طلال سلامة من روما: أحرز فريق العلماء بقيادة quot;ناديا روسنتالquot;، مديرة المختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية (EMBL) بمدينة quot;مونتي روتوندوquot; (Monterotondo) الإيطالية، اكتشافاً رائعاً يثبت أن أنسجة القلب لدى الفئران المعدلة جينياً تصلح نفسها ذاتياً. وفي شرح علمي مفصل، ذكر العلماء أن هذه الفئران نجحت في تصليح أنسجة القلب، وحدها، بعد أن تعرضت لجلطة قلبية وذلك بفضل إنتاج عامل نمو (Growth Factor) قد يصبح واعداً في استراتيجيات تصليح الأنسجة والأعضاء البشرية التالفة.
ويكمن سر هذه الفئران في قدرتها على إنتاج عامل نمو معين(جين)، وهو عامل نمو شبيه الأنسولين واسمه (IGF-1)، في القلب وبصورة متواصلة. لذا، وعقب تعرض الفئران لجلطة قلبية، مختبرياً، استطاعت استعادت وظائف القلب الرئيسية بصورة مدهشة. كما حل محل الجرح الداخلي الذي تركته الجلطة نسيج قلب عضلي سليم وفعال.
وُلدت التصورات حول إمكانات عامل النمو (IGF-1) quot;السحريةquot; في إعادة توليد النسيج بعد سنين طويلة من البحوث التي تطرقت الى دراسة مختلف عوامل النمو. وتنوه النتائج بأن (IGF-1)، الذي تعتبر وظيفته هامة لكل الجسم، يلعب دوراً quot;مميزاًquot;. فعلى سبيل المثال، يؤول النقص في هذا الجين(أي عامل النمو) الى نقص تروية العضلة القلبية ونموها (Myocardial Atrophy).
وخلال البحث الإيطالي، تم حقن الحمض النووي (DNA)، للفئران المختبرية، بعامل النمو (IGF-1) كي يتمكن قلبها بالتالي من إنتاج هذا الجين، باستمرار. وقبل كل شيء، لوحظ أن هذه الفئران لم تشعر سلبياً بعملية التغير الجيني هذه. ولم تتعرض أيضاً لأي نوع من السرطان أو الأمراض الأخرى المرتبطة، في شكل من الأشكال، بعامل نمو يتم إنتاجه بصورة مستمرة. وبعد تعريض الفئران، عمداً، للجلطة القلبية، تجدد نسيج القلب العضلي(وهو عضلة مكونة من ألياف عضلية) والنسيج الندبيٌ(الناتج عن جروح الجلطة)، وهما نوعيٌ الأنسجة التي تؤثر للغاية على القلب الذي يسجل عجزاً في وظائفه عقب تعرض المريض لجلطة قلبية غير قاتلة. إذ حلت محل تلك الأنسجة التالفة، تدريجياً، أنسجة جديدة وسليمة.
وسيتمحور موضع البحوث القادمة حول ما هي العوامل التي يؤثر عليها الجين (IGF-1) لاختلاق مثل هذه النتائج المبهرة. في أي حال، فإن هذا الجين من جملة أبرز عوامل النمو التي ستعرض مستقبلاً واعداً في إعادة توليد الأنسجة القلبية السليمة، لدى البشر. وتحوم الشبهات حول استناد (IGF-1) الى خلايا المنشأ التي تتدفق الى القلب، آتية من النخاع الشوكي، أو قدرة الجين على حفز خلايا أنسجة القلب الحاضرة أو الإشراف على إعادة تنظيم تلك الأنسجة، في مرحلة ما بعد الجلطة القلبية، دون القيام بعملية بناء شبكة الأنسجة القلبية بأكملها ثانية.
التعليقات