يزور الرئيس اللبناني ميشال سليمان نظيره الأميركي باراك أوباما في واشنطن الشهر المقبل.

بيروت، وكالات: أكدت مصادر قصر بعبدا لصحيفة quot;السفيرquot; قيام الرئيس ميشال سليمان في شهر كانون الأول المقبل، بزيارة رسمية الى واشنطن تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلا أن موعد الزيارة لم يتحدد بالضبط، وان كانت ستبدأ بين 10 و12 كانون الأول، كما لم يتحدد برنامجها بالتفصيل ولا اللقاءات التي سيعقدها سليمان، إضافة الى لقاء الرئيس أوباما. ويفترض أن تتحدد التفاصيل خلال الأيام الثلاثة المقبلة عبر القنوات الدبلوماسيةquot;. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، إن وزير الخارجية علي الشامي سيرافق الرئيس سليمان في الزيارة التي سيبحث خلالها quot;تعزيز العلاقات الثنائية والمساعدات الأميركيةquot;.

كما أكدت مصادر دبلوماسية لصحيفة quot;النهارquot; quot;أن موقف سليمان سيكون مرتاحا مع نظيره الاميركي بحكومة قوية منسجمة بين اعضائها ومع رئيسها سعد الحريري لتكون منتجة وقادرة على مواجهة التحديات الداخلية لمنع اي ذريعة على اسرائيل لشن حرب جديدة على الاراضي اللبنانيةquot;، مشيرة إلى quot;أن ما ورد في مشروع البيان الوزاري عن السياسة الخارجية فقرات مكررة عن البيان الوزاري السابقquot;.

بدورها نقلت صحيفة quot;الأخبارquot; اللبنانية المقربة من سوريا عن مطلعين على أجواء قصر بعبدا تشديدهم على أنّ سليمان سيحاول خلال زيارته الى واشنطن، قدر المستطاع، الظهور أمام أوباما والمسؤولين الأميركيّين بصورة الرجل التوافقي، الذي استطاع إدارة الأزمة في لبنان ووضع الضوابط اللازمة لها، وكذلك على تأكيد موقعه كموقع حاسم ووسطيّ في آن واحد، أكان ذلك في الحكومة أم في طاولة الحوار، أم في الحياة السياسية عموماً. ولفت متابعون الى أنّ أداء سليمان في بيروت يريح فريق أوباما، لأنّ تكريس الحوار والانتفاح، والمحافظة على الاستقرار عاملان أساسيّان عمل عليهما هذا الفريق منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

وتوقع المطلعون أن يتصدّر ملفّا quot;السلام في المنطقةquot; وquot;قدرة الجيش اللبنانيquot; مواضيع البحث التي ستُطرح في لقاءات واشنطن. فـquot;المسؤولون الأميركيون يتابعون النقاشات الجارية في أوروبا، وخصوصاً بين فرنسا وروسيا، حول المؤتمر الدولي الذي سيُعقد بخصوص السلام في الشرق الأوسطquot;.

وفي هذا السياق، تابع المطّلع أنّ موقف سليمان باقٍ على ما هو عليه في نطاقَي التشديد على وحدة القرار العربي في ما يخص الصراع مع إسرائيل، وعلى التعامل بإيجابية مع أي نقاش أو طرح للتوصّل إلى سلام في المنطقة، مع المحافظة على كامل السيادة على الأراضي اللبنانية. وفي هذا الإطار، رأى مطّلعون أنّ مواقف سليمان مرسومة ومحدّدة مسبّقاً، ومن المتوقّع أن يشدّد الرئيس على احترام الحكومة والدولة للقرارات الدولية، ويطالب الإدارة الأميركية بممارسة الضغوط اللازمة لوقف الخروق الإسرائيلية، وانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية.

أما في موضوع تسليح الجيش وتعزيز قدراته، فمن المقرر أن يبحث سليمان هذا الملف مع عدد من المسؤولين الأميركيين، وذلك في إطار مناقشة الدعم الأميركي الذي جرى الحديث عنه قبل ثلاثة أشهر. وفي هذا السياق، لا يتوقع عدد من المطّلعين أن quot;يكون النقاش بشأن التسليح ذا شأن، وذلك لاعتبارات أميركية خاصة في المنطقةquot;. ويضيفون: quot;لكن من المفيد أن يعيد سليمان طرح هذا الموضوع، لإثبات أنّ الدولة اللبنانية، التي هو على رأسها، تسعى إلى تطوير نفسها وتحسين ظروفها، وأنّ هذه الخطوة لا يمكن أن تجري في ظلّ الهجوم على سلاح المقاومة، فيما الدولة وجيشها عاجزان عن المواجهةquot;.

وأشار أحد المطّلعين إلى أنه من المتوقع أن يكون وزير الدفاع إلياس المرّ ضمن الوفد المرافق للرئيس في زيارة واشنطن، quot;ولو أنه من المستبعد إجراء أي مناقشة في العمق بين الجانبين في موضوع تقديم هبات عسكرية إلى الجيشquot;.