واشنطن: وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا الجنوبية أن التلوث بعادم السيارات قد يضاعف خطر إصابة الأطفال بمرض الربو ـ إذا كانوا يحملون عوامل مورثة تجعلهم أقل مناعة أمام المرض. ودرس الباحثون السجلات الطبية وخريطة العوامل المورثة لثلاثة آلاف طفل ضمن محاولة لفهم كيفية تطور أمراض الجهاز التنفسي بما فيها الربو.

وأكد هؤلاء على أهمية العوامل المورثة التي تتحكم في بعض المواد الكيماوية المتعلقة بوظائف quot;التطهيرquot; في الجسم. كما خلص الباحثون إلى أن إنزيم (أي بي إتش إكس 1.5) والعامل الوراثي (جي إس تي بي 1) مسؤولان عن التخلص من المواد الكيماوية التي تدخل الجسم من خلال التنفس.

ووجد هؤلاء أن الأطفال الذين ترتفع لديهم نسبة العامل المورث (أي بي إتش إكس 1.5) تزيد نسبة إصابتهم بمرض الربو، فإذا كان لديهم أيضا اختلاف في نشاط العامل المورث (جي إس تي بي 1) ارتفعت نسبة إصابتهم بمرض الربو إلى أربعة أضعاف.

ويزداد هذا التأثير ـ على ما يبدو ـ إذا كانت مساكن الأطفال بالقرب من شارع رئيسي. فالأطفال الذي يزداد لديهم نشاط الإنزيم (أي بي إتش إكس 1.5)ويقيمون على بعد 75 مترا أو أقل من شارع رئيسي تتضاعف لديهم نسبة الإصابة بالربو، مقارنة بمن تنخفض لديهم نسبة ذلك العامل.

فإذا ما كان لديهم اختلاف في نشاط العامل المورث (جي إس تي بي 1) ارتفعت نسبة الإصابة إلى تسعة أضعافها.

ويثور الجدل منذ زمن حول العلاقة بين الإصابة بمرض الربو وعادم السيارات. وتقول لين ميل مساعد مدير مركز الربو في المملكة المتحدة هناك حاجة للمزيد من الأبحاث حول الموضوع.

وتضيف: quot;إن الدراسة تبشر بالكثير، فهي الأولى من نوعها التي تدرس بالتحديد تأثر العوامل المورثة بأمراض التنفس والتلوث البيئي على إصابة الأطفال بمرض الربوquot;. quot;والمصابون بمرض الربو يشكون لنا من أن عادم السيارات يجعل حالتهم تسوء . ورغم أن هذا البحث يركز فقط على أشخاص بخارطة معينة للعوامل الوراثية فإننا ننتظر أبحاثا أكثر عمقا في هذا الحقل الجديد والمثير لتساعدنا في اكتشاف طرق أفضل لعلاج مرض الربوquot;.