كامل الشيرازي من الجزائر : قال البروفيسور الجزائري عبد المجيد عطار، أنّ 35 بالمئة من مرضى البروستات في بلاده يموتون بعد سنتين، وأوضح عطار المختص بأمراض الكلى، أنّ آخر الدراسات أثبتت أنّ سرطان quot;البروستاتquot; يكون مميتا بعد سنتين لدى فئة الرجال الذين يكتشف إصابتهم به في مرحلته المتقدمة، علما أنّ هذا المرض الشائع الانتشار في الجزائر بات يشكل ظاهرة هناك بعدما تضاعف عدد المصابين به في السنوات الأخيرة.
وأضاف البروفيسور عبد المجيد عطار على هامش الندوة المغاربية الثالثة حول quot;سرطان البروستات و أمراض الكلىquot; التي تحتضن أشغالها مدينة وهران الجزائرية، أنّ متابعات أجراها مختصون توصلت أيضا إلى أنّ الفئة الغالبة من الرجال الذين يكتشف إصابتهم بسرطان البروستات في مرحلة متأخرة يكون سببا في وفاتهم بعد خمس سنوات على أكثر تقدير.
ويبحث 600 أخصائي من الجزائر وتونس والمغرب وفرنسا، برسم الندوة العلمية المذكورة، سبل التصدي لسرطان غدة البروستاتا، والتطرق إلى جملة من المحاور والإشكالات الطبية الراهنة المرتبطة بهذا الداء والطرق الحديثة في علاجه والتقنيات الجديدة في ميدان جراحة الكلى.
وذكرت تقارير قبل فترة، إنّ سرطان غدة البروستات بات ثاني متسبب في وفيات الرجال في الجزائر بعد سرطان الرئة، وأوضح البروفيسور قادة بوعلقة أنّ الرجال صاروا مهددين قبل أي وقت سابق بالإصابة بهذا الورم الخبيث، حيث يصاب بداء البروستات أكثر من ثلاثة آلاف رجل سنويا وهو رقم كبير جدا مقارنة بدول الجوار، ويفوق عدد المتوفين بسرطان المثانة والبروستات الــ2000 رجل كل عام.
ويجمع أطباء على أنّ هذا الداء قابل للشفاء في حال تشخيصه بشكل مبكر، حتى وإن ستظل آثاره مزعجة، بحكم أنّ إصابة غدة البروستاتا الصغيرة الموجودة على شكل حبة جوز والتي تنتج السائل المنوي، تهدد القدرات الجنسية للرجال، بحيث يصبح هؤلاء ضعيفين جنسيا أو مفرطين جنسيا.
وأكد الدكتور محمد الهادي جابري أنّ التشخيص المبكر لسرطان البروستات يفرض متابعة الطبيب المعالج للمرضى اعتبارا من الـ50 عاما أو أقل إذا كانت هناك علامات خطر للإصابة بالسرطان، بإجراء الفحص المبكر لسرطان البروستات والدم للتأكد من وجود مضاد نوعي بروستاتي.، بينما يلّح البروفيسور قادة بوعلقة من جهته، على حتمية التشاور والتنسيق المستمر بين الجراحين وأطباء الأمراض البولية وكذا المختصون في الأمراض السرطانية والعلاج بالأشعة، فضلا عن الخبراء في الطاقة الإشعاعية، بهدف تكفل ناجع وفعّال بهذا المرض.
وتقول الدراسات أنّ سرطان البروستات بما ينطوي عليه من نمو عشوائي مستمر شاذ، وانقسام وتبعثر الخلايا بشكل غير مرغوب مكونة ورمًا في غدة البروستاتا، يمكن علاجه عن طريق تكثيف الغذاء الذي يحتوي على الخضار والفواكه وكذا الثوم والبصل والأسماك، بجانب عدم الإكثار من أكل اللحوم الحمراء والكثيرة الدسم، كما ينصح خبراء بتناول الطماطم المطبوخة، كصلصة الطماطم، لأنّ ذلك يخفف من احتمالات إصابتهم بسرطان البروستاتا أقل من الذين لا يتناولون كميات مماثلة من الطماطم بحوالي 20 بالمئة، تبعا لكون المركب الرئيس لايكوبين(Lycopene) يلعب دورا مضادا لسرطان البروستات، بما يتوفر عليه من قوة طبيعية مضادة للأكسدة.