طلال سلامة من روما: انه من أسوأ الكوابيس التي تهز أحلام أطباء علوم الأورام الخبيثة والمرضى معاً. نحن نتحدث عن إصابة هؤلاء المرضى بنفس السرطان بعد أن عانوا طويلاً لاستئصاله جراحياً وكيميائياً من جسمهم. فالسرطان يعود لأن جذوره بالجسم لم تمت بعد! في ما يتعلق بسرطان الدم الليمفاوي الحاد فانه يبدو أن الإيطاليين وجدوا طريقة لاستئصاله من جذوره.
بالفعل نجح العلماء الإيطاليين في اكتشاف سر quot;خلودquot; خلايا المنشأ السرطانية أي تلك الخلايا التي تعتبر جذور السرطان ومستودعه الإنتاجي اللامتناهي مما يجعل الشفاء منه أعجوبة. يدعى هذا السر البروتين quot;بي 21quot; (P21) المصنف كبروتين (pit stop) في الدورة الخلوية. في التفاصيل، يقوم هذا البروتين بوقف تكاثر خلايا المنشأ السرطانية مؤقتاً ليعطيها بالتالي وقتاً لتصليح حمضها النووي الخاص قبل استعادة أنشطتها مجدداً أي إعادة إنتاج الخلايا السرطانية.
وساهم في اكتشاف هذا البروتين الباحثون في المعهد الأوروبي لعلوم الأورام(قسم علوم الأورام المختبري) بالتعاون مع أبرز الجامعات الإيطالية كما جامعة ميلانو. وساهمت وزارة الصحة في تمويل هذه الدراسة الهامة دولياً.
وتشير نتائج الدراسة الإيطالية الى أن استهداف البروتين quot;بي 21quot; في خلايا المنشأ السرطانية(كافة أنواع سرطانات الدم) آل الى إسكات ميزة هامة للغاية في هذه الخلايا، هي الخلود أي البقاء على قيد الحياة لمدة زمنية غير محدودة. من دون هذا البروتين، بدأت الأضرار تتراكم على خلايا المنشأ السرطانية(خصوصاً الجينوم) مما أدى الى موتها.. سوية مع السرطان.
التعليقات