طلال سلامة من برن (سويسرا): ان 50 في المئة من حالات وفيات الأطفال، حول العالم، يعود سببه الرئيسي الى سوء التغذية. ولا تتركز هذه الحالات في الدول الفقيرة فحسب انما هي ظاهرة عالمية تشمل كذلك الدول الصناعية المتقدمة والغنية. هذا ما يفيدنا به باحثون سويسريون، من كافة الجامعات السويسرية، الذي يشاركون في ادارة برامج التغذية التابعة لبرنامج quot;وورلد فود بروغرامquot; في منظمة الأمم المتحدة.

في أغلب الأوقات، تحوم شكوك حالات وفيات الأطفال حول نظريات غير عملية ومن ضمنها التهابات الأمعاء والالتهابات التنفسية الحادة. في الحقيقة، فان السبب الرئيسي لهذه الوفيات يعود الى سوء التغذية التي قد تكون غير مرئية، في البداية. مقارنة بعام 2007، فان الأطباء والباحثين نجحوا اليوم في تحديد على من ينبغي أن تتركز أنظارهم وبالتالي متابعتهم. اذ ينبغي معالجة مشكلة سوء التغذية منذ ولادة الطفل ولغاية أن يصل عمره الى سنتين اثنتين! بعد ذلك، فانه من غير الممكن خوض أي تدخل علاجي كون أضرار سوء التغذية تضحي غير قابلة للانعكاس!

على سبيل المثال، فانه من الصعب التدخل لصالح تحسين طول قامة الطفل ونموها طبيعياً ان تعرض لسوء تغذية، أهمل الأهل علاجها. علاوة على ذلك، يوجد أضرار أخرى، تحيط الطفل لاحقاً، كما أخطار الاصابة بالبدانة وأمراض الأوعية القلبية وأمراض مزمنة أخرى، كما السكري. كما أن المصاب بسوء تغذية لديه قدرات فكرية متدنية جداً مقارنة بالأصحاء، الذين يتبعون نظاماً غذائياً سليماً، ومستوى انتاجية أقل.