بطرس خوري ينتقد لـ إيلافالإعلام المسيّسفاقد المصداقيّة:
محطة آي إن بي تصويب للمشهد الإعلامي العربي

إيمان إبراهيم من بيروت: هو ابن عائلة سياسيّة، لكنّه يرفض فكرة الإعلام المسيّس، ومن هنا كانت فكرة إنشاء محطّة إخباريّة تعمل على نقل الخبر بتجرّد، فكانت محطّة ANB التي تبث من لندن إلى كافّة أنحاء العالم.
ولا ينكر الشيخ بطرس خوري أنّ محطّته ما تزال غير قادرة على منافسة باقي المحطّات الإخباريّة العربيّة في سوق الخليج العربي، من هنا كانت فكرة التخصّص بأخبار دول المشرق العربي مع اهتمام خاص بدول المغرب العربي، سبق اهتمام باقي المحطّات الفضائيّة بها.
وينتقد تسييس الخبر وإخضاعه لأهواء المعلن أو لسياسة الوسيلة الإعلاميّة، ويؤكد أن الANB ليست تابعة لأيّة دولة أو حزب أو فريق سياسي. في لقائه مع quot;إيلافquot; يتحدّث الشيخ بطرس خوري عن تطلعاته للسنوات المقبلة، خصوصاً أنّ المحطّة بدأت تحجز لها مكاناً مهماً على خارطة الإعلام في كل من العراق ودول المغرب العربي، مؤكّداً أنّ الأمر في لبنان أكثر صعوبة، مع انقسام المشهد السياسي، وركون المتلقّي اللبناني إلى المحطّات التي تناسب أهواءه السياسيّة.

تختلف محطّة ANB عن باقي المحطّات اللبنانيّة، أنّها قناة فضائيّة ما يحجبها عن بعض المناطق اللبنانيّة، لماذا لم تعملوا على استصدار رخصة لقناة أرضيّة، كما هي الحال مع المحطّات الأخرى التي تبثّ فضائياً؟
رخصة المحطّة إنكليزيّة وليست لبنانيّة، لأنّ الهدف لم يكن إطلاق محطّة تلفزيونيّة لبنانيّة، بل كان هدفنا إنشاء محطّة إخباريّة عربيّة الطابع، واسم المحطّة quot;شبكة الأخبار العربيّةquot;، وهي تهتم بكل ما يجري في العالم العربي، رغم أنّ المحطّة تبثّ من لندن. لدينا مكاتب في لبنان والعراق وتونس، والمكتب الرئيسي في لندن. مجطّتنا ليست موجّهة للبنان فقط، لكنّ الأحداث المتسارعة التي تجري في البلد منذ سنتين، أي منذ افتتاح المحطّة، جعلت الحدث اللبناني يبدو الأبرز ويطغى مع الحدث العراقي على ما عداه من أخبار المنطقة.

بعض أصحاب وموزّعي الساتيلايت في لبنان، حظّروا بثّ المحطّة على مشتركيهم، هل لهذا الحظر سبب سياسي؟
لا أعرف إذا كانت لدى هؤلاء أهدافاً سياسيةً خاصّة بهم، نحن نصنّف أنفسنا في خانة الوسط المعتدل. سياستنا الإخباريّة حياديّة ومتوازنة، فنحن ليست لدينا أيّة أهداف سياسيّة، ولسنا تابعين إلى أي حزب أو أي دولة، بل محطتنا إخباريّة تعتمد على نقل الخبر بتجرّد من دون أيّة إضافات، لكن يبدو أنّ البعض لديه مشكلة مع الحياديّة والموضوعيّة.

ألم تحاولوا معرفة ما إذا كان أصحاب الساتيلايت يتعرّصون لضغوط من قبل بعض الجهات السياسيّة، لمنع المحطّة عن بعض المناطق اللبنانيّة؟
إذا كانوا يتعرّضون لضغوطات، لن يخبرونا بطبيعة الحال.

هل صحيح أنّه طلب منكم دفع مبالغ ماليّة لبعض موزّعي الساتيلايت للسماح ببثّ المحطّة في بعض المناطق؟
لا لم يطلب منّا.

قبيل عودة الجنرال عون إلى لبنان، قامت محطّتكم بالترويج لهذه العودة، واليوم نلاحظ أنّ ثمّة ميل في أخباركم إلى جانب المعارضة التي يشكّل الجنرال جزءً مهماً منها، فهل تتبنّون مبادىء التيّار العوني فيما يتعلّق بالسّياسة الداخليّة اللبنانيّة؟
كما سبق وقلت نحن محطّة إخباريّة حياديّة بالكامل، ولا نتبنّى أي طرف سياسي في لبنان وخارج لبنان. هدفي كان إنشاء محطّة حياديّة لأنّي أؤمن أنّ أي تلفزيون يتبنّى موقفاً سياسياً يخسر الكثير من مصداقيّته.

مع التشنّج القائم في لبنان نتيجة الانقسام السياسي الحاد، أصبحت وسائل الإعلام أشبه بالناطق الرسمي باسم من تمثّله من تيارات سياسيّة، وسط انعدام الموضوعيّة هذا، هل حاولت ANB الاستفادة من خلو موقع الوسط المعتدل؟ وإلى أي مدى يشاهد المواطن اللبناني المسيّس، محطّة تقولون إنّها غير مسيّسة؟
لا شكّ أنّ المتلقّي أياً يكن انتماؤه السّياسي، يرغب بسماع الأخبار المتجرّدة من دون أيّة إضافات، ومن هنا كانت فكرة نقل الأخبار من دون تطعيمها بموقف سياسي كما يحصل الآن في لبنان. لا أنكر أنّ ثمّة مذيعين لديهم خلفيّات سياسيّة ومواقف من تيّارت معيّنة، لكنّنا لا نسمح للصحافي أو المذيع أو محرّر النشرة الإخباريّة أن يتبنّى أي موقف سياسي على حساب موقف آخر. نحن نحاول أن نرد على كل وسائل الإعلام التي تسيّس الخبر، الإعلام هو خدمة للمتلقّي، لكن لسوء الحظ في لبنان والعالم العربي الخبر يتبع أهواء وانتماءات الوسيلة الإعلاميّة، بحيث أنّ الخبر نفسه يختلف جذرياً باختلاف المنابر التي تنقله.

تميّزتم خلال حرب تمّوز بتغطيتكم، خصوصاً في فترات الفجر حيث كانت تتوقّف المحطّات الإخباريّة عن تغطية عمليات القصف، غير أنّ المحطّة ظلمت حيث تمّ التركيز على قناتي quot;العربيّةquot; وquot;الجزيرةquot; فحسب، لماذا لم تأخذ الANB حقّها بعد؟
القنوات الإخباريّة موجّهة إلى جمهور معيّن، جمهور مهتم بالبرامج السياسيّة والإخباريّة، كما أنّ عمر المحطّة لا يتجاوز السنتين، ولا يقارن بعمر باقي المحطّات الفضائيّة. مايزال أمامنا بعض الوقت لنخرق ونصبح أكثر انتشاراً.

هل أنصفت برأيكم المحطّات الإخباريّة العربيّة الحدث اللبناني؟
أحياناً ثمّة مبالغات تخدم مصالح الدول التي تتبعها هذه المحطّات، في لبنان أيضاً الإعلام يعتمد سياسة تضخيم الأحداث بما يخدم مصلحة كل تيّار سياسي.

تهتم المحطّة بالمشرق العربي والمغرب العربي، مع تغييب لأخبار الخليج، ما السّبب؟
بالفعل نحن مهتمون باخبار لبنان، العراق، فلسطين ودول المغرب العربي بالدّرجة الأولى. في العراق تحتل المحطّة مركزاً متقدّماً حيث أبرزت آخر الإحصائيات حلولنا في المراتب الأولى بين المحطّات العراقيّة. في لبنان أصبح للمحطّة موقعها، على الرّغم من أنّ المشاهد اللبناني مسيّس ويتابع المحطّات التي تناسب أهواءه السياسيّة. نحن بالفعل لا نركّز على أخبار دول الخليج العربي، لدينا يومياً نشرة عراقيّة وأخرى لبنانيّة، ونشرة مخصّصة لدول المغرب العربي، نحن لا ندّعي أنّنا ننافس محطتي quot;العربيّةquot; أو quot;الجزيرةquot; فيما يتعلّق بالخبر الخليجي، لذا حاولنا أن نتخصّص أفضل من أن نتوسع ونكون ضعفاء على كافّة الجبهات.

سبقتم غيركم من المحطّات التلفزيونيّة باهتمامكم بمنطقة المغرب العربي، التي أصبحت أخيراً محط جذب لوسائل إعلاميّة عربيّة عدّة، لماذا اخترتم التركيز على تلك المنطقة التي بقيت أخبارها لسنوات ثانوية في نشرات الأخبار، حتى في الحقبة السوداء التي كان يعيشها الجزائر في التسعينات؟
الوضع العربي متشابك جداً، لكن الإعلام كان مغيباً عنه، لهذه المنطقة دورها المؤثر إقليمياً، من هنا بدأت سائر المحطّات بالاهتمام بها، خصوصاً أنّ دول المغرب العربي تتمضن سوقاً إعلانيّة كبيرة.

في ظل ظروف العمل الصعبة في العراق، ما هي الصعوبات التي يواجهها فريق عمل ANB هناك؟
كما تعلمون الأوضاع الأمنيّة المتدهورة في العراق تنعكس سلباً على عمل الصحافيين، فالعراقي يخرج من منزله لكنّه لا يعرف إذا ما كان سيعود، فريق عملنا في العراق هو فريق استشهادي، لكن الحمد لله لم تحدث أمور مأساويّة تمنعنا من العمل، على الرّغم من تعرّض فريقنا للكثير من الأمور التي لا تخلو من مخاطر.

في ظل الوضع الأمني المتدهور، تصبح التغطية الميدانيّة أصعب، فهل أنصفت المحطّة كافّة الأطياف العراقيّة؟
لدينا أكثر من برنامج عراقي مع أكثر من مقدّم، لكنّ الوضع العراقي معقّد وغامض، وثمّة مشاكل لا تحصى في العراق. نحن نحاول أن نعطي كافّة التيارات السياسيّة حقّها في التعبير عن آرائها ونظرتها للأمور.

مفهوم الأخبار اليوم، أصبح أكثر سلاسة عمّا كان عليه في السّابق، فلم يعد مجرّد أخبار سياسيّة جامدة، بل أصبحت المحطّات الإخباريّة تعتمد على تقارير وبرامج منوّعة خفيفة، هل تفكّرون بهذه النوعيّة من البرامج التي تمس كافّة شرائح المشاهدين؟
بالطبع، لكن ليس في الوقت الحالي. الوضع الإقليمي لا يسمح، فالمنطقة تغلي، ونحن بالكاد نستطيع ملاحقة الأخبار ومتابعتها وتحليلها على مدار السّاعة. نحن نركّز على تقوية أخبارنا أكثر من إطلاق برامج منوّعة، خصوصاً أنّ المنطقة تنحو باتجاه المزيد من التصعيد.

عندما لا تكون الوسيلة الإعلاميّة محسوبة على طرف سياسي معيّن، يصبح الوصول إلى الخبر أو كواليس الخبر أصعب، هل تواجهون مشاكل من هذا القبيل؟
لا أبداً، لدينا مراسلينا ومصادرنا، ولغاية اليوم لم نغب و لم نتأخر يوماً عن أي حدث.

ما هي تطلعاتكم بالنسبة إلى ANB في المرحلة القادمة؟
نسعى إلى المزيد من التطوّر، ونتطلع إلى تقوية موقع المحطّة على خارطة الإعلام العربي، وأن يعتاد الجمهور العربي على سماع الخبر المتجرّد من أي تحليل سياسي.