محمد حميدة من القاهرة : اعتبر خبراء ومتخصصون فى الصحة ان الدروس الخصوصية تمثل ابرز تحدٍ لخطة الدولة لمواجهة أنفلونزا المكسيك اتش1ان1، وطالبوا بضرورة منع مراكز الدروس الخصوصية لما تمثل بيئة خصبة لانتشار الفيروس بسبب الكثافة الطلابية بها والتي تعادل كثافة الفصول فى المدارس. وقال الدكتور إبراهيم موسى أستاذ التحاليل لإيلاف ان مراكز الدروس الخصوصية المنتشرة فى مصر تمتاز بالكثافة العددية الكبيرة كما أنها ليست مجهزة، وهو ما يشكل خطورة بالغة على صحة التلاميذ وسهولة إصابتهم بالفيروس، وأكد على ضرورة قيام الدولة بإغلاق هذه المراكز لأنه من المتوقع ان يزيد الإقبال عليها بشكل كبير فى حال إغلاق المدارس او تأجيل الدراسة .

وتنتشر مراكز الدروس الخصوصية فى مصر بصورة كثيفة، منها ما يعمل فى إطار رسمي وبترخيص من وزارة التربية التعليم، ومنها لا يعمل من دون ترخيص، ويقبل عليها الطلاب بأعداد كبيرة لانخفاض أسعارها مقارنة بالدروس الخصوصية الأخرى التى يقوم فيها المدرس بزيارة الطلاب بمنازلهم فى المدن او الذى يأتى اليه الطلاب كما هو معمول به فى القرى والريف. وتزيد كثافة الطلاب فى هذه المراكز بصورة لا تقل كثيرًا عن كثافة الفصول، وقد يتواجد أكثر من 30 طالبًا فى مكان غير مجهز ويفتقد الى التهوية وهو ما يعتبر بيئة خصبة لانتشار الفيروس بحسب الاختصاصيين .

لكن يحذر فريق آخر من إغلاق هذه المراكز لأنها قد تؤدى على الجانب الأخر الى حدوث طفرة فى الدروس الخصوصية الأخرى التى تحاربها وزارة التربية والتعليم. فمن جانبه قال مصدر مسؤول في أحد الإدارات التعليمية بالجيزة ndash; طلب عدم ذكر اسمه ndash; انه ليس مع إغلاق هذه المراكز لكن مع وضع ضوابط عليها، لان هذه المراكز تعتبر جزءًا مكملاً للعملية التعليمية فى المدارس وتحصيل الطلاب، كما أنها لا تشكل عبئًا كبيرًا على اولياء الامور من الناحية المادية مقارنة بجلب المدرسين الى منازلهم . وطالب المصدر بتقليل الكثافة الى اقل من 15 طالب فى الحصة الواحدة .

وفى السياق ذاته أكد أولياء أمور لإيلاف ان أسعار الدروس الخصوصية بالقاهرة شهدت ارتفاعًا واضحًا خلال الساعات القليلة الماضية على خلفية قرار الرئيس مبارك بتأجيل الدراسة هذا العام فى حالة التأكد من تفشى المرض بالمدارس. واستغل عدد من المعلمين والمراكز المتخصصة فى الدروس تخوف أولياء الأمور من إصابة أبنائهم بالمرض أثناء الدراسة واحتمالات التأجيل، فقاموا برفع أسعارهم لتصل إلى قيمة تقارب قيمتها نفسها فى أيام الامتحانات.

ويبدو أن هناك تحديًا أخر يهدد بانتشار الفيروس ويحتاج أيضًا الى إجراء ايجابي وهى دور الحضانة كما يقول الدكتور ابراهيم موسى، مطالبًا أيضا بتحديد موقف حضانات الأطفال فى المرحلة المقبلة، ووضع خطة لمواجهة الفيروس، مشيرًا الى انها تشكل بيئة خصبة لانتشار الفيروس بين الأطفال لا تقل خطورة عن المدارس او مراكز الدروس الخصوصية. والمشكلة ان الحضانات لا تخضع لاشراف وزارة التعليم وهو ما يصعب من السيطرة عليها.

وكانت الحكومة المصرية قد اتخذت قرار بتأجيل الدراسة فى المدارس لمدة أسبوع على ان تبدأ يوم 3 اكتوبر، لتوفير فرصة لمراجعة الخطة وتوفير الموارد المادية والبشرية اللازمة لتنفيذها وضمان وصولها الى المدارس .

ومن جانبه أكد مصدر مسؤول في وزارة الصحة انه تم الاتفاق بين وزارتي الصحة والتعليم على إغلاق مراكز الدروس الخصوصية التى تزيد كثافة الطلاب بها عن كثافتهم داخل المدارس ، وفى حالة عدم التزامها بتقليل الكثافة الطلابية وتطبيق الإجراءات الوقائية ضد المرض. واشار ان وزارة الصحة نسقت مع وزارة الإعلام لبث جميع المواد الدراسية على القنوات التعليمية حتى يمكن للطلاب متابعة المناهج فى حال صدور قرار كلى او جزئى بإغلاق المدارس بسبب تفشى المرض . وقد يطرأ تعديلا على جداول الدراسة والامتحانات -بحسب المصدر - وفقًا لتطورات المرض مؤكدًا انه سيكون هناك مرونة كافية من اجل الصالح العام.