للوضع .
وتشير الدراسة إلى أن الكحول مسؤول عن 4و7% من كل الأمراض في الاتحاد الأوربي كما انه يعتبر احد الأسباب الرئيسية في الخسائر والأضرار التي تقع على أشخاص غير الذين يتعاطونه.
ويؤكد التقرير انه بسبب الإدمان على الكحول فان 60000 مولود جديد في أوروبا يلدون سنويا بأوزان قليلة وان 9 مليون طفل يعيشون في ظروف عائلية غير مسرة بسببه كما أن عشرة ألاف شخص يقتلون سنويا على الطرقات من جراء شرب السائقين للكحول قبل صعودهم إلى سياراتهم إضافة إلى انتحار 2000 شخص سنويا تحت تأثير الكحول في أوروبا .
ويلفت ديريك روثيرفورد انتباه حكومات دول الاتحاد الأوربي التي سيعرض عليها هذا التقرير والتوصيات الخاصة بالحد من تعاطي الكحول إلى أنه يكثر الحديث عن التدخين السلبي وأضراره على غير المدخنين فيما ظل الانتباه يعطى بشكل قليل لضحايا الكحول من أفراد اسر المدمنين عليه وبقية الأشخاص الذين يعيشون معهم وان إحراز تقدم في هذا الأمر والتعاطي بجديه مع هذه الظاهرة تتطلب حسب رأيه شجاعة سياسية .
ولمح روثيرفورد إلى الخطوات الأولى التي يمكن أن تتخذ ضد مسالة الانتشار الواسع لتعاطي الكحول من خلال قوله بان السعر هو العامل الأساسي حاليا الذي يحد من استهلاك الكحول غيران الأمر الأقل نقاشا مع انه الأكثر اتصافا بالمسؤولية بالسياسية يكمن في الحد من الدعايات للكحول وحظر التمويل أو تبرع الشركات المنتجة له للأنشطة الرياضية لان ذلك يمثل أكثر تكتيكات التسويق خبثا من قبل الشركات الصانعة للكحول .
التعليقات