جاء في دراسة حديثةأنّ الأطفال اليافعين بعمر الستّ سنوات والذين يمضون قسطًا كبيرًا من وقتهم أمام التلفاز أو الحاسوب يظهرون إشارات مبكرة للإصابة بأمراض القلب وضغط الدم المرتفع.

____________________________________________________________________________________

وفقًا لصحيفة التلغراف, وجد الباحثون أنّ تمضية كل ساعة إضافيّة أمام الشاشة قد يرتبط بزيادة ضغط الدم بنسبة 10 في المئة مستقبلا. واكتشف العلماء أن الأطفال الذين يمضون وقتهم في مشاهدة التلفاز تكون شرايينهم أكثر ضيقًا في خلفيّة عيونهم وهو دليل على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة فيما بعد.

وأظهرت النتائج أنّ الأطفال الذين يمضون ساعة أو أكثر في اليوم في اللعب خارج المنزل يتمّعون quot;بنسبة عاليةquot; بشرايين أوسع من شرايين هؤلاء الذين يمضون 30 دقيقة أو أقل في القيام بالنشاط نفسه. واكتشف الباحثون أنّ شرايين شبكيّة العين الخاصّة بالأطفال الذين يقومون بنشاط جسديّ أكبر بقيمة 2.2 من ألفيّة الميليمتر من هؤلاء الذين يمضون وقتهم أمام الشاشة.

يشار إلى أنّ الباحثين في quot;جامعة سيدنيquot; في استراليا نظروا إلى 1492 طفل يبلغ عمرهم ستّ و سبع سنوات في 34 مدرسة ابتدائية في سيدني علمًا أنّ الأهالي ملؤوا استبيانًا يفصّل عدد الساعات التي يمضيها أطفالهم في نشاط جسدي أو جلوسيّ قبل أن يتّخذ الباحثون صورًا رقميّة لخلفيّة عيونهم بغية قياس عرض الشرايين. وقد وجدت الدراسة أنّ الأطفال أمضوا في المعدّل حوالى أربعة أضعاف من وقتهم أمام الشاشة في كل يوم (1,9 ساعة) أطول من القيام بنشاط جسدي (36 دقيقة). غير أنّ العلماء دوّنوا أن مناخ استراليا المعتدل له تأثير على الأرجح على النتائج إذ إنّ الأطفال البريطانيين يمضون أقلّ وقت في الخارج. وقد كشفوا أيضًا أنّ كل ساعة أمام الشاشة تضيّق الشرايين في خلفيّة العيون بمعدل 1,53 من ألفية الميليمتر, الأمر الذي يؤثّر على ضغط الدم.

في هذا السياق, قال الباحث الدكتور باميني غوبيناث إنهم: quot;وجدوا أنّ الأطفال الذين يقومون بالنشاط الجسدي بنسبة مرتفعة يتمتّعون بجودة وضع الأوعية الدموية المتناهية الصغر بالمقارنة مع الذين يقومون بالنشاط الجسدي بنسبة ضئيلة. ويدل ذلك على أن نمط الحياة غير الصحيّ قد يؤثّر على الدورة الدمويّة المتناهية الصغر في بادئ الحياة ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة مستقبلاًquot;.

وأفاد الدكتور غوبيناث أن تمضية الوقت الزائد أما الشاشة يرتبط بنشاط جسدي أقل وعادات أكل غير صحية وزيادة في الوزن. وأضاف قائلاً إنّ: quot;استبدال ساعة أمام الشاشة بنشاط جسدي قد يكون فعالا في منع آثار الركود في أوعية الشبكية المتناهية الصغر لدى الأطفال. ولا بدّ من تعزيز اللعب الحرّ ولا بدّ للمدارس إدراج ساعتين من النشاط الجسدي في الأسبوع لدى الأطفال. فعلى الأهالي أن يحرّكوا أطفالهم من على المقعد وقد يقودون خطى أطفالهم عبر البدء بالقيام بنشاط جسدي هم بأنفسهم. وقد وجدنا أنّ التغييرات في الشرايين تمثّل ما يحدث في باقي الجسم خير تمثيل. لذا فإنّ تواجد هذه التغييرات لدى الأطفال مثير للقلقquot;.