طلال سلامة من روما: يعتبر فيروس التهاب الكبد، من نوع (ب)، عامل النمو السرطاني الأكثر شيوعاً بعد التبغ. كما أنه يتفشى بنسبة مائة مرة أكثر مقارنة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (Hiv)، ممثلاً بالتالي السبب العاشر الأبرز في الوفيات، على الصعيد العالمي. وثمة أكثر من بليوني شخص، حول العالم، مصابين بفيروس التهاب الكبد من نوع (ب). وفي أوروبا وحدها، يقدر عدد حالات العدوى الجديدة، كل سنة، بحوالي مليون شخص. ولمعالجة هذه المشكلة الصحية الخطرة، أجازت المفوضية الأوروبية مؤخراً علاجاً جديداً فعالاً، ضد التهاب الكبد من نوع (ب) أو (Hbv). وأطلق على اسم الدواء الجديد المضاد لفيروس التهاب الكبد (Entecavir)، ويتناوله المريض عن طريق الفم ومن شأنه وقف تكاثر فيروس التهاب الكبد المزمن (ب) عند البالغين، ما يضعف قوة هذه الكتلة الفيروسية الى مستويات متدنية جداً.
والتهاب الكبد عبارة عن مرض التهابي مزمن ينقل عدواه الفيروسية عبر الدم أو السوائل الجسدية الأخرى، من الشخص المصاب الى الشخص السليم. وفي أغلب الأحيان، لا يتم تشخيص التهاب الكبد بصورة مناسبة. فعوارضه غامضة مبهمة أو مستعصية الاكتشاف. و40 في المئة من المصابين لا يظهرون أي علامة مرضية quot;مشبوهةquot;. إذن، لا يمكنهم معرفة إصابتهم بهذا المرض، الصامت والخطير في الوقت ذاته، الذي يؤدي، في حال عدم علاجه، الى تطوير التليف الكبدي، والفشل الكبدي وسرطان الكبد حتى الوصول الى الموت. ويُقدر بأن التهاب الكبد من نوع (ب) مسؤول عن 60 الى 80 في المئة من جميع أنواع سرطان الكبد، حول العالم. وللوقاية من تفشيه، ينبغي تلقيح جميع المولودين الجدد والأطفال حتى عمر 12 سنة، بإيطاليا، بمقتضى قانون نافذ المفعول منذ 1991. لذا، فإن معظم سكان ايطاليا، وأعمارهم تحت ال25 سنة، محميين من الإصابة بهذا الفيروس الخبيث.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي، حتى الآن، سجل الباحثون خطوة أمامية هامة في مجال العناية والوقاية. فالدواء (Entecavir) مضاد قوي يستهدف تجمعات فيروس التهاب الكبد من نوع (ب). وقياس كمية فيروسات التهاب الكبد، الموجودة في الدم، عاملاً هاماً للتنبؤ بتطور المرض الى مراحل أعمق ذات تداعيات تهدد حياة المريض. وفي السنتين الأخيرتين، أظهر الدواء فعالية ملحوظة وتناوله المرضى عن طريق الفم دون تردد أو انزعاج. ولقد أكد ذلك برنامج التطوير السريري الأوروبي، الذي قارن دواءين مضادين للفيروس، وهما (Entecavir) و(lamivudina)، عبر إخضاع أكثر من 1.600 مريض حول العالم للتجربة. وكانت النتائج مدهشة. بالفعل، كمنت مشكلة العلاجات السابقة في التغييرات التي كان الفيروس يتعرض لها باستمرار، خلال مرحلة العلاج، ما كان يجعله غير قابل للتعريف أو الرصد(نتيجة مظهره ومزاياه الجديدة). هكذا، كان مفعول العلاجات السابقة يُلغى بالكامل بعد فترة وجيزة من اتباعها.
وتترسخ إبداعية الدواء (Entecavir) في إمكانية تقبله على نطاق واسع، من قبل المرضى. كما يمكن تعاطيه لفترة طويلة. ويساهم الدواء في تخفيض فيروس التهاب الكبد المزمن (ب) بسرعة منذ بداية العلاج. وبأوروبا، سيسوق الدواء الجديد في الصيدليات عقب إجراءات تسجيله، التي تختلف من بلد لآخر. ومن المرتقب أن يتوفر بإيطاليا في نهاية العام، أو في شهور العام 2007 الأولى، كحد أقصى.
التعليقات