يظل الجدل مستعرا حول مخاطر وسائل الاتصال والترفيه الحديثة خاصة لدى الصغار. على أن بحثا معيّنا يدق نواقيس الخطر لأنه يحذر من أن تمضية الأطفال أوقاتا طويلة ومنتظمة في ألعاب الفيديو قد يعرضهم للإصابة بالخرف الذي يرتبط عادة وفقط بالتقدم في العمر.
_________________________________________________________

حذرت البارونة البريطانية سوزان غرينفيلد، التي تعد أبرز أخصائيي الأمراض العصبية في العالم، من أن إدمان ألعاب الفيديو قد يؤثر سلبا على أدمغة الصغار ويتركهم عرضة ndash; بين مخاطر أخرى - للخرف المبكر. وتضيف قولها إن الأمر لا يقتصر على الألعاب وحدها وإنما يكمن الخطر أيضا في مجرد الجلوس طويلا أمام الكمبيوتر لتصفح مواقع مثل laquo;فيس بوكraquo; وlaquo;تويترraquo;.


وقالت البارونة أمام مؤتمر ضم لفيفاً من العلماء في دورسيت الانكليزية إن laquo;الإدمان غير الصحي على التكنولوجيا الحديثة قد يعيق عمل مختلف الروابط في الدماغ بما يؤدي الى شيء أشبه ما يكون بـlaquo;تفجير عبوة ناسفة فيه. وبشكل عام فقد تعالت أصوات الجدل مع حقيقة أن الصغار يمكثون حوالي ألفي ساعة في السنة في المتوسط (حوالي 5.4 ساعة في اليوم) أمام شاشة الكمبيوتر. وقالت البارونة غرينفيلد، وهي مديرة سابقة للمعهد الملكي، أقدم مؤسسة بحيثية من نوعها في العالم، إنها تقر بأن أنواعا معينة من التكنولوجيا مفيدة لتنمية القدرات الإبداعية عند الصغار.

لكنها أضافت، في ورقتها بعنوان laquo;مستقبل العقل وعقل المستقبلraquo;، إن قناعتها هي أن أثر ألعاب الفيديو النهائي على الأدمغة اليافعة laquo;سلبيraquo;. وقالت إن تكنولوجيا الكمبيوتر الحديثة والمثيرة تنشّط العقل ونطام عمله بطريقة تقوده الى الإدمان. وهذا الإدمان يؤدي بدوره الى عرقلة عمل الروابط التقليدية وإضعاف أثرها شيئا فشيئا الى درجة تعطلها نهائيا في ما يشبه laquo;تفجيرهاraquo;. ويترجم هذا نفسه الى الافتقار الى القدرة على التركيز والتصرفات الحمقاء غير المتوقعة... وفي قمة هذا يكون العقل laquo;الجديدraquo; قد دخل مرحلة لا يمكن تصنيفها الا بعتبارها laquo;خرفاraquo;.

على أن البارونة لم تكشف عن أي بحوث تشير بشكل جلي الى رابط مباشر بين أنواع تكنولوجيا الكمبيوتر الجديدة والتدهور العقلي الذي يصّنف في خانة الخرف. ولهذا سارع عدد من العلماء الى تطمين الآباء الى سلامة عقول أبنائهم في عصر الشاشات الشخصية هذا. وقال البروفيسير مارك غريفيث، عالم النفس ومدير مركز أبحاث ألعاب الفيديو بجامعة نوتنغهام ترينت، إنه لا يحيط علما بأي ألعاب كمبيوتر قادرة على التأثير على العقول اليافعة بالنحو الذي ورد في دراسة البارونة. وأضاف قوله: laquo;يمكن المجادلة بأن العكس صحيح، وأن هذه الألعاب إنما هي خير وسيلة لتنشيط العقلraquo;. ومع ذلك فقد استدرك قائلا: laquo;لكن هذا ينطبق فقط في حال الاعتدال في الجلوس الى الشاشة. ولا ينكر أحد أن الإفراط في هذا الأمر يقود الى الإدمان الذي تحدثت عنه البارونة وبالتالي الى عواقب لا تحمد عقباهاraquo;.