الياس توما من براغ : أكدت دراسة صحية تشيكية حديثة أن توفر العزيمة النفسية لدى النساء اللواتي يصبن بمرض سرطان الثدي يؤثر بشكل كبير على نتائج معالجة هذا المرض الذي يصيب سنويًا نحو مليون امرأة في العالم أما في تشيكيا فيصاب به سنويًا أكثر من ستة ألاف امرأة ولاسيما بعد تجاوزهن سن الخمسين. وأشارت الدراسة إلى أن 75 بالمئة من النساء اللواتي يقررن مواجهة المرض بعزيمة قوية نجحن في العيش حياة أطول بعشرة أعوام من النساء اللواتي وقعن فريسة للإحباط من جراء هذا المرض .
ويشدد الدكتور مارتين كورجان من العيادة العصبية في مستشفى موتول في براغ الذي ساهم في الدراسة أن المريضة لا تحتاج فقط إلى علاج طبي شامل وإنما إلى دعم نفسي خلال مرضها.
وأكد أن من الأمور الحاسمة لضمان معالج ناجحة لهذا المرض امتلاك المريضة الإرادة للتصدي له وعدم الاستسلام ، كما أن من الأهمية بمكان الاستقلالية والإشراف التام على الحياة والانفتاح نحو المستقبل والاستعداد للتعلم وفي هذا المجال فان مساعدة الأهل والأقارب يعتبر جوهريا .
و تشدد الدراسة على أهمية التواصل بين المريضة من جهة وبين أقاربها والطبيب المعالج من جهة أخرى لان المريضة بحاجة إلى أن تعرف أن هناك من يهتم بها ومستعد للإنصات لها مؤكدة أن الإنصات إليها هو أكثر أهمية بالنسبة لها من معرفة الإجابات على الأسئلة التي تتعلق بتطور المرض .
وتشير الدراسة إلى أن المريضة تشعر بأنها تتواجد في وضع مختلف عن بقية النساء بعد إصابتها بهذا المرض ولهذا تحتاج إلى الدعم النفس والمعنوي من الأقارب والأصدقاء أما المظاهر التي ترافق هذا المرض مثل البكاء المتكرر والتأثر العلني بما يتم مشاهدته في التلفزيون أو سماعه فهو من الأمور التقليدية المصاحبة لهذا المرض ولذلك فان قمع وكبت هذه المشاعر ليس مظهرا من مظاهر الشجاعة .
وتنصح الدراسة الأهل والأقارب بالقيام بتشجيع المصابة بالمرض على الاهتمام بنفسها وإبداء الإعجاب بها وبإرادتها وإعطائها الانطباع بأنكم لاحظتم بأنها تبدو بشكل أفضل مع التعبير عن فرحكم من هذا الأمر كما تنصح الدراسة الأهل والأقارب بالقيام بإشراك المريضة بنفس النشاطات التي يقومون بها والتي لا يكون لها علاقة بالمرض وبإمضاء ساعات طويلة معها رغم تحسن وضعها الصحي .
وتشدد الدراسة على أن المريضة لا يتوجب عليها التوقف عن التسلية والتمتع بمظاهر الحياة بل على العكس من ذلك فكلما أمضت وقتا سعيدا كلما ازداد الاهتمام لديها للعيش عمرا أطول .
وترى الدراسة أن مساعدة الطبيب النفسي للمريضة التي تصاب بسرطان الثدي أمر لا يمكن الاستغناء عنه لان الطبيب يساعدها ليس فقط قبل إجراء العملية الجراحية وإنما يشجعها أيضا من خلال تدخلاته في اللحظات الصعبة كما انه يمكن له أن يستخدم التنويم المغناطيسي في الأوضاع التي تتطلب ذلك .
وتنبه الدراسة إلى أن سرطان الثدي يعكر ليس فقط الحياة الشخصية وإنما أيضا الحياة الجنسية للمريضة فالنساء المريضات يخشن من تبدل في شعورهن وتحسسهن الجنسي أثناء تلقيهن العلاج الكيماوي وتحت تأثير التوتر القائم من التشخيص والمعالجة والتغييرات التي تحدث في أجسامهن بعد إجراء العملية الجراحية ( إزالة الثدي ، فقدان الشعر ...) ولهذا يتوجب على الأطباء المعالجين التحدث بصراحة عن هذه الأمور مع المريضات قبل بدء علاجهن .
وتشير الدراسة إلى أن الرجال يمكن أن يصابوا أيضا بمرض سرطان الثدي غير أن ذلك يحدث بشكل نادر أما عدد النساء التشيكيات اللواتي يتوفين من جراء سرطان الثدي سنويا فيبلغ نحو 2000 امرأة
وتؤكد الدراسة أنه على الرغم من تنامي عدد التشيكيات اللواتي يصبن بهذا المرض سنويًا فان نحو ثلثي عدد المصابات به يتم علاجهن بشكل ناجح بفضل استخدام التقنيات الحديثة في الطب في هذا المجال وبسبب الفحوص الوقائية التي تتم للنساء مجانا في البلاد بعد تجاوزهن سن الخامسة و الأربعين .
التعليقات