يقول تقرير طبي وضعه معهد بحوث امراض المعدة والامعاء في سان ديغو دي شيلي ان القولون العصبي هو اضطراب في الجهاز الهضمي ينتج عنه خلل في وظيفته وألم بطن دون وجود خلل عضوي واضح، ويتم تشخيص هذه الحالة سريريا بعد استبعاد الأسباب العضوية للاعراض.
_____________________________________________________________________

يشكل القولون العصبي أحد أكثر الأمراض انتشارا واقلها وضوحا بالنسبة للاطباء، وحتى وقت قريب كان الكثير من الاطباء يعتبرون هذا المرض مجرد عارض من أعراض التوتر النفسي وليس مرضا قائما بحد ذاته. ويصيب هذا المرض الشباب أكثر من المتقدمين في السن ويبدأ غالبا قبل سن ال45 لكن هذا لا يمنع ان هناك عددا كبيرا من الكبار في السن يصابون به أيضا.

كما انه يصيب النساء اكثر من الرجال بنسبة الضعف تقريبا. وهناك مجموعتان من المرضى، المرضى الذي يشكون من آلام البطن المترافقة باضطرابات وظيفية القولون، مثل الامساك او الاسهال او الاثنين معا ونسبتهم حوالي 80 في المئة، والمرضى الذين يشكون من إسهال مزمن دون الم ويشكلون 20 في المائة من الحالات.

الم البطن

يختلف موضع وشدة ألم البطن بشكل كبيرا، اذ يمكن ان يكون في أي مكان من الجزء العلوي من البطن، ويكون على الاغلب لفترة زمنية ويأتي على شكل تشنجات( مثل المغص). كما يمكنه ان يترافق مع الام اخرى موجودة لاسباب مختلفة مثل مشاكل في المرارة.
ومن الكثير من الاحيان يكون الالم خفيفا يمكن تجاهله، لكن قد يصل الى شدة عالية تعيق الحياة اليومية، والالم لا يظهر الا خلال ساعات اليقظة، ولا يمنع المريض من النوم ، ويزداد احيانا بعد تناول الطعام او بعد التوتر النفسي، ويتحسن وضع المريض بعد التحرر من الغازا او البراز.

اضطرابات وظيفة القولون

تشكل هذه الاضطرابات العرض الاكثر تواجدا في هذا المرض. واكثر الحالات شيوعا هو تناوب الامساك والاسهال، مع غلبة احدهما على الاخر، وعندما يغلب الامساك، فمن الممكن ان يستمر لاشهر متواصلة قبل حدوث حالة الاسهال.
ويشكو مرضى القولون العصبي كثيرا من انتفاخ البطن واحتباس الغازات ويكون التخلص منها مريحا.

أعراض الجهاز الهضمي العلوي

من 25 الى 50 في المئة من مرضى القولون العصبي يشكون من عسر الهضم، وحرقة المعدة والغثيان والاقياء. وتنتج هذه الاعراض عن وجود اضطرابات ايضا في الامعاء الدقيقة، وهي تحدث خلال فترة اليقظة وليس اثناء النوم، ولا تزال الة ومسببات هذا المرض غير واضحة وغير معروفة، الا ان بعض الدراسات الحديثة اشارت الى عدة اليات من اهمها
الاضطربات الحركية والحسية للقولون
اضطرابات وظيفية في الخلايا العصبية المركزية
اضطرابات نفسية
ضغوط نفسية
عوامل مرضية داخل لمعة القولون.

العلاج

ليست هناك حمية غذائية موحدة لهذا المرض، فكل مريض ينزعج ويتأثر بانواع مختلفة من الاطعمة، لذلك عليه تفادي الاطعمة التي يكتشفها بالتجربة الشخصية. لكن هناك بعض الوصفات الطبية المفيدة منها
الملينات: تستعمل الاطعمة الغنية بالالياف والادوية الملينة لمكافحة الامساك المزمن.
مضدات التشنج: تستعمل الادوية المضادة للتشنج لعلاج الالم المغص ويفضل اعطاؤها قبل الطعام بنصف ساعة لتفادي التشنج قبل حدوثه.
مضادات الاسهال: تستعمل عند حدوث اسهال شديد، وهي متنوعة وكلها ذات مفعول مؤقت.
مضادات الغازات، تستعمل للنفخة، ومنها الفحم الطبي.
مضادات الاكتئاب: يعطي استعمال الادوية المضادة للاكتئاب نسبة عالية من التحسن قد تصل الى 80 في ا لمئة ويجب استعمالها لفترات لا تقل عن شهرين متواصلين.
اما عن الاعشاب الطبيعية التي تفيد في حالات القولون العصبي فهي: مشروب النعناع الذي يستخدم كعلاج فعال لامراض القولون، نظرا لاحتوائه على زيوت طيارة تساعد على تهدئة حركة القولون، ويفضل استخدام كبسولات زيت النعناع( المنت).
ولحماية الانسان من القولون العصبي لا بد من الانتباه الى الطعام والذي يجب ان يحتوي على الكثير من الالياف والسكريات، فهي تساعد على حركة الامعاء.