إدمانأو برستيج أو عادة أو الممنوع مرغوب
لماذا لا يستطيعون التوقف عن التدخين؟
بهية مارديني من دمشق: تلتقط السيجارة بجرأة منعلبة السجائر الموضوعة أمامك على الطاولة أو في جيبك صباحًا أو مساء لا فرق، يلتهم سعره من مرتبك وقوت أولادك، غير مهم، يأخذ النيكوتين من صحتك وعمرك، كله على الله وما حدا بيموت ناقص عمر.
تلتقط السيجارة بجرأة على الرغم من التحذير المكتوب التدخين ضار بالصحة، وعلى الرغم ممّا تسمع عن أخطار التدخين على صدرك ومن حولك.
نكهات وألوان وأنواع فقط، إلتقط سيجارة ولكن من هنا قد يحلق الموت وتصبح على موعد مع زيارات دائمة للاطباء ولكن لماذا لا تستطيع، تستطيعين تركها؟
قد تكون أحد هؤلاء الذين استطلعنا رأيهم في دمشق أو على الأقل حالتك تشابه احدى حالاتهم ... ولكن انتبه لنفسك ولا تستهر بصحتك... فالسيجارة ليست كما بقول حسن جزء من حياتك... لن نتحدث عن الارادة... لن نتحدث عن الاطباء... فقط حاول التوقف والتفكير... وهي ليست برستيج كما قالت ميليا... فالبرسيتج لا يعني سيجار او سيجارة او اركيلة... وليس كل ممنوع مرغوب كما قالت نسرين... والاعلام بأنواعه فعلاً يقدم صورة تشجع التدخين، كما قال الدكتور فؤاد...
أعرف أنكم تعرفون... لذلك سأختصر ولكن فكروا بعد قراءة هذا الاستطلاع اننا نريد التوقف عن التدخين اليوم... الآن... وسنرى النتائج...
حسن (طالب جامعي آداب): لا استطيع ترك السيجارة أبدًا، بدأت بالتدخين منذ أن كان عمري 12 سنة كنا مجموعة صبيان نلعب مع بعضنا وكان أحد رفاقي يسرق السجائر من والده ويأتي بها إلى الشلة وكنا أحيانًا خمسة أشخاص نتقاسم السيجارة، أحببت رائحتها وطعمها أو ربما أدمنت عليها وأصبحت أدخر من مصروفي لأوفر ثمن علبة السجائر، وما زلت لا أجرؤ على التدخين أمام أبي، على الرغم من معرفته بأني أدخن، أعرف أنها عادة سيئة لكني لا استطيع أن أتركها أو بالأحرى لم أفكر بتركها لأنني أصبحت اعتبرها جزء من حياتي وأحيانًا تكون هي الشيء الوحيد الذي يشاركني همومي وأحزاني وخصوصًا في هذه الظروف السيئة التي يعانيها الشاب في بلدنا، تقريبًا معظم رفاقي يدخنون وإذا لم يدخنوا السجائر يدخنون الأركيلة وبشكل كبير، السيجارة أصبحت مرتبطة بمعنى الرجولة أو الإحساس بالثقة بالنفس أو الاستقلالية وعندما أحمل السيجارة أحس أنها تمنحني شيئًا من الغرور لا يمنحني إياه أي شيء آخر، كما قلت لم أفكر أن أتركها ربما مستقبلاً أستطيع اتخاذ هذا القرار، كي لا يتعلم أبني مني.
نسرين (موظفة): دائمًا الممنوع مرغوب ولكثرة ما يتحدث الناس عن مضار التدخين ويصورونه على أنه وحش كاسر تصبح لدى الشخص المدخن ردة فعل قوية تجاه من يمنعه عن شيء بنظره يساعده على نسيان همومه وتخفيف الضغط عليه تعلمت التدخين بعد زواجي من خلال جاراتي اللاتي يدخن بشراهة ورفيقاتي في الوظيفة أيضاً معظمهن مدخنات، كنت أشربها لمجرد التسلية وتمضية الوقت وبعدها تعودت على حملها وعلى شرائها واقتنائها وأصبحت جزء من حاجاتي الشخصية، وحاولت بعدها تركها لكني لم استطع خصوصًا أن أمي دائمًا تؤنبني وزوجي يمنعني ويغضب بسببها وربما بسبب تأنيبهم لي ومنعهم أرغب فيها أكثر وأحس أنني بحاجة ماسة لها وكأنهم سيأخذون شيئاً حميماً مني فأتمسك بها أكثر أحيانًا أندم كثيرًا، وأحاول تركها لكن لا استطيع.
ميليا (ربة منزل): السيجارة أصبحت شيء من (البرستيج) ومن المكملات التي تساعد في تعزيز ثقة المرأة بنفسها وفرض هيبتها أمام المجتمع، مضرة بالصحة إذا كان التدخين بشراهة وبأنواع سيئة، اعتبر السيجارة صديقة وفيه لي تشاركني همومي وفرحي وتهدئ لي أعصابي وتملأ فراغي فعندما أحزن لا استطيع أن ألجأ إلا للسيجارة كذلك في أفراحي أول شيء أفكر هو السيجارة، ووقت الفراغ القاتل تهدئ من وحشته السيجارة لم أفكر بتركها فهي تعني لي الكثير ولا استطيع الاستغناء عنها.
وسام (17 سنة) طالب مدرسة: تعلمت من البيت والدي يدخن ووالدتي مدخنة وأخي الكبير أيضًا كلهم مدخنون ومنذ صغري تعودت على رائحة الدخان وكثيرًا وجربتها، وبعد أن كبرت أصبح الدخان أمامي كنت آخذ من السجائر دون أن أدعهم يعرفون وعندما اكتشفوا أمري حاولوا منعي وضربني أبي أكثر من مرة، مع ذلك لم ارتدع فلماذا يدخن هو ويمنعني أنا وقد كبرت وأصبحت أعرف الصح من الخطأ لا أريد لأحد أن يمنعني عن شيء أحبه والتدخين أصبح موضة العصر الشباب والبنات والكبار كلهم يدخنون.
محمود (سائق تكسي): أدخن منذ 15 سنة ولا أحد يموت وعمره ناقص فضغوط الحياة كثيرة والسيجارة هي الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يفرج عن همومنا ثم إننا محرومون من الترفيه والحياة الرغيدة هل بقي أن نحرم أنفسنا من السيجارة أعرف أنها مضرة للصحة، لكن هل بقي شيء في حياتنا نأكله أو نشربه أو نتنفسه إلا ومضر البندورة مهرمنة واللحمة مهرمنة والفواكه مهرمنة حتى المياه ملوثة والهواء ملوث، السيجارة لا تساوي شيئًا أمام السموم التي تدخل إلى أجسامنا يوميًا، على الأقل تهون علينا ما نراه من مشاكل في حياتنا اليومية وأنا لا أتمنى أن يتعود عليها أولادي، لأنهم ما زالوا صغارًا، لكن إذا تعودوا في كبرهم لا استطيع أن أمنعهم عليّ أن أنصحهم ربما أنني أشقى لأوفر لهم ما حرمت منه ولا مبرر عندهم ومتعلق بالسيجارة إلى حد كبير، هي جزء من كياني والصديق الوحيد في هذا الزمن الصعب وأفضلها أكثر من أي شيء آخر اعتبرها ضرورية لي أكثر من الطعام والشراب.
فؤاد (طبيب أسنان) مدخن: صحيح أني طبيب لكن في النهاية الإنسان يمكن أن يقع تحت تأثير أي عادة، تعلمت التدخين لأنني كثير الفضول لمعرفة طبيعة الأشياء كان أخي الكبير يدخن وكنت معجبًا به جدًا، واعتبره قدوة لي وإلى الآن، طريقته في التدخين وأسلوبه استهواني وجذبني وقررت أن أجرب هذا الممنوع عن الصغار وكان ذلك، أنا طبيب وأعرف تمامًا مضار التدخين لكنني أدخن وبكثرة دون أن انتبه لنفسي ضغوط الحياة كثيرة، ولا بد أن تؤثر علينا مهما كنا أقوياء ولكل منا نقطة ضعف، إن نقطة ضعفي في السيجارة لأنها تجعلني متحرر من أي سيطرة أو قيد أو حتى تشويش في دماغي، عندما أكون مرهقًا اعتبرها ملاذي الوحيد واعتبرها جزءًا من أسلوب حياتي، لأن كل شخص له أسلوب حياته الخاص الذي يتصرف من خلاله بحرية، كثير من الناس يستغربون أنني طبيب أسنان وأدخن وأتعرض لأسئلة كثيرة ولانتقادات كثيرة لكن لم استطع تركها حتى أنها تسبب لي أحياناً إحراج، وخصوصًا أمام أبنائي وزوجتي وأتعمد غالبًا ألا أدعهم يروني أدخن وأخاف على أولادي طبعًا أن يتعلموا هذه العادة حتى أنني لا أفكر في تركها، لأنني حاولت مسبقًا مع أنني من الذين يعتبرون أنفسهم ذوات إرادة قوية ومع ذلك لم أنجح في ترك السيجارة، أشعر بالسوء عندما أرى شخصًا يدخن وخصوصًا المراهقين، ويلزمنا أن نحميهم من هذه المخاطر من خلال حملات توعية وخصوصًا الفتيات لأني لاحظت أنها أصبحت موضة عندهم، أيضًا الأفلام والمسلسلات وخصوصًا الأجنبية تربط القوة والرجولة والجاذبية تربطهما بالسيجارة ودائمًا صورة البطل مرفقة بالسيجارة يحملها في يده، ربما نحن المدخنون نهرب من الحقيقة بإيجاد مبررات لأنفسنا أن السيجارة تفرج همومنا وهذا ليس صحيحًا وليس إلا إدمانًا.
التعليقات