ميشيل طوب الناطق الرسمي باسم المنتدى الدولي الثالث ضد الحكم بالإعدام لquot;إيلافquot;:

quot;إلغاء المغرب للإعدام سيؤثر على دول كثيرة ولن ندعو إلى مقاطعة الألعاب الأولمبية في الصينquot;.


أجرى الحوار من باريس أحمد نجيم: يتحدث ميشيل طوب، الناطق الرسمي باسم المنتدى الدولي الثالث ضد عقوبة الإعدام، في حوار مع quot;إيلافquot; عن الآمال الكبيرة التي يعول عليها المنتدى كي يصبح المغرب الدولة الأولى في شمال إفريقيا والشرق الأوسط اللاغية لعقوبة الإعدام. كما يشرح أسباب عدم لجوء المنتدى إلى التصعيد مع الصين خلال الألعاب الأولمبية المقبلة في بيكين.

* هل أنتم راضون على نتائج المنتدى الدولي الثالث ضد الحكم بالإعدام؟
نعم إننا راضون كثيرا على نتائج المنتدى الثالث، بعيدا عن التنظيم الجيد ومشاركة 80 دولة وقرابة خمسمئة مشارك، فإن المنتدى كان موعدا مفتاحا للتعبئة ضد الحكم بالإعدام. لقد نوقشت أفكار جريئة في المنتدى وهذا كذلك مبعث ارتياح لنا.

* ما هي تجليات هذا الرضا؟
لقد دعا المؤتمرون إلى مصادقة دول أخرى على الحكم بالإعدام، كما طالب الدول التي تطبقه بعدم تنفيد الأحكام. المغرب يمثل نموذجا في هذا السياق، فمنذ سنوات لم ينفذ هذا الحكم. ميز المؤتمر بنشاط الجمعيات لحث الدول على دخول نادي الدول غير المطبقة لحكم الإعدام وعلى تبني قرار أممي.

* هل تعتقد أنه من السهولة وضع الملف أمام مجلس الأمن الدولي؟
هذا أمر صعب، لكن هناك مساندة كبيرة من مجموعة من الدول، في مقدمتها الاتحاد الأوروبي، أذكركم أن عدد البلدان المساندة لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام بلغ 85 دولة. أملنا أن تلغي هذه الدول حكم الإعدام.
أود أن أشير إلى أن المنتدى شهد نقاطا إيجابية كثيرة منها ما جرى حول الصين، لقد شارك في هذا المنتدى وبفعالية حقوقيون وجامعيون صينيون يناضلون لإيقاف تنفيد أحكام الإعدام. وهذه أول مرة يعبر فيها صينيون عن ذلك.. علينا أن نساعد وندعم هؤلاء الصينيين في نضالهم، هناك مؤشرات على تحولات في القانون الجنائي الصيني، فكل أحكام الإعدام ستبث فيها المحكمة العليا، وهذا قرار مهم سيمكننا من معرفة عدد عقوبات الإعدام المنفذة في الصين، في السابق كانت الأرقام سرية.

* المغرب كان حاضرا بقوة في المنتدى، من خلال كلمة رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ومن خلال مشاركته في الندوات، هل تعولون على المغرب كي يصبح أول بلد في شمال إفريقيا يلغي عقوبة الإعدام؟
لقد شارك معنا كثير من المغاربة في المنتدى، منهم محامون وفاعلون في المجتمع المدني. إن المغرب كان هدفا استراتيجيا لنا قبل المنتدى، نريده أن يكون أول بلد في شمال إفريقيا يلغي عقوبة الإعدام، وهو الأقرب حاليا إلى ذلك. إدريس بنزكري، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، قال إن المطالب التي قدمتها هيئة الإنصاف والمصالحة، التي كان يرأسها، إلى الملك قوبلت بشكل إيجابي. من بين تلك المطالب إلغاء عقوبة الإعدام. إنه المطلب الوحيد، من مطالب الهيئة، الذي لا يتطلب مشاكل مادية لتحقيقه. بنزكري قال إن الأمر يمكن أن يتحقق قبل الانتخابات المقبلة أو بعد الانتخابات في إطار المراجعة الدستورية.

* لكن لم يركز المنتدى كثيرا على المغرب؟
إن شمال إفريقيا والعالم العربي من المناطق الوحيدة في العالم التي ما زالت تقاوم إلغاء الحكم بالإعدام، فلو بدأ المغرب ستتبعه دول أخرى بالتأكيد. لقد كانت جيبوتي ألغت الحكم بالإعدام، لكنها ليست بمكانة المغرب، فالملك له مكانة دينية، من خلال لقبه كأمير للمؤمنين، بالإضافة إلى دوره السياسي، كما أن للمغرب قيما عالمية مثل بريطانيا وفرنسا. إننا متأكدون أن دخول المغرب لنادي الدول التي لا تطبق عقوبة الإعدام سيدفع بدول مثل موريتانيا والجزائر ولبنان إلى دخول النادي نفسه، كما أن الدول التي تعتمد الدين مصدرا للتشريع ستعتمد على الاجتهاد المغربي. هذا الطابو يمكن لبلد في حجم ومكانة المغرب أن يكسره. وأشعر أن المجتمع المغربي تقدم في هذه النقطة كثيرا على دول غربية كثيرة. هناك نقاش إيجابي قوي في المغرب، فالمجتمع المدني والسياسي أكثر نضجا.

لوحظ في البيان الختامي أن المنتدى تجنب الاصطدام مع الصين، فما هي استراتيجية المنتدى خلال الألعاب الأولمبية المقبلة لإثارة هذا الموضوع؟
منتدى باريس تجنب بالفعل أسلوب المواجهة، كما حدث في أولمبياد أطلنطا قبل سنوات. إن الدعوة إلى العقوبات وعدم مشاركة الأبطال لن يحل المشكل، نطالب أن نستثمر روح الأولمبياد، لقد أوقف اليونانيون الحروب خلال فترة الأولمبياد، وهذا ما نطمح إليه، نتمنى أن تتوقف الصين عن تطبيق أحكام الإعدام كخطوة أساسية ومهمة. سنطلب من الجميع الانخراط في هذه السياسة.
[email protected]