الجنس وصال لا فصال!
أكبر خطر تتعرض له علاقاتنا الجنسية حين تتحول من وصال إلى فصال!، حين يتحول الجنس إلى عملية بيع وشراء ومساومة وبورصة ومعاملات بنكية وربح وخسارة، وينقلب سرير غرفة النوم إلى ساحة عراك فى سوق المال، يباع فيه الجسد مقابل طلب مؤجل، وتشترى فيه الرغبة لقاء تنفيذ ما أهملته الأيام والسنون.
كثيراً ما نرى زوجة تتمنع على زوجها تخطيطاً لمؤامرة لا تكتمل خطواتها الأخيرة إلا عند إلتحام جسد الزوج بها وإرتفاع حرارة الشبق وسخونة الرغبة، فتلقى فى أذنه بطلباتها المؤجلة دفعة واحدة، وتتراوح هذه الطلبات من مجرد موافقة على زيارة الأم إلى التوقيع على قطعة الأرض التى يمتلكها ويعتبرها أغلى من أبنائه!.
وكثيراً ما نرى زوجاً يعاقب زوجته من خلال كسرها جنسياً، من خلال قهر رغباتها أو إجبارها على أوضاع جنسية تكرهها، كل هذا لمجرد إذلالها وكسر أنفها كما يدعى.
هكذا تتحول غرفة النوم إلى ساحة صراعات وتصفية حسابات، ما نغطى عليه ونهرب من مواجهته نهاراً، يصبح ليلاً هو همنا وثأرنا وكرامتنا التى يجب أن ننتقم لها من خلال مناورات الجسد ومساومات الرغبة ومراهنات اللذة.
إدخل بإستمتاع على علاقتك الجنسية، إدخلى بحب حقيقى على شريكك، إطرح وراء ظهرك كل المؤامرات والدسائس التى تحيكها فى الظلام لزوجتك، إبعدى روح الفصال وثقافة الشوبنج عندما تخلعين ثيابك، لا تمارس الجنس كزائر من زوار بيوت الهوى كل همه إقتناص المتعة السريعة، ولا تمارسى الجنس كمعادلة إقتصادية، الجسد مقابل خدمة، واللذة مقابل ثمن.
الوصال قبل الفصال.... وإلا تحول الجنس أرقى العلاقات الإنسانية إلى أحقر سلوك وأبشع علاقة، حافظوا عليه من ذوبان صدقه وإنصهار بريقه فى مستنقع الزيف والكذب الأسود والتمثيل الردئ.
التعليقات