قضية إنسحاب المرشح الجبيلي تتفاعل حتى قبيل بدء الإنتخابات
يوم quot;الصمت الإنتخابيquot; تخرقه ترددات الهجوم على سليمان
quot;إيلافquot; من بيروت:
يقول اللبنانيون كلمتهم غدا في صناديق الاقتراع التي ستُفتح اعتبارا من السابعة صباحا حتى السابعة مساء، ويُفتح معها صفحة جديدة من تاريخ لبنان.

وانصرف المعنيون طوال اليوم الى متابعة العملية الانتخابية فيما فتحت اقلام النفوس أبوابها لتلقي مراجعات المواطنين واستفساراتهم، بينما كانت الاجهزة الامنية تكثّف انتشارها وسط حالة استنفار قصوى لحفظ الامن وسلامة العملية الانتخابية.
وساد quot;الصمت الانتخابيquot; المطبق الاجواء السياسية عملا بقانون الانتخاب بعدما افرغ المرشحون ما في جعبتهم من برامج ومشاريع للمستقبل ووعود، وأنجزوا حملاتهم، وكان مسك الختام في الكلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكد في حديث تلفزيوني ضروة مشاركة الطرف الآخر مهما تكن النتائج، وأعلن تمسكه بتشكيل حكومة وحدة وطنية. بينما أطلق النائب الجنرال ميشال عون سلسلة مواقف جاء فيها انه سيتوجه الى مجلس النواب على رأس كتلة من 35 نائباً بهدف وضع الامور في نصابها ووضع حد للفساد والعمل على بناء دولة المحاسبة.

كما كانت كلمة معبّرة لرئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري اكد فيها على النضال من أجل الحرية والسيادة والإستقلال والمناصفة في لبنان ورفضه المثالثة، معلنا الاقتراع لمشروع الدولة وليس لمشروع الدويلات.

اما قمة المفاجآت فقد جاءت من حيث لم ينتظرها احد من جبيل التي دفعت الجميع الى اعادة حساباتهم وأدت الى عملية خلط اوراق، مصحوبة بتجديد بعض المعارضة الحملة على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ابن المنطقة، على خلفية انسحاب المرشح اميل نوفل. وتوقف quot;مراقبونquot; عند مشاركة وسائل اعلام مؤيدة لقوى 8 آذار/ مارس في هذه الحملة حتى ان بعضها وصل الى المطالبة بتقصير ولاية الرئيس واتهمته بالانحياز واعتبرت ان quot;القناع قد سقطquot;، ورأوا أن quot;هذه التعابير لا تعكس الواقع ولا تليق بمطلقيها رافضة التعاطي بهذا الاسلوب مع المقام الرئاسي الاول الذي يتوجب على الجميع احترامهquot;. وتحدثوا عن حملة تجن تجري على رئيس الجمهورية، واصفينها بأنهاquot;عملية هرب إلى الأمامquot;.

وذكّر هؤلاء في معرض دفاعهم عن موقع رئيس الجمهورية بمواقفه في اكثر من مناسبة وعلى طاولة الحوار وفي جلسات مجلس الوزراء وخلال كل احاديثه امام زواره، وتشديده على عدم تعاطيه الشأن الانتخابي. وسألوا: كيف يعقل ان يقال ان الرئيس يتدخل في الانتخابات وهو الذي اعطى توجيهاته الى كافة القوى العسكرية والاجهزة الامنية بعدم التدخل في الانتخابات والبقاء على الحياد والسهر لتتم العملية بنزاهة وشفافية ووفق المعايير الديموقراطية. وكيف يُعقل ان يتدخل وهو الذي طلب من مؤسسات الدولة عدم التدخل؟ وذكّروا بعبارته الشهيرة: ليس هناك ما يحرجني لان لا ابني مرشح للانتخابات ولا صهري. وقالوا إن رئيس الجمهورية لم يتعاطَ لا من قريب ولا من بعيد بالعملية الانتخابية لا في الترشيح ولا في الانسحاب ولا في التحالفات ولا في تركيب اللوائح، في وقت انتقده البعض على هذا الموقف وكان يتمنى عليه ان يدعم مرشحين، غير انه اكتفى بالتشديد على وجوب قيام كتلة مستقلة تكون كتلة وازنة، وسط الاصطفاف السياسي القائم لمنع شل الدولة وعرقلة عملها.

واعتبروا أن كل هذه المواقف الواضحة التي اطلقها الرئيس قابلتها المعارضة بجملة وكأنها: quot;عنزة ولو طارتquot;. وبات واضحا للعيان ان التطورات الجبيلية والحملة على رئيس الجمهورية لامست آثارها المناطق في جبل لبنان لتعكس تحولا في مزاج الناخب المسيحي الذي يرفض المسّ بالمقام الرئاسي الاول، كما مُسّ سابقا بالمقام الديني الاول، وقد ساعد سوء اداء المعارضة واستهتارها بوعي الناخب الجبيلي والتعاطي معه بطريقة فوقية في محاولة لمصادرة قراره، في تحوّل مزاجه.

واوضحت اوساط المرشح المنسحب اميل نوفل في المقابل ان معركته كانت في وجه الجنرال عون وأنه انسحب بعدما راجع حساباته لضمان هدف شعار معركته واسقاط عون وإنجاح لائحة المستقلين وقوى 14 اذار/ مارس.