طلال سلامة من روما: يعتبر سرطان الميلوما، أي سرطان خلايا المناعة بالدم، من أصعب السرطانات التي يمكن للإنسان مواجهتها. كما أن الجيل الأول من الأدوية المستعملة لمحاربته، الرامي الى تنظيم عمل جهاز المناعة، محدود المفعول وله أعراض جانبية كما تلف الأعصاب والامساك والنوم العميق. لكن الباحثين الإيطاليين في مستشفى quot;سان جوفاني باتيستاquot; بمدينة تورينو نجحوا في عرض علاج، يستند الى ثلاثة أدوية، من أجل تمديد فترة بقاء المرضى على قيد الحياة الى جانب مضاعفة إمكان استجابة خلايا المناعة المصابة بالسرطان لهذا الخليط الصيدلاني الجديد مقارنة بالعلاجات السابقة المعيارية. لغاية اليوم، يكمن العلاج الأكثر فاعلية لمحاربة سرطان نخاع العظم هذا، الذي يصيب سنوياً نحو خمسين ألف ايطالي، في زرع خلايا المنشأ. بيد أن عملية الزرع معقدة وأكثر من نصف المصابين بهذا السرطان لا يمكنهم تحمل العملية كون أعمارهم تتخطى 65 عاماً أم أنهم مصابين بأمراض أخرى تفرض على الجراحين الحذر الشديد.

للأسف، فان الخليط الصيدلاني المؤلف من دواءين، هما quot;بريدنيزونquot; وquot;ميلفالانquot;، لا يعطي دوماً نتائج مرضية. لذلك، فان المرحلة الثالثة من الدراسة الدولية quot;فيستاquot;، التي ترى مشاركة بحثية إيطالية مكثفة داخلها، تشير الى أن استعمال الدواء quot;بورتيزوميبquot;(جسم مضاد أحادي النواة) سوية مع الخليط الصيدلاني المذكور في الأعلى، أي العلاج المعياري المعتمد عليه منذ سنوات عدة، يساهم في تمديد حياة المرضى بصورة لافتة مقارنة بمحصول العلاج المعياري. هكذا، فإننا نحصل على خليط، مكون من ثلاثة أدوية بدلاً من دواءين اثنين، قادر على تحسين استجابة خلايا الدم المسرطنة للعلاج بنسبة 74 في المئة مقارنة ب33 في المئة السابقة.

ان إضافة دواء quot;بورتيزوميبquot; الى العلاج المعياري يعتبره الباحثون الإيطاليون خطوة أمامية هامة لا تضمن تمديد حياة المرضى فحسب إنما تساعد كثيراً في تحسين نمط حياتهم وذلك بفضل تقليص الكتلة الورمية بصورة ثابتة.