أعلنت منظمة الصحة العالمية أن التدخين يسهم في وفاة 5 ملايين نسمة على الأقل سنويا، وقالت إن هذا العدد عرضة للارتفاع في حال لم تتخذ الدول المزيد من الإجراءات والتدابير لمكافحة التدخين.
واشنطن: لا يزال التبغ يمثّل أهمّ أسباب الوفاة التي يمكن توقيها، إذ ما فتئ يودي بحياة أكثر من خمسة ملايين نسمة كل عام. ويشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية، هو الثاني بشأن وباء التبغ العالمي، إلى إمكانية ارتفاع عبء الوفيات السنوية إلى ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات عاجلة لمكافحة وباء التبغ. ومن المتوقع أن تحدث أكثر من 80% من تلك الوفيات المبكّرة في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل- وهي، تحديداً، أقلّ البلدان قدرة على الصمود وتحمّل تلك الخسارة الهائلة في الأرواح.
وقد تناول التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية وفاة ما يقارب من 600,000 شخص سنوياً بسبب التدخين السلبي (الجلوس إلى جانب شخص يدخن) ، أي أن أكثر من نصف مليون شخص يلقون حتفهم بسبب التدخين ولكن دون أن يكونوا مدخنين.
وأبلغت المنظمة ، بأنّ قوانين منع دخان التبغ بصورة كاملة لم تشمل إلاّ 5.4% من سكان العالم في عام 2008، بعدما شملت 3.1% من السكان في عام 2007.
ويعني ذلك أنّ 154 مليون نسمة لم يعودوا معرّضين لأضرار دخان التبغ في أماكن العمل والمطاعم والحانات وغير ذلك من الأماكن العامة الموجودة داخل المباني. وقد تمكّنت سبعة بلدان، هي كمبوديا وجيبوتي وغواتيمالا وموريشيوس وبنما وتركيا وزامبيا، من تنفيذ قوانين منع دخان التبغ بصورة كاملة في عام 2008، وبالتالي أصبح العدد الإجمالي للبلدان التي تنفذ تلك القوانين 17 بلداً. وترد هذه النتائج، وغيرها من النتائج، في تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن وباء التبغ العالمي، 2009.
وقال الدكتور علاء العلوان، المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة الأمراض غير السارية والصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية، quot;على الرغم من أنّ الأرقام تشير إلى إحراز بعض التقدم، فإنّ بقاء أكثر من 94% من الناس دون حماية بقوانين منع دخان التبغ بصورة كاملة من المؤشرات على ضرورة بذل المزيد من الجهود في هذا المجال. فلا بدّ من اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الناس من الوفاة والمرض نتيجة تعرّضهم لدخان التبغ.quot;
وقد اختارت منظمة الصحة العالمية التركيز، في تقريرها، على البيئات الخالية من دخان التبغ بسبب الأضرار التي يخلّفها دخان التبغ غير المباشر الذي يؤدي، كل عام، إلى وقوع 600000 من الوفيات المبكّرة وعدد هائل من الأمراض التي تسبّب العجز والتشوّهات وإلى خسائر اقتصادية تُقدّر بعشرات المليارات من الدولارات الأمريكية.
وأضاف الدكتور العلوان قائلاً quot;ليس هناك مستوى مأمون فيما يخص التعرّض لدخان التبغ غير المباشر. وعليه لا بدّ للحكومات من اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعوبها. ومن الموارد الأساسية في هذا الصدد تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن وباء التبغ العالمي، 2009.quot;
كما يولي التقرير اهتماماً خاصاً للمادة 8 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، التي تتناول مسألة الحماية من التعرّض لدخان التبغ. وقد صادق نحو 170 بلداً على الاتفاقية الإطارية التي بدأ نفاذها في عام 2005.
كما يورد التقرير الجهود التي تبذلها البلدان من أجل تنفيذ برنامج السياسات الست (MPOWER)، الذي بدأت منظمة الصحة العالمية الأخذ به في عام 2008 لمساعدة البلدان على تنفيذ بعض من تدابير الحدّ من الطلب الواردة في الاتفاقية الإطارية ودلائلها الإرشادية.
التعليقات