استطاع علماء أميركيون تحويل الخلايا الجذعية البشرية الى سائل منوي وبويضات في مراحل تكوينها الاولى، ما يعني أن الخلايا الجذعية فتحت من خلال ذلك باب الامل لمعالجة العقم، وهذا سيسمح بدراسة خلايا الإنسان التناسلية من اللحظة التي تتكون فيها بداخل الأجنة إلى أن تصبح بويضات وسائل منوي مكتملة النضوج، وقد يقود أيضًا إلى تطوير علاجات قادرة على تصحيح تشوهات النمو قبل ولادة الطفل.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: تمكن علماء أميركيون من تحويل الخلايا الجذعية البشرية إلى سائل منوي وبويضات في مراحل تكوينها الأولى، في واحدة من الدراسات التي تبشّر بمنح الأطباء رؤية ثاقبة وغير مسبوقة في الأسباب التي تؤدي للإصابة بالعقم. ويفيد الباحثون بأن كشفهم الجديد هذا سيسمح بدراسة خلايا الإنسان التناسلية من اللحظة التي تتكون فيها بداخل الأجنة وإلى أن تصبح بويضات وسائل منوي مكتملة النضوج. ويلفت الباحثون في هذا الشأن إلى أن فهمهم لتفاصيل الطريقة التي تنمو من خلالها البويضات والسائل المنوي سيساعدهم على تطوير طرق علاجية للأشخاص الذين يعانون من العقم عندما تسير العملية بصورة خاطئة. ويشيرون إلى أن دراستهم قد تقود أيضًا إلى تطوير علاجات قادرة على تصحيح تشوهات النمو قبل ولادة الطفل.
ومن المعروف أن مَوَاطن الخلل الجيني التي تحدث باكرًًا في عملية نمو البويضات والسائل المنوي تعتبر من الأسباب الرئيسية للإصابة بالعقم لدى الرجال والسيدات. ورغم ذلك، لا يزال من المستحيل دراسة العملية من الناحية العملية حتى الآن، وذلك لتكون الخلايا الجنسية في وقت باكر، قبل أن يتمم الجنين أسبوعه الثاني. وتنقل صحيفة الغارديان البريطانية في هذا الإطار عن سوزان شورين، من المعهد الوطني لصحة الطفل والتطور البشري الذي شارك في تمويل البحث، قولها :quot; يفتح هذا الكشف نافذة جديدة فيما تم النظر إليها أخيرًا فقط على أنها مرحلة خفية في تطور البشريةquot;.
وتمضي الصحيفة لتشير إلى أن طاقمًا بحثيًا بقيادة رينيه ريجو بيرا من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأميركية نجح في تطوير تقنية جديدة تقوم بتحويل الخلايا الجذعية للأجنة البشرية إلى اللون الأخضر عندما تبدأ في النمو إلى سائل منوي وبويضات. وبعد عزلهم للخلايا التناسلية، قام العلماء بتحديد الجينات التي تجعلها تنمو بشكل صحيح عن طريق إيقاف وتشغيل الجينات المختلفة. وفي معرض تعليقهم على نتائج دراستهم في مجلة الطبيعة، وصف الباحثون الدور الذي يقوم من خلاله جين يعرف بـ quot; DAZLquot; في تكوين الخلايا الجنسية منذ البداية. ومن ثم يتم تهيئة نوعين من الجينات ذات الصلة في وضعية التشغيل لاحقًا لتوجيه الخلايا إلى مرحلة النضج الكامل.
وفي الدراسة الحالية، اكتسب العلماء نظرة ثاقبة في الوظائف التي تقوم بها ثلاثة جينات في صلب تخصصهم. من جانبه، قال دكتور دراين غريفين، اختصاصي علم الوراثة في جامعة كينت البريطانية، إن الأهمية التي حظي بها البحث الجديد تمثلت في فتحه الطريق أمام الباحثين لدراسة نمو البويضات والحيوانات المنوية البشرية في أحد الصحون، بدلاً من التقيد بالاعتماد على الأنسجة التي يتم أخذها من الحيوانات أو إزالة أجزاء من الغدد التناسلية للأشخاص.
وتابع بقوله :quot; من الممكن أن يتم في المستقبل دراسة مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، بما في ذلك آثار الملوثات على درجة الخصوبة لدينا. وعبر فهمنا فقط لمثل هذه العوامل على مستوى علمي قاعدي، سيكون بوسعنا أن نأمل في تطوير علاجات وتشخيصات جديدة، تتميز بكونها على درجة عالية من الفاعليةquot;. أما آلان باسي، اختصاصي الجراحة الاندرولوجية بجامعة شيفلد الإنكليزية، فقال :quot; قد يساعدنا هذا في نهاية المطاف على إيجاد علاج لعقم الرجال. ولا يجب أن يتم ذلك بالضرورة عن طريق تحضير السائل المنوي في المعمل ndash; لكن من خلال تحديد أهداف جديدة للعقاقير أو الجينات التي تحفز على عملية إنتاج الحيوانات المنوية كي تتم بصورة طبيعية. ورغم أن الطريق مازال طويلاًً في هذا الاتجاه، إلا أنه واحدًا من الأحلام التي تستحق الثناءquot;.
التعليقات