بهاء حمزة من دبي: كشفت نتائج الفترة الأولى من حملة الاختبارات المجانية للكشف عن مرض التهاب الكبد سي اعن إيجابية عينة اثني عشر شخصاً من أصل 180 خضعوا لاختبار الدم حتى الآن خلال الحملة المستمرة طوال فترة الصيف، ولدى عودة هؤلاء للخضوع للجولة الثانية من الاختبارات تم تأكيد إصابة ثمانية منهم بفيروس التهاب الكبد سي أي ما يعادل 4.4% من إجمالي المشاركين.

وقالت الدكتورة أمال عبد المجيد أخصائية علم الأمراض في مستشفى النور إن غالبية الأشخاص الذين يحملون الفيروس لا يعلمون ذلك الأمر الذي دفعنا إلى إطلاق حملة التوعية هذه بهدف تشجيع الناس على إجراء الفحوصات الأولية وتأكيد ضرورة عدم التردد في العودة لإجراء الجولة الثانية من الفحوصات إذا ما كانت النتائج الأولية إيجابية.
وتتيح هذه المبادرة الخضوع لاختبارات الدم مجاناً في مستشفى النور وكذلك الحصول على مواد تثقيفية حول عوامل الإصابة بالمرض.

المعروف أن التهاب الكبد سي هو عدوى فيروسية تنتقل عن طريق الدم أو المنتجات التي يدخل في تركيبها وقد يكون قاتلاً ولكنه أيضاً قد يبقى خاملاً في الجسم لمدة قد تصل إلى 10 أو 30 سنة قبل ظهور أعراض المرض. ويعد هذا الفيروس أحد المسببات الرئيسية لتليف الكبد وسرطان الكبد أو الفشل الكبدي التام ويمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر من خلال التشارك في استخدام الأدوات الشخصية مثل شفرات الحلاقة ومقصات الأظافر والإبر الوريدية وكذلك عبر عمليات نقل الدم التي جرت قبل عام 1992.

من ناحيته قال الدكتور علي السيد استشاري أمراض الكبد في مستشفى النور أن عدم إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس والانتظار حتى تبدأ الأعراض بالظهور ستكون نتيجته الإصابة بمرض كبدي متفاقم فضلاً عن انحسار احتمالات نجاح العلاج. مشيرا الى ان غياب الأعراض رغم وجود الفيروس لا يعني بالضرورة أن الشخص المعني غير مصاب بالمرض. وعليه فإن التشخيص والعلاج المبكرين لالتهاب الكبد سي من أهم الإجراءات التي تقلل من احتمالات تطور المرض وتنقذ حياة العديد من البشر.

وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن نحو 300 مليون شخص في العالم مصابون بالفيروس بينهم 170 مليون شخص يعانون من مرض التهاب الكبد سي المزمن فضلاً عن أن هناك 3 أو 4 ملايين إصابة جديدة سنوياً. وتشير المنظمة إلى أن معدلات الإصابة تختلف من دولة إلى أخرى بشكل كبير. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة يبلغ معدل الإصابة بفيروس التهاب الكبد سي نحو 0.83% من عدد السكان في حين أنه يصل إلى 12% في مصر.

وفي حين أن اختبار الكشف عن التهاب الكبد سي غير مدرج حالياً في جدول الفحوص الطبية الروتينية فإن باستطاعة الأشخاص الخضوع لاختبار دم مجاناً. وفي حال جاءت نتيجة الاختبار الأولي إيجابية يجب إجراء اختبار ثان يسمى (Polymerase chain reaction) لتأكيد نتائج التشخيص الأولي.

ودعت الدكتورة أمال جميع المقيمين إلى اغتنام هذه الفرصة والخضوع للاختبارات المجانية حتى يمكن تقديم المساعدة لهم وتزويدهم بالإرشادات. وغالباً ما يصاب المرضى بالدهشة لدى اكتشاف إصابتهم بفيروس التهاب الكبد نظراً لأنهم لم يسبق لهم أن اشتكوا أي أعراض تشير إلى ذلك.