طلال سلامة من روما: تعبر رائحة القهوة، التي توقذنا من النوم في الصباح، من الأنف الى الدماغ، كما تفعل جميع الروائح الأخرى، على شكل إشارات عصبية. لكن كيف يولد هذا الرابط بين الأنف والدماغ أثناء الحياة الجنينية الذي يستمر حتى الموت؟ يأتينا الجواب من بحث مولته quot;تيليثونquot; (Telethon) سلطت نتائجه الضوء كذلك على مرض وراثي نادر، يدعى متلازمة quot;كالمانquot;، يتميز فيه المريض بعدم القدرة على التعرٌف على الروائح. وقاد الدراسة الباحثون في معهد quot;تيليثون دولبيكوquot; في مدينة quot;سيغراتيquot; الإيطالية بالتعاون مع جامعة quot;تورينوquot; شمال ايطاليا.

وتنطلق النهايات العصبية من الأنف وصولاً الى الدماغ بعد أن تقطع منطقة حدودية وهي عبارة عن حاجز. في هذه المنطقة، نجد بعض أنواع الخلايا المتخصصة التي تلعب دور الحارس. إذ إنها تستطيع التعرٌف على الإشارات، المنطلقة من الأعصاب والمقتربة منها، وذلك لخفض هذا الحاجز والسماح لها الدخول الى الدماغ. وهذا يحصل خلال الحياة الجنينية تمهيداً لاختلاق رابط عصبي دائم بين خلايا الرائحة والدماغ الذي يعمل على معالجة الإشارات المنطلقة منها.

هذا وتبدأ بعض الخلايا الهرمونية الهامة جداً استعمال هذا الطريق العصبي الذي يربط الأنف بالدماغ. إذ يجب عليها أن تصل الى الدماغ كي تستطيع العمل. كما أن هذه الخلايا الهرمونية ضرورية للتطور الجنسي والتكاثر لدى البشر. علاوة على ذلك، نجد جينات، تدعى (Wnt)، تعتبر عوامل جوهرية في تنشيط الخلايا المختصة الموجودة على المنطقة الحدودية بين الأنف والدماغ. في حال أصاب هذه الجينات خلل ما فإن الإشارات العصبية المنطلقة من الأنف لا تنجح في دخول الدماغ.