التميمي لايلاف: النقابة الممثل الوحيد للصحافيين العراقيين

محمد قاسم من بغداد: تأسست نقابة الصحافيين العراقيين عام 1959 توالى على رئاستها عدد من الصحافيين العراقيين كان بينهم الشعراء والكتاب حيث يقترب العمل الصحافي من الادب ويتداخل معه. وبلغت الصحافة في العراق ادنى مستوياتها حين اشرف عليها عدي صدام حسين نجل الرئيس العراقي السابق. فطرأ على الصحافة من طرأ وغادرها من غادر. ومنذ سقوط النظام السابق ربيع 2003 تسعى نقابة الصحافيين العراقيين لاعادة الثقة والهيبة لتأريخها وللصحافة في العراق. وقد فاز في الانتخابات الاخيرة التي جرت عام 2005 الصحافي المخضرمشهاب التميمي ب144 صوتا مقابل 55 صوتا لاقرب المنافسين اليه.

وقد عاد قبل ايام وفد رفيع من نقابة الصحافيين العراقيين من زيارة الى جنيف برئاسة السكرتير العام للنقابة مؤيد اللامي بدعوة من الحملة الدولية لشارة حماية الصحافي والتقى هناك عدة لقاءات لعل ابرزها لقاؤه بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون و بالرئيسين الحالي والمقبل لمجلس حقوق الانسان وطلب عقد جلسة خاصة من اجل حماية الصحافيين العراقيين.

التقت ايلاف رئيس نقابة الصحافيين العراقيين الذي حرص على الاجابة على جميع اسئلتنا التي دارت حول هموم النقابة والمخاطر التي يتعرض لها الصحافي العراقي وانجازات النقابة اضافة الى اسئلة اخرى.

هنا نص الحوار مع الزميل شهاب التميمي نقيب الصحافيين العراقيين:

* الحديث عن معاناة الصحفيين في العراق بعد اعتبار العراق عالميا من اخطر الاماكن على الصحفي؟

- لاننكر ان قطاع الصحافة والاعلام في العراق قد تمتع بحرية واسعة في التعبير والاصدار وتاسيس الفضائيات بعد 9/4/2003 غير ان المؤلم ان ممارسات موازية قد اساءت الى هذه الحرية تمثلت بعدد من الاجراءات والاعمال التي استهدفت مقرات الصحف والفضائيات حيث جرت مداهمات ابعض هذه المقرات واتخاذ اجراءات لايقاف بعضها ولكن الخطر الاكبر تمثل باستهداف حياة العملية الاعلامية بالقتل او بالاختطاف حتى تجاوز عدد شهداء الصحافة العراقية (المأتي والعشرين صحفياً وصحفية) منذ دخول القوات الامريكية الى العراق في التاريخ المذكور، كما ان هناك مايزيد على الثلاثة عشسر صحفياً وصحفية معتقلين ومغيبين.

* كيف يتم تنسيق العمل بين الصحفي والنقابة؟ وهل ثمة لقاءات دورية مع الاعضاء؟

- ان اهم العلاقة التي تربط الصحفي بنقابته وتوثق علاقته معها هي المشاركة في المؤتمر الانتخابي الدوري الذي تجري فيه انتخابات حره وديمقراطية وباشراف القضاء العراقي لاختيار مجلس النقابة ولجانها كما الصحفي يلتزم بمراجعة النقابة لانجاز عدة قضايا تتعلق باصدار وتجديد هوية النقابة او تزويده بكتب التاييد لتسهيل وتقديم خدمات يحتاجها في عمله، كما ان النقابة تنظم دورات مهنية وثقافية يساهم فيها عدد من الصحفيين، وانها تعمل على تنظيم لقاءات دورية للصحفيين للتداول حول قضايا ملحه تتطلب مثل هذه الحوارات وتلتزم بلقاء عام تداولي يعقد بين مؤتمرين انتخابيين حول شؤون الصحفية والصحافة.

* ماهي الخطوات التي قامت بها النقابة لاجل الصحافيين؟ وما ابرز المعوقات التي يشكو منها دائما الصحفيون في العراق؟

- اهتمت نقابتنا بمتابعة الكثير من احتياجات الصحفيين وعملت منذ سنوات على تامين اراضي سكنية للكثيرين منهم ومازالت سائرة في هذا الطريق لتلبية حاجة من لايملك سكناً منهم الى قطع اراضي سكنية ولدينا محاولات جادة وصلات متوالية مع الجهات ذات العلاقة لتحقيق هذا الهدف، كما اننا استطعنا ان نحصل على ما مقداره 30% من اجور النقل لطائرات الخطوط الجوية العراقية نعمل على زيادته الى 50% اسوة بما هو متبع في دول عربية واجنبية اخرى كما ان نقابتنا تهتم برواتب ومخصصات الصحفيين العراقيين ووضعهم المعاشي والاقتصادي وقد عملت بنشاط لاعادة الصحفيين الذين بدون عمل بعد حل وزارة الاعلام وتوقف الصحف والمؤسسات الاعلامية المرتبطة بها من الصدور والعمل، واستطاعت اعادتهم بالتعاون مع الجهات المسؤولة الى وزارة الثقافة كما انها تعمل على مطالبة الجهات التي يعملون لديها على زيادة رواتب الصحفيين وضمان حقوقهم، وهي(النقابة) تخاطب باستمرار الجهات الصحية لتامين العلاج الى الصحفيين الذين يحتاجون الى علاج خاص كما انها تهتم بايجاد نظام خاص لتقاعد الصحفيين الذين يعملون في القطاع الخاص من خلال تطوير واقع وقانون صندوق تقاعد الصحفيين وزيادة الرواتب التي يتقاضونها من هذا الصندوق، ويترتب علينا ان نكرر هنا جهودنا من اجل حماية الصحفيينم وتوفير الحصانة لهم في ظل الاوضاع الراهنة المعلومة، فاقترحنا ان يتضمن الدستور العراقي نصوص تتعلق بهذه الحماية والحصانة والضمانات. علما ان لدينا اهتمام بعوائل شهداء الصحافة العراقية وقد اسسنا داخل النقابة قسما خاصا برعاية هذه العوائل انجزنا من خلاله بعض الخدمات بينها مبالغ قمنا بتوزيعها على هذه العوائل تلقيناها من الصندوق الذي اسسه الاتحاد الدولي للصحفيين في بروكسل باقتراح من نقابتنا الى جانب مبلغ (50) خمسون مليون دينار وزعت على هذه العوائل تبرع بها الدكتور (نوري المالكي)رئيس الوزراء.
ولكننا رغم ذلك نعاني من انشغال الجهات المعنية في الدولة عن الاهتمام بالكثير من قضايانا المهمة ولكننا نعمل باستمرار على تذليل هذه العوائق بالمراجعة والمطالبة.
ولعل من ابرز مانريده هو استجابة الدولة لدعم الصحفيين بتوفير الحماية والحصانة لهم للتعبير الحر عن آرائهم واداء واجباتهم دون عقبات.
و من بين مساعينا بخصوص عوائل الشهداء المطالبة بتخصيص رواتب تقاعدية شهرية لعوائل الصحفيين الشهداء.

* هل يوجد قانون لحماية الصحفي والمطالبة بحقوقة من الجهات الاعلامية العراقية؟

- كلا لايوجد مثل هذا القانون ونعمل نحن بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على ايجاد تشريع لهذا الغرض وربما نتوصل الى مثل هذا التشريع مستقبلاً.

* ثمة تضارب في العمل النقابي الخاص بالصحفيين في العراق فهل النقابة هي الجهة الوحيدة التي تمثل الصحفي العراقي رسمياً؟ وما علاقتكم باتحاد الصحفيين العراقيين؟

- ان نقابة الصحفيين العراقيين هي الممثل الشرعي الوحيد للصحفيين العراقيين وقد اسست عام 1959 وبقانون رسمي صادر من الجهات العليا في الدولة العراقية ومازال هذا القانون ساري المفعول حتى الان، ومما يستحق الذكر ان الصحفيين العراقيين بهيئتهم العامة وتجمعاتهم في الصحف والمؤسسات الاعلامية كانهم متمسكون بنقابتهم الام ويعملون تحت خيمتها ويتوجهون لها في كل شؤونهم ولكن لاننكر ان محاولات قام بها بعض الصحفيين ممن اخفقوا في الوصول الى قيادة النقابة في المؤتمرات الانتخابية حاولوا تشكيل منظمات بديلة بينها اتحاد الصحفيين العراقيين. ولكن واقع الحال يشير الى عزلة واخفاق مثل هذه التشكيلات في استقطاب الاغلبية الساحقة من الصحفيين الذين ظلوا يفتخرون بهوية الانتساب الى نقابتهم الاصلية.

* بعد حل وزارة الاعلام هل ترى النقابة نفسها الممثل الوحيد للصحفيين؟ وما مدى ارتباط بعض الصحفيين بعدد من الاحزاب العراقية الموالية والمعارضة؟

- سواء حلت وزارة الاعلام او لم تحل فأن النقابة شيء اخر يعبر عن الطموحات المهنية للصحفيين،ويدافع عن حقوقهم، وان علاقتنا مع الصحفيين هي علاقة مهنية خالصة ولا دخل لنا بارتباط البعض منهم بهذا الحزب او ذاك سواء من الاحزاب الموالية او المعارضة لانمنتسبي نقابتنا عندما يحضرون الى النقابة او يشاركون في عمل نقابي يطرحون انفسهم ونتعامل معهم باعتبارهم صحفيين مهنيين ولا دخل لما بارائهم السياسية او ارتباطاتهم الحزبية وهم يؤمنون بذلك ويفضلون التعمل المهني بيننا على التعاملات الاخرى المشار اليها في سؤالكم.

* لماذا يغيب صوت نقابة الصحفيين العراقيين امام هذا الكم الهائل من الاستهداف للصحافيين؟ فهل هذا الغياب قسري؟ أي هل هناك من يشكل عليكم ضغطاً؟

- اعتقد اننا لم نقصر في مجابهة هذا الاستهداف ولنا في كل حادث موقف وحديث يعبر عن تمسكنا بالمبادئ المهنية وواجباتنا في الدفاع عن ابناء المهنة ولنا كامل الخيار ( دون ان نتعرض الى ضغط من أي جهة) في التعبير عن آرائنا واتخاذ الموقف المناسب.

* هل للنقابة فروع في بقية المحافظات؟ حتى في كردستان العراق؟

- نعم لدينا فروع في المحافظات وكنا نسمي هذه الفروع ( فرع الجنوب لنقابة الصحفيين العراقيين) ويضم المحافظات الجنوبية الثلاثة (البصرة ndash;الناصرية ndash; العمارة) ولدينا فرع الفرات الاوسط يضم المحافظات الواقعة في هذه الرقعة الجغرافية الواسعة ولدينا فرع في الشمال، وكان لدينا فرع في كردستان العراق عبر الصحفيون العاملون في اقليم كردستان عن رغبتهم بتشكيل نقابة للصحفيين خاصة بهذا الاقليم توصلنا معهم الى صيغة تشكيل مجلس اعلى للتعاون بيننا بما يخدم صحفيي العراق بكاملة.

* ماهي علاقة النقابة بالحكومة العراقية؟

- اننا نقابة مهنية مستقلة ولا سلطة قسرية او تدخلية للحكومة في شؤوننا باستثناء علاقاتنا العامة التي نتوجه بها الى هذه السلطة لتحقيق مطلب يخص الاسرة الصحفية وماشاكل ذلك.

* لو قارنا الحيز الذي يتحرك فيه الصحفي العراقي على كل الاصعدة اليوم مع ماكان ابان فترة النظام السابق فهل من مؤشرات يمكن توضيحها؟

الجواب:نعم لدينا في الوقت الحاضر حيز واسع للنشاط رغم المصاعب التي نواجههاوهي جزء من المصاعب العامة التي يعيش في ظلها شعبنا العراقي، مضاف اليها النظرة القاصرة التي تدفع ببعض الجهات الى اتخاذ الموقف المعادي ازاء الصحفيين.

* هل الصحفي العراقي اليوم هو صحفي محترف؟

- نعم ان اغلب الصحفيين مهنيون يرتبطون بصحفهم ومؤسساتهم الاعلامية الاعلامية اعتمادا على كفائتهم المهنية وخبرتهم. وللعلم نقول ان قانون نقابة الصحفيين العراقيين قد اشترط بان يكون الصحفي العضو العامل في نقابتنا متفرغاً للعمل الصحفي ودون ان يرتبط بعمل اخر غير الصحافة وان منحه هوية( العضو العامل) تستند الى هذا الشرط.