يسبب العطش والغثيان واضطرابات النوم
تحذير من الإسراف في شرب الكحول


الاعتدال مطلوب

ريما زهار من بيروت: تسمى الآثار البغيضة التي يخلفها المرء إسرافه في الشراب بـ (Hangover) أو (Veisalgia)، وهو ما تحدثه الكحوليات من تأثير جسدي غير ممتع تالٍ على إسرافه فى الشراب أو إساءة استخدام العقاقير الأخرى (بخلاف ذلك التأثير الممتع الذي يشعر به المرء أثناء شربها) .
اما الاعراض التي يشعر بها الانسان خلال الشرب المفرط للكحوليات فيعددها المختصون بالتالي،العطش الشديد (الجفاف)،شعور بالتعب والإرهاق،غثيان، صداع، ضعف، الصعوبة في التركيز، القلق،الاستثارة، الحساسية من الضوء والضوضاء ومشاكل في النوم.

اسباب

*ما هي أسباب ظهور هذه الأعراض مع الإسراف في الشراب؟

- لماذا يشعر الإنسان عند إسرافه في شرب الكحوليات بهذه الأعراض، لأن مادة quot;الإيثانول/الكحول الإيثلى - Ethanolquot; تحدث تأثير الجفاف هذا حيث أنها مادة مدرة للبول.
بالإضافة إلى ذلك فهي تسبب: الصداع، جفاف الفم، الإحساس بالنعاس. كما يتسبب الجفاف في تقلص أنسجة المخ قليلًا في الجمجمة وهذا التقلص يحفز مناطق الألم على السطح الخارجي لأنسجة المخ .. والذي يُترجم بصورة نهائية إلى الصداع. ويمكن تخفيف كل هذه الأعراض بشرب الكثير من الماء أثناء وبعد شرب الكحوليات.
الكحول تعتبر quot;سم التمثيل الغذائيquot; وله تأثير ضار على الجدار الداخلي للمعدة، ويعطى إحساس للشخص بميله للغثيان والتقيؤ .

*ماذا عن العوامل الاخرى؟

- عن العوامل الأخرى آلتي تساهم في إظهار آثار الإسراف في الشرب البغيضة، ما يحدث من تحول quot;للإيثانولquot; بوساطة تفاعلين كيماوين عن طريق إنزيمات تفرزها خلايا الكبد. فيتحول quot;الإيثانولquot; إلى (Acetaldehydeamp; Acetate) وكلا التحولين لهما تأثير سام ولكن غير حاد يؤدى إلى إحداث الآثار البغيضة عند الشخص الذي يشرب الكحوليات.
ولا يقف الحد عند هذه التفاعلات، إلا أن هناك تفاعلات أخرى تؤثر على قدرة الكبد على إمداد الأنسجة بالغلوكوز وبخاصة المخ، والغلوكوز هو مصدر الطاقة الأساسي للمخ وافتقاده يؤدى إلى ظهور أعراض التعب والإرهاق، الضعف، تغير المزاج، عدم القدرة على الانتباه أو التركيز. كما تتأثر الأعصاب بشرب الكحوليات، فمع زوال تأثير الكحول في مخ الإنسان تظهر الحساسية من الضوء والضوضاء. ويعتقد أن وجود كحوليات أخرى مثل quot;الميثانول -Methanolquot;، المنتجات الثانوية من التخمر الكحولي والتي يُطلق عليها الأنواع المجانسة للكحوليات (Congeners) تزيد من ظهور المزيد من الأعراض.
فالمنتجات الثانوية في النبيذ الأحمر أكثر من تلك الموجودة في النبيذ الأبيض، حيث يلاحظ الكثير من الأشخاص ظهور آثار للشرب بدرجة أقل مع النبيذ الأبيض.
يعتقد بعض الأشخاص أن السكريات الموجودة في الكوكتيل المحلى، تزيد من آثار الشرب سوءًا.
وللجينات دخل كبير في مدى المعاناة من آثار الإسراف في الشرب، فهناك بعض الأشخاص الذين يشربون الخمور بقدر بسيط جدًا وتظهر عليهم آثار شرب الخمر .. فلا يهم الكم فقط لظهور الأعراض.

العلاج

*ما هو العلاج من آثار شرب الكحوليات؟

- تتعدد أنواع العلاج إفاقة الإنسان من أعراض شرب الكحوليات، والهام فيها أن يتم تعويض الفاقد من المواد الغذائية الضرورية للجسم ومعادلة تأثير السموم المتبقية في الجسم .
*هل هناك علاج منزلي له
- العلاج المنزلي يتوزع على التالي:
1- شرب المشروبات الرياضي (ليست مشروبات الطاقة) حيث تحرر الجسم من الجفاف وتعوض الفاقد من المواد الغذائية.
2- شرب كمية كبيرة من الماء قبل الذهاب للفراش وأثناء الليل، وكقاعدة لعلاج الجفاف (القليل من الماء أفضل من لاشيء).
3- أكل الأطعمة العالية في نسبة معادنها مثل المخلللات أو السمك المعلب.
4- شرب سائل المخلل (وهو الماء الذي تُخلل فيه الأطعمة مضافًا إليه الملح) في الصباح سائل مخلل الخيار.
5- لا تجعل المعدة خاوية، فتناول أي طعام قبل الذهاب للفراش ضروري للتخلص من آثار الكحول في المعدة.
6- شرب بعضًا من القهوة (ليس نوعًا قويًا) على الرغم من أن مادة الكافيين نفسها تُحفز على الجفاف.
7- شرب عصير البرتقال الغنى بفيتامين (ج).
8- أكل أوراق الكرنب أو شرب عصير البندورة.
9- quot;السيستينquot; Cysteine، ويوجد في صورة مكملات في الصيدليات (N-acetylcysteinhe) ومن الأفضل أخذه أثناء الشرب و/أو قبل الذهاب للفراش. صفار البيض غنى أيضاً بمادة quot;السيستينquot;، ومن الملاحظ أن العديد الذين يسرفون في الشراب لابد وأن يتم تناول البيض كنوع من أنواع العلاج بعد وجبة الإفطار في الصباح.
10- مكملات فيتامين (ب1) الثيامين قبل الذهاب للفراش.
11- المياه الغازية السوداء والتي يُطلق عليها quot;الأسبرين الأسودquot; في أستراليا.
12- أخذ حمام والتناوب بين المياه الباردة جدًا ثم الساخنة فجأة (الانتقال من البارد إلى الساخن بدون تدرج).
13- أدوية علاج الرشح للبرد والأنفلونزا.
14- إذا تناول الشخص كمية أخرى من الكحوليات تالية على الكمية الأولى تعطى تخفيف موقت من آثار الكمية الأولى حيث يلتفت الجسم بمعالجة الكحول الجديد الذى دخل الجسم.

أنواع أخرى من العلاج:

في عام 2003، كانت هناك موجة سائدة لعلاج آثار الإسراف في الشرب وهى الأقراص التي كانت تُباع في روسيا (Anti-pokhmelin)، مضادات الإسراف في الشراب وكانت تسوق في أميركا باسم تجارى لها (Ru-21).
أما في عام 2004، فقد توصلت دراسة ما بأن شرب مستخلص فاكهة الكمثرى الشوكية قبل ساعات من احتساء الخمر من الممكن أن يساهم في تقليل حدة الأعراض بما فيها الغثيان حيث يعمل هذا المستخلص على كبح رد فعل الجهاز المناعي الطبيعي بجسم الإنسان تجاه المنتجات الثانوية التي تنشأ من تخمر الكحوليات.
بعض أنواع العلاج التي تحتوى على الفحم النباتي، قد تمنع امتصاص المنتجات الثانوية من تخمر الكحوليات .. لكن لم يتم اختبار هذا النوع العلاجي بعد.
مستخلص نبات الكرمة يجرى اختباره لكي ينضم إلى قائمة أنواع العلاج من آثار الكحوليات.
وفى خلاصة لبعض الباحثين أُصدرت في quot;الجريدة البريطانية الطبية لعام 2005:
quot;لا يوجد دليل مجبر يقر بأنه أي من التدخلات التقليدية أو التكميلية فعالة في علاج آثار الإسراف في شرب الكحوليات .. لكن من أكثر الطرق فعالية لتجنب أعراض تأثير الكحوليات هو الامتناع عن شربها أو الاعتدال عند شربهاquot;.